الجيش ينقذ لبنان من مخطّط تخريبي كبير بدهمه مخيّمين في عرسال وتوقيف مئات الإرهابيين وإشادات واسعة بالعملية البطولية «القومي»: معركة القضاء على الإرهاب واحدة من الموصل إلى الشام فلبنان
أنقذ الجيش اللبناني لبنان من مخطّط إرهابي تخريبي كبير يشمل العديد من المناطق اللبنانية من البقاع حتى بيروت، وذلك بتنفيذ وحدات من الجيش عمليّة دهم واسعة في مخيّمي النور والقارية شرق عرسال، أسفرت عن توقيف حوإلى 350 إرهابياً بينهم 25 من كبار المطلوبين المنتمين إلى تنطيمَي «داعش» و«النصرة» الإرهابيَّين. فيما أُصيب 7 من العسكريّين، جرّاء تفجير أربعة انتحاريّين أنفسهم في مخيم النور، ردّاً على المداهمات.
ففي إطار حربه الاستباقيّة المستمرّة على الإرهاب، نفّذ فوج المجوقل في الجيش فجر أمس، عمليات دهم كبيرة في مخيّمَي النور والقارية للنازحين السوريين في عرسال، فيما فجّر انتحاري نفسه خلال عملية الدهم في مخيم النور في وادي عطا، ما أدّى إلى إصابة 3 من العسكريين إصابات متوسّطة نُقلوا على أثرها إلى المستشفيات بواسطة الطوّافات العسكرية.
وفي وقت تابع الجيش عمليات الدهم، تمّ توقيف عشرات السوريّين المشتبه بهم من بينهم الإرهابي أحمد خالد دياب، قاتل المقدّم نور الدين الجمل في معارك عرسال في العام 2014.
من جهتها، ردّت «جبهة النصرة» بوضع سلسلة عبوات مشبكة ببعضها بعضاً قرب مخيم النور، وهي معقدة، ما استدعى تفجيرها بالكامل في مكانها.
وقد اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش والمسلّحين في محلّة عقبة المبيضة وضليل أبو حيدر قرب المخيم المذكور، ما أدّى إلى مقتل 7 إرهابيّين هم الأخطر عرف منهم أبو عبيدة مسؤول «النصرة» وأبو طلحة وأحمد حيدر.
وفي وقتٍ لاحق، سقط 4 جرحى للجيش اللبناني في مخيم القارية بعد إلقاء الإرهابيّين قنبلة يدويّة عليهم، وسط أسرة سوريّة، ما أدّى إلى مقتل طفلة، فيما جُرح شخصان في الاشتباكات خلال عمليات الدهم.
وفي سياق شرح تفاصيل العملية، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، في بيان، أنّ «فجر اليوم أمس ، وأثناء قيام قوّة من الجيش بتفتيش مخيم النور العائد إلى النازحين السوريّين في بلدة عرسال، أقدم انتحاري على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف أمام إحدى الدوريّات المداهمة، ما أدّى إلى مقتله وإصابة ثلاثة عسكريّين بجروح غير خطرة.
وفي وقتٍ لاحق، أقدم ثلاثة انتحاريّين آخرين على تفجير أنفسهم من دون وقوع إصابات في صفوف العسكريين، وفجّر الإرهابيّون عبوة ناسفة، فيما ضبطت قوى الجيش أربع عبوات ناسفة مُعدّة للتفجير، عمل الخبير العسكري على تفجيرها فوراً في أمكنتها.
من جهةٍ ثانية، وخلال قيام قوّة أخرى من الجيش بعملية تفتيش في مخيم القارية التابع للنازحين السوريّين في المنطقة نفسها، أقدم أحد الإرهابيّين على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف من دون وقوع إصابات في صفوف العسكريّين، كما أقدم إرهابي آخر على رمي قنبلة يدوية في اتجاه إحدى الدوريات ما أدّى إلى إصابة أربعة عسكريين بجروح طفيفة.
وتستمرّ وحدات الجيش بعمليات الدهم والتفتيش بحثاً عن إرهابيّين آخرين وأسلحة ومتفجّرات».
ولاحقاً، أكّدت القيادة خبر وفاة الطفلة السورية، حيث أعلنت في بيان آخر، أنّ «أحد الانتحاريّين أقدم على تفجير نفسه وسط أفراد عائلة نازحة، ما أدّى إلى وفاة طفلة تنتمي إلى هذه العائلة».
وعُرف من الانتحاريين الذين فجّروا أحزمتهم الناسفة في مخيم النور كلّ من «أبو عائشة» وهو أحد مسؤولي «جبهة النصرة»، «أبو عبادة الشرعي» وهو قاض شرعي لـ«النصرة في جرد عرسال، وانتحاري ثالث مجهول الهويّة. إضافةً إلى رابع فجّر حزامه الناسف في مخيم القارية أثناء مداهمة الجيش للمخيم.
وأُفيد عن إدخال خمس جثث إلى مستشفى الرحمة تعود إلى سوريّين وهم مرشد الرفاعي، رضوان عيسى، جهاد كنعان ونايف برو. وأُدخل ثلاثة جرحى وهم عمران عيسى، زينب الحلبي وسلوى البراقي.
وإثر عملية الدهم للمخيّمين المذكورين، تفقّد قائد الجيش العماد جوزيف عون قوى الجيش المنتشرة في منطقة عرسال، حيث التقى الضباط والعسكريّين الذين نفّذوا المهمّة، واطّلع على أوضاعهم وحاجاتهم المختلفة.
ونوّه قائد الجيش بتضحياتهم، وتمنّى الشفاء العاجل لرفاقهم الجرحى، مثنياً على «شجاعتهم في مواجهة الإرهابيّين وأدائهم المهمّة بدقّة واحتراف عاليين»، وأشاد بـ«حرصهم التامّ على تجنيب سكان المخيَّمَين وقوع خسائر في صفوفهم، مؤكّداً التزام القيادة الدائم حماية المدنيّين في جميع العمليات العسكرية».
وأشار العماد عون إلى أنّ «ما جرى اليوم، يؤكّد مرّة أخرى قرار الجيش الحاسم في القضاء على التنظيمات الإرهابيّة وخلاياها وأفرادها، أينما وجدوا على الأراضي اللبنانية، ومهما كلّف ذلك من أثمان وتضحيات»، ولفتَ إلى أنّ «المرحلة المقبلة ستشهد تكثيف العمليات النوعيّة لاقتلاع هذا الشرّ الخبيث، الذي لا يعير أيّ اهتمام بحياة الإنسان، ويضرب عرض الحائط كلّ القِيم الدينية والإنسانية والأخلاقية».
ودعا «العسكريّين إلى مزيد من اليقظة والجهوزيّة والاستعداد للتضحية، دفاعاً عن الوطن وحفاظاً على مسيرة أمنه واستقراره».
ولمناسبة مرور عام على التفجيرات الإرهابيّة التي تعرّضت لها بلدة القاع، زار قائد الجيش مبنى البلدية في البلدة، حيث التقى أعضاء المجلس البلدي ومخاتيرها وعدداً من الأهالي، الذين أعربوا عن تقديرهم لجهود الجيش وتضحياته في سبيل حماية أهالي القرى والبلدات الحدودية.
من جهته، طمأن العماد عون الأهالي إلى أنّ «الجيش سيبقى إلى جانبهم ولن يسمح للإرهاب بتهديد أمنهم وسلامتهم».
وفي أعقاب العمليّة، تردّدت معلومات عن أسلحة كيميائيّة عثر عليها الجيش في عرسال. غير أنّ مصادر عسكرية نفت هذه المعلومات، موضحةً أنّ «ما عُثر عليه في مخيم القارية ليس سوى مواد لتصنيع العبوات المتفجّرة، وهي مواد كيميائية من نيترات وغيره».
كما تردّد أنّ الجيش اللبناني عثر على مخبأ تحت الأرض لتصنيع العبوات قرب أحد المخيمات التي تمّت مداهمتها بعرسال.
وأُفيد أنّ معظم موقوفي مخيم القارية هم من إرهابيّي «داعش»، ومن بينهم مسؤولون كبار في التنظيم المذكور.
وأثنى رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري على «الجهود التي يبذلها الجيش لحماية عرسال ولبنان من أيّ خرق أمني، وعلى التضحيات التي يُقدّمها دفاعاً عن كلّ اللبنانيين»، وطمأن إلى «أنّ الوضع في البلدة ومحيطها تحت سيطرة المؤسسة العسكرية، ولا داعي للخوف من تطوّرات قد تُعيدنا إلى سيناريو صيف العام 2014، فلا إمكانيّة للمسلّحين لخلق واقع مأساوي جديد في عرسال، لأنّ الجيش في المرصاد».
وأوضح «أنّنا على تواصل دائم مع قادة الألوية العسكريّة المنتشرة في عرسال للإطّلاع على الأوضاع الأمنيّة، خصوصاً في شأن قضية الأراضي الزراعية في الجرود التابعة للبلدة، إذ يتعذّر على الأهالي تفقّدها بسبب الأوضاع الأمنيّة»، مطمئناً أهالي عرسال «بأنّهم سيتمكّنون قريباً من استعادة أراضيهم الزراعية في الجرود، لأنّ الأوضاع الأمنيّة أصبحت تقريباً مستقرّة».
أمّا في قضية عودة نازحين سوريين إلى قراهم في القلمون، لفتَ الحجيري إلى «أنّ عشرات العائلات ترغب بالعودة قريباً، خصوصاً إلى قرى شرق القلمون بعدما تلقّت إشارات إيجابيّة من الذين سبقوها بأنّ قراهم أصبحت آمنة»، مشيراً إلى «دفعة جديدة من «قوافل العودة» قريباً في اتّجاه مناطق سوريّة جديدة غير عسّال الورد».
وصدرت أمس مواقف أثنت على الإنجاز الجديد للجيش.
عون
وفي هذا الإطار، هنّأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الجيش بنجاح العمليّة النوعيّة واطمأن إلى سلامة العسكريّين الذين قاموا بها.
وقال: «أفادني قائد الجيش بعمليّة نوعيّة قامت بها قوّة من الفوج المجوقل. وكانت عمليّة خطرة للغاية، إذ قام أحد المطلوبين بتفجير نفسه بالدوريّة العسكريّة، بعدها فجّر أربعة إرهابيّين أنفسهم أثناء العملية، حيث بلغ عددهم خمسة انتحاريّين. وقد تمّ تعطيل أربع عبوات ناسفة كانوا زرعوها في الشارع، كأنّهم كانوا يعرفون أنّ هناك قوّة آتية نحوهم».
بري
وتابع رئيس مجلس النواب نبيه بري تطورات العملية النوعية للجيش اللبناني في عرسال، وأجرى اتصالاً هاتفيا بقائد الجيش، وهنأه على نجاح العملية العسكرية التي نفذها الجيش في مخيمات عرسال، كما تمنى لجرحى المؤسسة العسكرية الشفاء العاجل، وأثنى على بطولات العسكريين وتضحياتهم.
الصرّاف وتويني
بدوره، هنّأ وزير الدفاع يعقوب الصرّاف الجيش، مؤكّداً أنّ المؤسّسة العسكريّة أثبتت مرة جديدة أنّها صمّام الأمان، مشدّداً على أنّ لا بيئة حاضنة للإرهاب في لبنان.
كذلك، أثنى وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني» على الجهود الجبّارة التي يقوم بها الجيش اللبناني، ودوره الوطني في الحفاظ على الأمن»، معتبراً أنّ «ما قام به في منطقة عرسال جنّب البلاد عملاً تخريبياً وإجرامياً كان سيطال الأبرياء من المواطنين العزّل». وثمّن «الدور الطليعي الذي يؤدّيه ضباط وأفراد المؤسّسة العسكرية في الدفاع عن الوطن وحمايته من الأخطار المحدقة بوطننا»، مشيراً إلى الالتفاف الوطني والشعبي حول الجيش الذي هو ضمانة لبنان وإرادة حياته وبقائه.
«القومي»
وأصدر الحزب السوري القومي الاجتماعي البيان الآتي:
«إنّ العمليّة النوعيّة التي نفّذها الجيش اللبناني في منطقة عرسال، جنّبت لبنان مخطّطاً إرهابياً خطيراً يستهدف قتل الناس وضرب الأمن والاستقرار وإثارة البلبلة والفوضى. فبهذه العملية النوعيّة الاستباقيّة، أكّد الجيش اللبناني على جهوزيّته الدائمة لمواجهة كلّ خطر يتهدّد لبنان واللبنانيّين.
إنّ هذا العدد الكبير من الانتحاريّين الذين فجّروا أنفسهم مستهدفين قوّات الجيش اللبناني، يدلّ على خطورة ما كانت تخطّط له المجموعات الإرهابيّة، ولذلك نتوجّه بتحية تقدير للجيش اللبناني، قائداً وقيادةً وضباطاً وأفراداً على هذا الإنجاز الكبير الذي تحقّق بحرفيّة قتاليّة عالية ومن دون أيّة خسائر في أرواح العسكريّين. كما يتوجّه الحزب بالتحيّة إلى العسكريّين الجرحى، ويتمنّى لهم الشفاء العاجل.
ويؤكّد الحزب السوري القومي الاجتماعي أنّ الإرهاب واحد مهما تعدّدت مسمّياته، وبالتالي فإنّ معركة القضاء على هذا الإرهاب هي واحدة، من الموصل إلى الشام فلبنان، والمطلوب في هذه المواجهة، حصول تنسيق عالٍ بين جيوش هذه الدول الثلاث والقوى التي تحارب مع هذه الجيوش، لإلحاق الهزيمة الكاملة بالارهاب.
وفي السياق، فإنّ عمليّة تحرير مدينة الموصل من تنظيم «داعش» الإرهابي وصلت إلى خواتيمها، وسيستكمل الجيش العراقي وقوّات الحشد الشعبي تحرير باقي المناطق العراقيّة، بالتوازي مع تقدّم الجيش السوري والقوى الحليفة لتحرير الأراضي السوريّة من التنظيمات الإرهابيّة.
يؤكّد الحزب السوري القومي الاجتماعي أنّ معركة القضاء على الإرهاب تتطلّب الكثير من البذل والتضحيات، ولذلك من المهم التمسّك بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، فهذه المعادلة أثبتت نجاعتها في تشكيل حاضنة قادرة على درء الخطر الإرهابي، والتصدّي للمشاريع والخطط المرسومة في الدوائر الأميركيّة والمنسّقة مع العدو الصهيوني، للنَّيل من أمن واستقرار لبنان ودول المنطقة ومجتمعاتها».
«التحرير والتنمية»
بدوره، وجّه عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر التحية إلى الجيش اللبناني على تنفيذه عمليّة أمنيّة استباقيّة في عرسال «لوقف أيّ إمكانيّة للإرهابيّين من الانتقال من الموصل إلى لبنان بعد الهزيمة، التي منوا بها في الموصل، والتي تحرّرت وعادت إلى سيادة العراق».
و أشار إلى أنّ الجيش «أعاد كرة النار التي حاول الإرهابيّون قذفها إلى لبنان، إلى مرماهم وردّ الكيد إلى نحر الارهابيين» .
وهنّأ جابر «العراق دولةً وجيشاً بعودة سيادة الدولة على الموصل»، مؤكّداً «أنّ للإرهاب من العراق إلى سورية ولبنان طعم ولون واحد هو القتل والإجرام وارتكاب المجازر، وهو يحتاج إلى خطة عربية عالمية للقضاء عليه من جذوره».
وقال عضو كتلة «التحرير والتنمية»، النائب علي عسيران: «حان الوقت ليقوم الجيش بضرب الإرهابيّين بيَد من حديد، وكلّ من تسوّله نفسه أن يهاجم الجيش ويعتدي عليه».
الخازن
وأكّد رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، «التضحيات التي يقدّمها الجيش والقوى الأمنيّة لحماية السلم الأهلي»، ودعا إلى «دعمه لمقاومة الإرهاب».
وأوضح في تصريح، أنّ «الأولويّة الآن للجيش ومساندته في سهره المتواصل على أمن البلاد، لأنّه في قلب شعاراته الثلاثة عنوان للتضحية والافتداء».
وأشار إلى أنّ ما حصل في عرسال، وما يُعدّ لهجمات إرهابيّة «يؤكد إحكام المؤسسة العسكرية، بقيادة العماد جوزيف عون، سيطرتها على الأرض، في ظلّ التسلّل لخرق مواقع الجيش، ما يكبّد دائماً ضريبة الدم التي يقدّمها الجيش وقوى الأمن، الذين يأخذون بصدرهم الدفاع عن المواطنين الأبرياء».
وقال: «إذا كان لهذه الحكومة أن تعطي رعاية أساسيّة للأمن والاستقرار النسبي، فهو دعم للجيش والقوى الأمنيّة لتحرير البلاد من هواجس التفجيرات، ولتأمين السُّبُل الكفيلة لرعاية شؤون المواطنين ومستلزمات عيشهم الكريم».
وختم: «مقاومة هذا العدو، المتربّص منّا في الداخل، توازي مقاومة العدو المترصّد لنا على الحدود الجنوبيّة سواء بسواء، فهما وجهان لعملة واحدة وهي الإرهاب».
أحزاب وجمعيات
وأشادت هيئة التنسيق للقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية في بيان بالعملية البطولية وأكدت أن «هذه العملية التي تندرج في سياق العمليات الاستباقية للجيش، إنما تبرهن على قدرة الجيش في محاربة الإرهابيين ومنعهم من تنفيذ مخططاتهم، وهي تتكامل مع ما تقوم به المقاومة من جهود جبارة لدرء خطر الإرهاب التكفيري عن لبنان واللبنانيين ما أكد صحة خيارها في الذهاب مبكراً إلى سورية والجرود اللبنانية- السورية لمحاربة الارهابيين والقضاء عليهم ومنعهم من نقل حربهم الى لبنان».
وهنأت الجيش اللبناني على «هذه العملية الجريئة والنوعية»، وتمنت للجنود الجرحى الشفاء العاجل، مؤكدةً «أهمية التنسيق بين الجيش والمقاومة وكذلك الجيش العربي السوري للقضاء على الإرهابيين المتحصنين في الجرود اللبنانية – السورية وإنهاء خطرهم»، داعيةً إلى «فتح قنوات التنسيق الرسمي مع الحكومة السورية لتحقيق هذا الهدف الوطني الذي يهم البلدين وحماية أمنهما واستقرارهما».
وهنّأ حزب الله في بيان «الجيش اللبناني، قيادة وضبّاطاً وجنوداً، على العمليّة الناجحة التي نفّذها أبطاله في منطقة جرود عرسال، والتي أسفرت عن إلقاء القبض على عدد كبير من الإرهابيّين المتستّرين باللاجئين السوريّين في تلك المنطقة»، وعبّر عن تضامنه مع الجنود الجرحى في هذه العمليّة راجياً الله أن يهبهم الشفاء العاجل.
واعتبر أنّ «العمليّة الجديدة تأتي استكمالاً للجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنيّة اللبنانية للتعامل مع التهديد الإرهابي والقضاء على المجموعات الإرهابية المتغلغلة في العديد من الأماكن، كما تتكامل هذه العمليّة مع عمليّات المقاومين على الحدود الشرقية لمنع الإرهابيّين المسلّحين من التغلغل في الأراضي اللبنانيّة وطردهم منها».
ورأى أنّ «المطلوب اليوم هو توحيد الجهود وتنسيقها أكثر فأكثر لسدّ كلّ الثغرات التي يمكن أن يتسرّب منها الإرهابيّون، ولحماية لبنان وأهله من الأخطار الكبيرة التي تستهدفه».
ودعا رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان اللبنانيين إلى «الالتفاف حول جيشهم الوطني، الذي أثبت أنّه سياج الوطن الذي يحميه ويدفع عنه الأخطار»، مطالباً الدولة اللبنانيّة بـ«توفير الدعم المادي لهذا الجيش وتجهيزه بأحدث المعدّات العسكرية، وفتح باب التطوّع ليتمكّن الجيش من أداء مهامّه الوطنيّة».
واعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، أنّه «كان يجب أن تنظّم مخيمات النازحين في أماكن يمكن للدولة أن تبقى مسيطرة على الوضع فيها، وأن لا يبتلى حتى النازحون، لأنّ ما حصل ليس لمصلحة النازحين بأن يتستّر بهم الإرهابيّون، وبالتالي أن يعكّروا صفو الأمن اللبناني وأن يواجهوا الجيش، فهناك قدسيّة للجيش اللبناني يجب أن تُحفظ».
ووجّه الخطيب التحية للجيش قيادة ورتباء وعناصر، معتبراً أنّ «الإرهاب ما زال يشكّل خطراً كبيراً على الوضع اللبناني الداخلي، وهذا ما يستدعي مزيداً من الوحدة بين القوى السياسيّة اللبنانيّة لإعطاء الغطاء للقوى الأمنيّة للقيام بواجباتها لدفع خطر الإرهاب والإرهابيّين».
ونوّه «تجمّع العلماء المسلمين» في بيان، «بالعملية البطوليّة للجيش اللبناني في عرسال، والتي حمت اللبنانيّين من أحزمة ناسفة كانت ستفجّر في مناطقهم»، داعياً إلى أن «تستكمل هذه العمليّة بالقضاء النهائي على الجماعات الإرهابيّة، ونحن جميعاً نقف إلى جانب الجيش والقوى الأمنيّة في هذا التوجّه».
وأكّدت «جبهة العمل الإسلامي» في لبنان، أنّ «الجيش اللبناني هو صمّام الأمان وضمان الاستقرار في البلاد»، متمنّية الشفاء العاجل للجنود الجرحى.
وأشارت «حركة الأمّة» إلى «أنّ هذا الإنجاز الأمني جنّب البلاد تفجيرات كانت تخطّط لها المجموعات التكفيرية».
وشدّدت على «أنّ اليوم يتأكّد أكثر فأكثر أنّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي ضرورة استراتيجيّة لحماية لبنان من الخطر الصهيوني والتكفيري».
وهنّأ رئيس «تيّار صرخة وطن» جهاد ذبيان، المؤسّسة العسكريّة قيادةً وضباطاً وجنوداً على العمليّة النوعيّة والناجحة في عرسال، وتمنّى للعسكريين الجرحى الشفاء العاجل بعد استبسالهم خلال قيامهم بواجبهم الوطني.
ودعا إلى «الالتفاف حول المؤسسة العسكرية وتأمين الغطاء السياسي المطلوب لها، كي تقوم بالمهام المناطة بها في مكافحة الإرهاب الذي يتربّص بلبنان، والقضاء على البؤر الإرهابيّة التي تشكّل مصدر قلق لأهالي عرسال خاصة وللشعب اللبناني عامّة، ومن هنا نؤكّد مجدّداً على أهميّة التمسّك بالمعادلة الثلاثيّة وعمادها الجيش والشعب والمقاومة».
وأكّد رئيس «تيّار صرخة وطن»، أنّ «الإرهاب بات يحتضر من الموصل إلى سورية وصولاً إلى عرسال، وسقوط منظومته دخل مرحلة العدّ العكسي، وذلك ما كان ليتحقّق لولا التضحيات الجِّسام التي بُذلت من أجل مواجهة الإرهاب من قِبل الجيشين السوري والعراقي وقوى المقاومة»، لافتاً إلى «أنّ مشهد القضاء على الإرهاب لا يكتمل إلّا بتطهير سورية من بقايا «داعش» و«النصرة»، وما إلى هنالك من تنظيمات عاثت خراباً وفساداً على مدى السنوات الست الأخيرة».
وعلّقت رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف على أحداث عرسال، قائلة: «كُتب لحدودنا عمر جديد في عملية «قضّ المضاجع» التي نفّذها جيشنا اللبناني في محيط عرسال. الإرهاب يجب أن يُمحى من الوجود وليس فقط عن الحدود. ومن حقّ عرسال أن تعيش بسلام بلا حماية إلّا من جيشها. حمى الله لبنان من مخطّطات إرهابيّة كانت ستمتدّ من زحلة إلى بيروت. نثق بجيشنا وبكلّ خطواته الاستباقية، وبيدرنا مزروع رجالاً».
واعتبر رئيس «لقاء علماء صور ومنطقتها» الشيخ علي ياسين العاملي، أنّ العمليّة تأتي ضمن سياق حرب الجيش الاستباقيّة ضدّ المجموعات التكفيرية، وتؤكّد قوّة القاعدة الثلاثية الجيش والشعب والمقاومة في حماية لبنان.