لهذه الأسباب… أطلقت أميركا التحذيرات لسورية!
معن حمية
خطت الولايات المتحدة الأميركية خطوة تصعيدية خطيرة، بسلسلة من المواقف والتصريحات التي صدرت عن البيت الأبيض ووزارة الدفاع، تتهم سورية بالتحضير لاستخدام السلاح الكيماوي وتحذّرها من أنها ستدفع أثماناً باهظة!
ما هو معلوم، أنّ موقف واشنطن من دمشق موغل في السلبية والعداء، والإدارة الأميركية مسؤولة بصورة مباشرة وأساسية عن التخطيط لكلّ هذا الخراب والدمار والقتل في سورية، منذ أن أطلقت ما يُسمّى مشروع «الفوضى الخلاقة»، وقدّمت كلّ أشكال الدعم للمجموعات الإرهابية المتطرفة تحت مسمّى «ثورة الحرية». وهي حتى الساعة لا تزال تستثمر في الإرهاب، وتعتبر أنّ مشروعها التفتيتي ـ التدميري لا تزال فرصه قائمة في حال تواصلت الحرب على سورية.
عادة لا تلجأ واشنطن إلى اطلاق تحذيرات قبل أيّ عدوان تنفذه، فقد سبق أن قصفت مواقع عدة للجيش السوري، واستهدفت مطار الشعيرات السوري بصواريخ «توماهوك» بذريعة كيماوي خان شيخون، من دون أية تحذيرات مسبقة، لذلك فإنّ السؤال المطروح، لماذا كلّ هذه التحذيرات الحادة، ولأيّ سبب ولأيّ هدف؟
واضح أنّ واشنطن تعيش حالاً من الإرباك والارتباك، ما قد يدفعها إلى القيام بخطوات غير محسوبة، وهذا ما دفع روسيا الاتحادية إلى إطلاق مواقف تصعيدية حادة، ضمنت من خلالها موسكو إفهام واشنطن بأنّ أيّ عمل عدواني تقوم به ضدّ سورية بذرائع واهية وكاذبة، سيعقد الوضع في عموم المنطقة ويخرجه عن السيطرة.
قد تكون واشنطن فهمت جيداً فحوى الموقف الروسي، غير أنّ البحث لن يتوقف لمعرفة أسباب هذا التصعيد الأميركي على نحو سافر ونافر وخطير. وهنا ليس مجازفة القول إنّ من الأسباب التي لا تستطيع واشنطن الإفصاح عنها، هو أنها ليست عاجزة عن تدمير «داعش» في الرقة، لكنها لا تريد فعل ذلك، لكنها تشعر بحرج شديد وهي ترى الجيش العراقي والحشد الشعبي يستكملان عملية هزيمة داعش في الموصل وإعادة المدينة كاملة الى كنف الدولة.
ومن الأسباب التي لا ترى أميركا مصلحة في إعلانها، هي أنّ الصواريخ الإيرانية التي دمّرت مواقع لـ «داعش» في دير الزور آلمتها في الصميم، ولذلك فإنّ تحذيرات واشنطن الأخيرة لم تكن للتهويل بل مقدّمة لتنفيذ أعمال عدوانية كبيرة تنتج عنها تداعيات خطيرة على المنطقة والإقليم والعالم… وعلى ما يبدو فإنّ الموقف السوري الإيراني الروسي الذي اتسم بالصلابة قد لجم الجنون الأميركي…
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي