أحلام تهين الصحافة العربية

هناء حاج

تبحث المغنية الإماراتية أحلام دائماً عن أسباب بعيدة من المسائل الفنية لتبقيها في دائرة الضوء، فتارة تتجاذب الإشكالات مع زملائها، وطوراً تفتعل المشاكل مع الصحافة التي لا يمكن أن تستميلها.

في كل مناسبة تعمل أحلام على استفزاز أي كان وكيفما كان، وآخر أشواطها في ساحة المعارك العصرية كانت مع الصحافة العربية، إذ استغلت مسرح برنامج «أراب أيدول» على شاشة MBC لتشن هجوماً على أي صحافي يحاول الاستفسار عن موضوع معين، حتى لو كان ضمن إطار البرنامج، ورفضها أي سؤال مشروع من صحافة لم تستطع استمالتها بالقوة ، فاعتبرت أن من لا يتحدث عن جمالها وشكلها ومكياجها يكون من «قشور الصحافة الهشة».

بعد بث الحلقة الثانية من التصفيات النهائية من برنامج «آراب ايدول» حيث غنى 13 مشتركاً إضافياً، واجتمع على مسرحه 26 مشتركاً من معظم الأقطار العربية. لم تتخلَّ أحلام عن اسلوبها الهجومي في انتقادها للمشتركين. وحملت في نفسها غضباً بسبب اعتراض الجمهور على رأيها بمشتركة ارتبكت أمام الكاميرا في أول إطلالة مباشرة لها.

وبعد انتهاء البرنامج وخلال المؤتمر الصحافي الذي نظمته المحطة بحضور ممثلين عن الصحافة العربية، أظهرت أحلام غضبها حين طرح سؤال حول غياب الفنان اللبناني راغب علامة، بأسلوب واضح لرفضها ذكر أي أحد غيرها، ولم تكن ردودها على أي سؤال سوى بالصوت العالي والاعتراض، سواء أكان عن عدم مشاركة فنانين من المغرب في لجنة التحكيم، أو المجاملات بين الأعضاء الحاليين، وأكثر ما استفزها عندما سئلت عن دفاعها المستميت عن زميلتها أصالة حين أوقفت في مطار بيروت بعد مجيئها للمشاركة في برنامج هواة على محطة أخرى، وعمّا إذا كانت ستدافع عن زميلتها الكويتية شمس لو حصل معها الموقف نفسه؟ فاستشاطت أحلام غضباً لتصف زميلتها الثانية بـ«الرقاصة» معبرة عن مستوى غير لائق بالرد.

وبغمزة من أحلام سألها أحد أصدقائها «ما رأيك بأسئلة الصحافة؟» فصبت جام غضبها قائلة: «لو عرفت هذا المستوى من الأسئلة، لما عملت ماكياج وشعر وجئت للمؤتمر لأن أسئلة الصحافة صفر وسخيفة» لتظهر مستوى آخر من أسلوبها الحواري.

وهذا ما دفع بعدد من مراسلي الصحف العربية خليجية وسورية ولبنانية للانسحاب من المؤتمر اعتراضاً على عدم احترامها لحضور الصحافة. وهنا كان لا بد من تدخل المتحدث باسم محطة MBC الأستاذ مازن حايك برقيّ واحترام ليعترض على الهرج والمرج الذي حصل داخل الاستديو، مؤكداً أن للصحافة الحق في طرح أي سؤال تراه مناسباً، وتلقي الرد بأسلوب محترم، معلناً احترام المحطة لكل الصحافة العربية وممثليها.

ولم تتوقف أحلام عند حد الإهانة المباشرة، بل استغلت مواقع التواصل الاجتماعي لتبث أسلوبها النابي عبره. فكتبت تعليقاً نابياً يمت لتربية خاصة بها فكتبت على «إنستغرام»: «اليوم عرفت معنى العهر الإعلامي»، فكيف لفنانة تعتبر نفسها ملكة وفنانة عريقة أن تتفوه بألفاظ تمت إلى «الشوارعية» بصلة مباشرة.

ولم تتوقف عند حدود الإهانة المباشرة والعلنية، بل أعلنت عبر مواقعها الخاصة أنها لم تعد بحاجة إلى الصحافة العربية، في إعلان مباشر أن أي صحافة لا تكون شبيهة بها لا تريدها.

والسؤال المشروع هنا، هل يمكن للصحافة أن تكون أسيرة أهواء وأشكال وجمال وإلا سيغدو صحافيوها من «أصحاب القشور»، أم أن توجه الصحافة لا يجب أن يقترب من أخلاقيات الفنان ونقده حول الغناء أو الموسيقى أو حتى المواقف؟ إن لم تتقدم أحلام باعتذار من الصحافة بشكل عام ومن من أهانتهم بشكل خاص سيتمكن أي صعلوك يدعي امتهان الفن من إهانة أرقى الأقلام.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى