رفول يجول في البقاع الشمالي: نفكّر بوحدة وطنية محصّنة ورئيس الجمهورية سيصدر عفواً عن بعض الجرائم
أكد وزير الدولة لشؤون القصر الجمهوري بيار رفول أن هناك «كرت بلانش» للأجهزة الأمنية لتقوم بواجباتها في البقاع الشمالي، ولكي تأخذ مداها في الحفاظ على أمن المنطقة، فلا يوجد غطاء على رأس أحد، وعلى الدولة أن تحزم أمرها.
وجال رفول في البقاع الشمالي، فزار قيادة لواء المشاة التاسع في بلدة اللبوة، ثم انتقل إلى بلدة عرسال وكان في استقباله رئيس وأعضاء المجلس البلدي، وعقد لقاء في دار البلدية.
وقال: ونحن قادمون على أيام حلوة بفضل الوفاق الوطني والتفاهم بين الرئيس العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري واتفاق بعبدا، والذي أفضى الى ورشة بناء للدولة ستكون الأولوية فيها للقرى التي هي مداخل لبنان، رغم أن الوضع المالي غير مستقرّ. فهناك تراكم على مدى ربع قرن نتج منه 76 مليار دولار ديناً عاماً، ولكن في شهر أيلول سيتم تلزيم ثلاثة بلوكات للغاز في البحر، وسيكون له مردود مالي للدولة يسمح لنا بالتحرك وبالحصول على قروض ميسرة. ونحن لدينا ثروة لأجيالنا سيتم تلزيمها تباعاً، هي النفط والغاز».
وأضاف: «إن معركة الإرهاب اليوم مع الذين صنعوه، وبهمة القيادة العسكرية في الدولة تم الحفاظ على لبنان رغم تهديدنا المستمر، وقيادة الجيش لن تساوم، وستحافظ على الوطن. علينا التضامن أكثر من أي وقت مضى، ويجب أن نعطي نموذجاً ونسعى الى أن يكون لبنان ملتقى حوار الأديان والحضارات، وبالتفاهم الحاصل اليوم بيننا سنعيد أمجاد لبنان».
ثم ألقى رئيس المجلس البلدي باسل الحجيري كلمة ترحيبية بالضيف والوفد المرافق، وقال إن «عرسال في حاجة الى تأمين مقومات الصمود لأهلها، كما نتشرف بزيارة معالي الوزير ونتأمل خيراً بالعهد الجديد وعلى رأسه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فهو أب للكل، ونحن في عرسال من الكل، هذا ما دلت عليه الزيارة وقبلها زيارتنا للقصر الجمهوري واستقبال الرئيس لوفد أهالي عرسال. نحن نأمل الدعم، وجميع مقومات الحياة في عرسال معدومة».
ثم زار رفول مزار سيدة بشوات، قبل انتقاله إلى مطرانية دير الأحمر المارونية، وكان في استقباله راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، وفاعليات المنطقة.
قال رفول: «نحن اليوم في منطقة البقاع الشمالي التي دفعت الكثير للحفاظ على لبنانيتها، وهي خزان من خزانات الجيش وقوى الأمن الداخلي، ولها الريادة في المؤسسات العسكرية، ودفعت الكثير من الشهداء، نحن نجول في البقاع الشمالي لنؤكد ما قاله الرئيس عون في خطاب القسم، بأنه سيعطي الأولوية لمداخل لبنان التي تعتبر الحصن المنيع لحماية لبنان، وستكون لها الأولوية في المشاريع المرتقبة، فهذه المنطقة تعكس الوحدة الوطنية بكل أبعادها».
وأكد رفول أن «مشاريعنا هي لكل لبنان ولكل مناطقه، سواء في الكهرباء أو السدود والمياه والإنترنت، وقلنا فليبدأ الفايبر أوبتك من المداخل لنصل إلى العاصمة. نحن نفكر بوحدة وطنية محصّنة، وبأن نكون يداً واحدة لتحقيق هدف واحد، هو مصلحة لبنان واللبنانيين. ونحن قادمون في أيلول المقبل على تلزيم 4 بلوكات غاز تتنافس عليها 56 شركة عالمية، وهذا يؤكد أن لدينا ثروة غاز هائلة، ولدينا أيضاً ثروة نفطية هائلة لم يتم الكشف عنها لأن الشركة لم تنه الكشف من الجو، وبعد أيلول سيكون للبنان تسهيلات مالية، وقريباً ستزيد تغذية الكهرباء وبعض السدود ستنفذ خلال سنة، وهناك نحو 60 سداً في لبنان بعد استكمالها، يستطيع لبنان بعد نحو 10 سنوات تصدير المياه لكل من حولنا، أي نستطيع عندها بيع المياه الني هي أغلى من النفط، وعلينا أن نفكر بثرواتنا الوطنية التي تجعل أولادنا يبقون في أرضهم ويعملون في وطنهم».
وتابع: «هناك أناس مظلومون، وهناك مسجونون على أمور ليست ذات أهمية، نحن اليوم في صدد أن يصدر عن رئيس الجمهورية عفو بأمور تريح هذه المنطقة وغيرها من المناطق اللبنانية، ولكن بعد العفو سيكون هناك حزم لكي يرتاح كل اللبنانيين. مَن لم يرتكب جرائم قتل سيطاله العفو، والجرائم التي مر عليها مدة سيكون عليها عفو، ووثائق الاتصال التي هي بنسبة 99 كذب، وعددها في هذه المنطقة 73000 وثيقة، سيكون عليها عفو، وهناك الكثير من الأمور التي سيرتاح اللبنانيون إليها».
وأشار إلى أن «زيارة عرسال كانت لطمأنة أهلنا في البلدة، لنقول لهم إن الدولة لن ترتكب الغلطة التي ارتكبتها في الجنوب قبل 25 سنة عندما تركت أهله مسلمين ومسيحيين، وشاهدنا ماذا جرى لهم. عرسال اليوم في عهدة الجيش اللبناني وحمايته، وسمعنا منهم أنهم مطمئنون لذلك، ويتمنون على الدولة أن تكمل تحرير أرضهم وأن تخلصهم من الإرهاب والتكفير».
كذلك زار رفول والوفد المرافق راعي أبرشية بعلبك الهرمل للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال في دار المطرانية في بعلبك.
ثم انتقل رفول إلى مكتب «التيار الوطني الحر» عند مفرق بلدة مجدلون حيث التقى أعضاء هيئة ومجلس القضاء والمنسقين في «بيت التيار»، وقال خلال اللقاء: «بعد مئة عام، استطعنا الانتقال من قانون أكثري إلى نسبي، وهو ليس لمصلحتنا، وليس لمصلحة أصحاب الأكثرية، لكنه يؤمن العدالة لكل الناس».
وكانت لرفول محطة في دار بلدية بعلبك، حيث استقبله رئيس البلدية العميد حسين اللقيس وأعضاء المجلس البلدي. وأشار رفول إلى «أن البقاع الشمالي يمثّل الصورة المصغّرة للوحدة الوطنية، حيث لم تستطع الطائفية النفاذ إليه، والبقاع ليس طرفاً أو مخرجاً، وإنما هو مدخل لبنان الذي كسر الإرهاب».
وزار رفول دارة مفتي بعلبك – الهرمل الشيخ خالد صلح، وقال أمام مستقبليه: لقد أردنا بعد الأعياد القيام بجولة في منطقة بعلبك الهرمل، وأردناها أن تبدأ من بلدة عرسال، التي هي مدخل لبنان، وليست من اطرافه، هذه البلدة التي تدافع عن أكثر من منطقة تعاني من الإرهاب والتكفير، وهي بريئة من ذلك.
وكانت المحطة الأخيرة في جولة الوزير رفول على فعاليات المنطقة، بلقاء محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، الذي قال: «الأمن هو الهاجس والمطلب الأول والأساس، ولا يجوز أن تتحكم قلة قليلة من الخارجين على القانون بمنطقة كاملة، وكما تعلمون، لا أمن من دون إنماء، ولا إنماء من دون أمن. ومن هنا، نتمنى أن تطبق خطوات أساسية باتجاه اللامركزية الإدارية، وأن تطبق أيضاً خطوات بالمستوى نفسه لتحقيق لامركزية إنمائية، وأن تأخذ المنطقة حقها من المشاريع».