الأمم المتحدة تحذر من التضحية بأرواح مدنيي الرقة

قال زيد بن رعد الحسين، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إنّ 173 مدنياً على الأقل قتلوا في الرقة هذا الشهر جراء العمليات العسكرية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي.

وأوضح المفوض الأممي، في بيان صدر في جنيف، أنّ هذا التقييم «متواضع جداً»، مضيفاً أنّ الحديث يدور عن ضحايا القصف الجوي والعمليات البرية في سياق معركة تحرير الرقة.

وحثّ المسؤول الأُممي كافة الأطراف المشاركة في الهجوم على معقل «داعش»، بما فيها «القوات الدولية»، إلى اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية الممكنة لحقن دماء المدنيين العالقين في المدينة، والذين يُقدّر عددهم بـ الـ100 ألف.

وشدّد على أنه «لا يجوز التضحية بأرواح المدنيين من أجل تحقيق انتصارات عسكرية سريعة».

وكانت مصادر محلية أفادت بأنّ أكثر من 40 مدنياً، معظمهم من الأطفال والنساء، استشهدوا أمس في غارات نفذها طيران التحالف الدولي على قرية الدبلان بريف دير الزور الشرقي.

وذكرت وكالة «سانا» السورية، نقلاً عن مصادر أهلية وإعلامية متطابقة، أنّ طائرات تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة نفذت غارات جوية على منازل المدنيين في قرية الدبلان في ناحية العشارة بمنطقة الميادين، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 40 مدنياً معظمهم من الأطفال والنساء ناهيك عن «عشرات الجرحى ووقوع دمار كبير في منازل الأهالي وممتلكاتهم».

وأشارت المصادر إلى أنّ القرية المذكورة شهدت نزوح الكثير من السكان المحليين صباح أمس في جو من الخوف والذعر باتجاه البادية هرباً من ضربات طيران التحالف الدولي، تاركين منازلهم ومواشيهم وأرزاقهم.

هذا واستشهد 42 شخصاً على الأقل جراء غارات لطائرات التحالف الدولي استهدفت في وقت سابق سجناً تابعا لتنظيم «داعش» الإرهابي قرب مدينة الميادين في دير الزور.

وفي سياق متصل، قال ممثل البيت الأبيض في التحالف الدولي ضد «داعش»، بريت ماكغيرك، إنّ الولايات المتحدة ستساعد في إعادة إعمار مدينة الرقة السورية بعد الانتهاء من تحريرها من قبضة مقاتلي التنظيم.

والتقى ماكغيرك الذي يزور شمال سورية بأعضاء مجلس الرقة الوطني للاستماع لرؤية المجلس حول عملية تحرير مدينة الرقة ومناقشة الدور الأميركي ما بعد تحريرها.

وأوضح عضو المجلس عمر علوش ما قصد به ممثل البيت الأبيض في تصريحه، قائلاً: «الحديث لا يدور حول المساعدة بالمال، إنها الولايات المتحدة قررت أن تساعد في البداية بتفكيك الألغام في المدينة وإبطال مفعولها، وإزالة آثار الدمار، وإعادة ترميم المدارس، ومحطات توليد الكهرباء، ومحطات التزويد بالمياه».

يشار، في هذا الصدد، إلى أنّ دمشق ندّدت بمشاركة الولايات المتحدة في عملية تحرير مدينة الرقة، انطلاقاً من أنّ واشنطن لم تنسق مع الحكومة السورية، كما اعتبرت الوجود الأميركي في شمال سورية تدخلاً سافراً في شؤون البلاد الداخلية من وجهة نظر القانون الدولي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى