«إسرائيل» تشدّ الرحيل وفرائص ترامب ترتعد وحلفه خائف يترقّب…!
محمد صادق الحسيني
لمن يهمّه الأمر نقول: لا تخيفنا قعقعة سلاحكم ولا هدير محركات طائراتكم حول الأجواء السورية لأن ما نعرفه عنكم أكثر بكثير مما تعرفونه عنا…!
والخوف لا يجد طريقاً الى قلوبنا، لأننا نحن فرسان الجو والفضاء، كما أننا نحن أسود الميدان في سورية والعراق واليمن ولبنان.. وفي كل ميدان!
إنكم أنتم الخائفون، والذين ترتعد فرائصكم خوفاً من قوة حلف المقاومة والدعم الروسي الكبير المقدَّم له على الأصعدة كلها، فيما نحن أقدامنا ثابتة كالجبال وتتعاظم طولاً وعرضاً…!
ولإثبات ذلك لا بد من تذكيركم بما يلي:
أولاً: قبل أيام فقط قال الجنرال عاموس جلعاد، المسؤول الأمني «الإسرائيلي» السابق ورئيس المعهد «الإسرائيلي» للسياسة والاستراتيجية حالياً في مؤتمر هرتسيليا حرفياً:
«بينما يعاني تنظيم داعش… يتشكل أمام أعيننا تحالف بديل من إيران وحزب الله و الرئيس بشار الأسد، وهو كيان أقوى بكثير ويشكل تهديداً استراتيجياً لـ«إسرائيل»..».
وأردف جلعاد قائلاً:
«إن روسيا قد أخذت قراراً استراتيجياً لدعم هذا التحالف، لذلك فإني أحذّر من اندلاع حرب على الحدود الشمالية لإسرائيل يشنّها حزب الله بدعم من الكرملين».
ثانياً: رحم الله شاعرنا العظيم، أبا الطيب المتنبي، الذي قال:
وليس يصحّ في الأفهام شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل
ها هم اذاً يعلنون خوفهم على الملأ من قوة حلف المقاومة العسكرية والسياسية، ومن متانة التحالف وعمقه وطبيعة العلاقة الاستراتيجية بين هذا الحلف والدولة الروسية. وهي التي تفهم تماماً طبيعة التنظيمات الإرهابية المطلقة العنان في العالم العربي من القوى الاستعمارية بهدف نشر الفوضى فيه كخطوة ضرورية لتفتيته والهيمنة عليه أملاً من الولايات المتحدة وحلف الناتو بالوصول الى تشكيل تحالف بين أمراء الطوائف من الأعراب و«إسرائيل» وزجّه في عمليات تخريب واسعة النطاق في الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أمل إسقاطها وإقامة نظام عميل يخدم المصالح الأميركية، وفي مقدمتها استمرار حياة الكيان الصهيوني…!
خطوة يراها الاستراتيجيون الأميركيون حجراً أساساً في عمليات تطويق روسيا من الجنوب تمهيداً للزحف باتجاه أبواب الكرملين. وهو ما يدركه الروس جيداً…!
ثالثاً: ولمن قد ينبري لتفنيد رؤيتنا هذه للخوف الصهيوأميركي المتزايد من تعاظم قوة حلف المقاومة ومتانة علاقته مع الدولة الروسية وطبيعة هذه العلاقة الاستراتيجية، كما يقول عاموس جلعاد، فإننا نحيطه علماً، بأن مصادر استخباراتية غربية عليا أفادت لعيون الراصد لدينا بأن الحكومة «الإسرائيلية» وكافة أجهزتها الإدارية والأمنية قد بدأت منذ مدة باتخاذ الإجراءات الضرورية لمرحلة ما بعد تفكك «إسرائيل» وزوالها عن الوجود.
وفي هذا السياق تكشف مصادرنا لأول مرة بان الأجهزة «الإسرائيلية» المختصة، من أمنية وإدارية رسمية وخاصة، قد قامت في الأشهر الأخيرة بالإجراءات الخطيرة التالية:
1 تحميل كافة المادة الأرشيفية وكل الوثائق الحكومية ووثائق المنظمات الصهيونية، بدءاً بالوكالة اليهودية وانتهاء بصندوق أراضي «إسرائيل» الذي يملك كافة الوثائق المتعلقة بأراضي فلسطين كاملة، قامت بتحميلها على أقراص مدمجة وحاملات إلكترونية USB عملاقة.
2 تمّ الانتهاء من هذا العمل قبل حوالي عام من الآن. وقد قامت الجهات «الإسرائيلية» المعنية بتسليم هذه المادة الأرشيفية، والتي هي ليست سوى ذاكرة الدولة «الإسرائيلية» والمنظمات الصهيونية المختلفة، بتسليمها للحكومة الألمانية، جهاز المخابرات الألمانية الخارجية، لحفظها لديهم في ألمانيا، بهدف الاستفادة منها بعد زوال دولة «إسرائيل».
3 ولمن لم يقتنع حتى الآن بمخاوف الحلف الصهيوأميركي على مصالحة في «الشرق الاوسط» بشكل عام وعلى دولة «إسرائيل»، باعتبارها أكبر تلك المصالح نقول إن الجهات «الإسرائيلية» المعنية، الصندوق القومي اليهودي وإدارة أراضي «إسرائيل» وشركة عاميدار «الإسرائيلية» عاميدار هي شركة عقارية عملاقة في «إسرائيل» وهي التي تدير بيوت الفلسطينيين المحتلة منذ عام ١٩٤٨ ، نقول إن هذه الجهات قد اشترت مئة وخمسين ألف شقة سكنية في مدينة برلين خلال العام ٢٠١٦ فقط، وقامت بتسجيلها بأسماء «إسرائيليين» يحملون جوازات سفر «إسرائيلية».
كما قامت تلك الجهات المشار إليها أعلاه بشراء حوالي عشرين الف شقة في كل مدينة ألمانية كبيرة مثل هامبورغ، ميونخ، لايبتزغ، درسين، دوسلدورف، دورتموند، فرانكفورت، شتوتجارت، الخ…
أي أن مجموع ما تمّ شراؤه يزيد عن نصف مليون شقة. وهذا يعني توفّر شقق سكنية لإعادة إسكان حوالي نصف مليون «إسرائيلي» سيغادرون فلسطين المحتلة. وإذا ما أضفنا اليهم الأعداد الكبيرة التي تحمل الجنسية الأميركية وجنسيات أوروبية مختلفة والتي تصل الى ثمانمئة الف شخص، فإننا نرى أن كامل عدد المستوطنين اليهود الذين يحتلون فلسطين جاهز للرحيل عنها بعد أن رتّب ذلك الرحيل مسبقاً…!
4 وإذ نكتفي حالياً بهذا القدر من الأدلة على حالة الرعب الشديد الذي ينتاب المهزوم الأميركي في واشنطن وذنبه المحتل في تل أبيب، نقول:
رابعاً: وبناء على الوقائع المشار اليها أعلاه فإن قعقعة السلاح الأميركي التي نسمعها والحملة الإعلامية الواسعة المرافقة وتحريك اذناب أميركا من الأوروبيين كالرئيس الفرنسي ورئيسة الوزراء البريطانية لا يتعدّى كونه محاولات تطمين للمستعمرين الصهاينة في فلسطين المحتلة ولأذناب أميركا في العالم العربي وفي تركيا، وذلك من خلال عرض للقوة الأميركية العملاقة والتهديد باستخدامهما ضد قوات حلف المقاومة التي تحصد الانتصار تلو الانتصار في الميدان السوري والعراقي من الموصل الى حماة الى بادية الشام وصولاً حتى درعا التي بدأت تطرق بوابات فلسطين من الجنوب السوري بأيدي حلف المقاومة الذي صار رباعياً…!
ومع ذلك، فإننا على قناعة تامة بأن جميع هذه التهديدات، وما قد ترتكبه ادارة ترامب من حماقات ومغامرات عسكرية بضرب منشآت الدفاع الجوي في مطاري دمشق واللاذقية وقصف محطات رادار سورية في أكثر من منطقة، لن يزيدنا إلا عزماً وإصراراً على مواصلة العمليات العسكرية حتى تحقيق النصر الكامل وغير المنقوص على الاٍرهاب وداعميه، أميركا والعدو الصهيوني، وفي كل الأراضي العراقية والسورية…
ذلك النصر الذي سيعززه انتصار الشعب اليمني العظيم على العدو الأميركي/ «الإسرائيلي»/ السعودي والذي لن يطول انتظاره…
ألم تتمكن قوات خفر السواحل اليمنية من إخراج بحرية دول العدوان العسكرية من المعركة بعد نجاح أبطالها باستهداف عدد من سفن البحرية السعودية والإماراتية؟ وهذا يعني أن تلك السفن الى جانب سفن الأسطول الأميركي و«الإسرائيلي» قد ابتعدت عن مرمى نيران أحرار اليمن الى مسافة تجعلها تقف خارج ميدان القتال عملياً وغير قادرة على مواصلة قصفها وتدميرها للأهداف المدنية في المدن والبلدات اليمنية.
فكيف لنا لو تصورنا انضمام الإمكانيات البحرية لمكوّنات حلف المقاومة الأخرى، إيران وسورية وحزب الله والعراق الى الإمكانيات اليمنية؟ لكم أن تتصوروا ذلك…!
خامساً: لكم أن تقعقعوا بالسلاح ولكم ان تملأوا الدنيا صراخاً، ولكن عليكم أن تقتنعوا مرة والى الأبد بأن الضجيج لا يصنع الانتصارات، وإنما هم الرجال الذين يسيطرون على الميدان ويتمسّكون بالأرض التي ترفض أن تواري جثامين جنودكم الذين ستنهش جيفهم جوارح الصحاري والقفار…!
لا نخافكم ولا نخاف سلاحكم، ونحن بانتظاركم لإذاقتكم طعم الهزيمة الاستراتيجية التي ستنهي عجرفتكم وصلفكم وعدوانكم على شعوب العالم ونهبكم خيراتها مرة وإلى الأبد والمنازلة الكبرى بانتظاركم…!
نحن الذين نحاصركم في قواعدكم الرملية الأرض، ولا خلاص لكم إلا الهروب الكبير أو الدفن مع الجيف الحيوانية…!
ونزيدكم علماً على علم
من الآن فصاعداً
مش بس بعدنا طيبين،
بل ويدنا هي العليا: قولوا الله.