مكتبة «البناء» جدائل الملح
ترصد المجموعة الشعرية «جدائل الملح» لمؤلفها هيثم أحمد المخللاتي تداعيات الأزمة في سورية ومآسيها، إلى جانب تجسيدها مدى عشقه للوطن، وانتمائه إليه وذلك ما ظهر في شتّى نصوصه الموشاة بثقافات مختلفة.
وتجتمع في هذه المجموعة آثار الحرب على النفس وفق أبعاد دلالية تظهر في الألفاظ والاستعارات التي تكونت في نصوص المؤلف عبر الجمل المليئة بالوجع والحرمان، فيقول في قصيدة «منذ بدء الوهم»:
أغلقت شبابيك النور
فأنت لست علل امتداد الرؤى
حين أضحى الانتظار جدائل ملح.
ومن الواضح أن الشاعر يذهب في نصوصه إلى أبعاد نفسية وفلسفية تعبّر عن عدم قدرته على مواجهة الوجع الذي يباغته فيحاول بما يمتلكه من قوة ذاتية الخروج إلى الأمل.
كما نرصد في نصوصه ذلك الإيقاع الداخلي المتحرك مع نزوعه العاطفي إلى الوطن والذي جاء عفو الخاطر بشكل غير مقصود فيقول في قصيدة «مقهى الظمأ»:
أسكن بمقهى الذاكرة
أقلّب صفقات الحاضرين بأحداقي
أسير متطفّلاً في الشوارع المغلقة
أخاطب زمناً معفّر الوجه
مطحوناً بعوامل الريح
أرهقه الحنين للكأس الأخيرة.
كتاب «جدائل الملح» من منشورات مؤسّسة «سوريانا للإنتاج الإعلامي» ويقع في 115 صفحة من القطع الوسط.
القدس مفتاح السلام
صدر حديثاً عن مؤسّسة الدراسات الفلسطينية كتاب «القدس مفتاح السلام»، وهو من تأليف كبير المؤرّخين الفلسطينيين وليد الخالدي، وتقديم محمود سويد.
هذا الكتاب هو مجموعة من دراسات عن القدس، أعدّها الخالدي في مناسبات عدّة وخلال سنوات مديدة، بدءاً بسنة 1967، عندما كان مستشاراً للوفد العراقي إلى الدورة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة 14/7/1967 ، بُعيد حرب حزيران 1967 مباشرة، وانتهاء بخطابه في قاعة مجلس الوصاية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك لمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني 30/11/2009 . قدّم القسم الكبير من هذه الدراسات في مناسبات علمية في عواصم عربية وأجنبية، وباللغتين العربية والإنكليزية.
يقع الكتاب في 225 صفحة.
لحن الإياب
«لحن الإياب»، مجموعة شعرية للشاعر محمد الدمشقي تعبّر عن مكنونات شاعر رصد جمال دمشق وطبيعتها وتغزّل بحاراتها وأزقّتها، إضافة إلى ما في داخله من أحلام وهموم وآلام.
الشاعر الدمشقي في قصيدة «نشيد الياسمين» يرى أن دمشق تعيش في دمه وعمره فهو يشكّل معها وحدة متكاملة، ما دفعه أن يذهب اليها على قارب البحر الكامل فقال:
«بينك وبينك يا شآم توحد لو سال دمعك أضلعي تتنهد
هذا الحنين نزيف وجد عابق نغماته تحيي القلوب فتصمد».
ورغم ما يعيشه الشاعر الدمشقي من ألم، لا بدّ للفرح من أن يتجلّى في دموع عنفوانه التي لا يريد لها أن تكون حاضرة على مرآى من يراه فيقول في قصيدة «لا ترحلي»:
«يا شعر إني متعب لكنني سأظل أنقش بسمة في دمعتي
الفجر لا يصحو إذا لم نحترق والعشق موت دون طلقة رحمتي».
وفي النصوص يظهر ألم الشاعر على ما يتعرض له وطنه من وجع وألم وأسى فينساب مع عواطفه حزيناً موجعاً عبر كلمات رقيقة استعارها مما يحيط به في الكون والبيئة والحياة فقال في قصيدة «بكت السماء»:
«بكت السماء وأمطرت أسفاً على بشر سقوا أوطانهم وجعاً سدى
يا ليتهم فهموا دروس نجومها فلربما سلكوا طريقاً للهدى».
أما الغربة فهي أكثر ما يؤلم الشاعر وهي التي تجبر الموهبة لتكون حاضرة لتعبّر عمّا تخلّفه من ألم وحرقة وذكريات فجاء في قصيدة «غربة»:
«آه على عشق يؤجّج في دمي جمر الرحيل فاكتوى بلظاه
الشوق يسحبني إلى نيرانه فيفوح في قلبي شذى ذكراه».
الديوان من منشورات «دار ليندا للطباعة والنشر والتوزيع» في محافظة السويداء، ويقع في 115 صفحة من القطع الوسط.
الجهاد والموت
صدر عن «دار الساقي» ـ بيروت، كتاب «الجهاد والموت» للكاتب أوليفييه روا. وورد في النبذة المعمّمة عن الكتاب: لا يتأتّى الإرهاب من التطرّف الإسلامي بل من «أسلمة التطرّف» وقد تحوّل من الجهاد العالمي إلى الافتتان بالموت.
يحلّل المؤلّف الأسباب والدوافع التي تحمل قسماً من «أبناء البلد»، معظمهم من الجيل الثاني للمهاجرين ومن المتحوّلين إلى الإسلام، في فرنسا والغرب عموماً، على الانضمام إلى «داعش». ما يجمع بين هؤلاء هو البحث عن قضيّة، والتمرّد على المجتمع والأهل، ورفض النظام. وليس للإرهابيين قاعدة شعبية بل هم هامشيون في الأحياء والضواحي حيث يعيشون منفصلين عن المجتمع.
ويعرض الكتاب مسارات معظم الذين نفّذوا عمليات إرهابية في فرنسا وأوروبا، متوقّفاً عند الأساليب الماهرة التي يستخدمها «داعش» في استمالتهم. ويخلص إلى أن «داعش» سوف ينتهي لأنه لم يجد الأمة العالمية التي يتوهّم وجودها.
يمثّل هذا الكتاب حدثاً بحدّ ذاته، ومرجعاً في تفسير تطوّر الإسلام في فرنسا والعالم.