«ونُفخ في الناي»… ديواناً جديداً للشاعرة عبير سليمان

ياسمين كرّوم

أطلقت الشاعرة السورية عبير سليمان ديوانها الشعري الجديد الذي حمل عنوان «ونُفخ في الناي»، وذلك ضمن حفل توقيع نُظّم في مكتبة الأطفال العمومية في اللاذقية.

الديوان الصادر عن «دار بعل للنشر» في دمشق يقع في 150 صفحة من القطع الصغير، ويضمّ سبعة فصول يختصّ كلّ منها بمنحى معيّن على حدّ تعبير الشاعرة سليمان، التي أوضحت في حديث صحافيّ أنّ هذه الفصول تناولت مواضيع وجدانية متنوّعة تسلّط الضوء على سورية كبلد وواقع معاش، وتناولت مواضيع المرأة والحبّ والأشخاص المهمشين، وكل ذلك ضمن نصوص شعرية شملها كلّ فصل، والتي تكللت جميعها بفصل سمّته «مشفى المجانين» الذي تعتبره تجربة شعرية خاصة تقدّم الواقع بطريقة مختلفة سمتها الفانتازيا الشعرية.

عنوان الديوان المختار يحمل دلالات تشير إلى يوم القيامة الذي تراه الشاعرة موعداً نهائياً حاسماً للحياة يحدّده النفخ في الصوَر، لكنها طرحت الفكرة بأسلوب يقارب الحالة السورية التي تتجلى قيامتها بانتهاء الحرب الإرهابية عليها وارتفاع صوت الناي الذي يعلن السلام. ويؤكد ارتباط الإنسان الفطري بالفن والجمال، لا سيما الموسيقى التي تعتبر جزءاً لا يتجزّأ من تراث بلادنا وحضارتها.

وتركز الشاعرة سليمان ضمن ديوانها الشعري الثاني خلال مسيرتها على قصائد النثر التي تراها أكثر أريحية وأقرب إليها لطرح وجهات نظرها، ووضع بصمتها الخاصة من خلال كلماتها وأسلوبها الذي تسعى إلى تطويره بشكل دائم من خلال التنويع بالصور الشعرية وتقنيات الكتابة. وتابعت قائلة: كانت لي عام 2014 تجربة شعرية أولى حملت عنوان «رسالة من بيدق ميت»، وأعتقد أنّ لكلّ تجربة أهميتها وخصوصيتها لكنّني أصرّ على الكتابة باستمرار لأنني أراها خطوة ضرورية كي لا تبقى أعمالي قيد الفوضى والعشوائية.

وقدّمت الشاعرة سليمان خلال حفل التوقيع قراءات منوّعة من قصائد الديوان كقصائد: «الوطن»، «صديقي على فايسبوك» و«انحراف في البصيرة» و«الرجل الذي سيأتي» و«ما زال حبيبي حياً»، لتختم سردها الشعري بجملة «ونفخ في الناي فسقطت جميع البنادق»، لتقوم بعدها بتوقيع مجموعة من النسخ للراغبين باقتناء الديوان الذي تصدّرت غلافه لوحة للفنان محمد أسعد سموقان من مجموعة حملت اسم «أبجدية الأزرق» والتي يظهر اللون الأزرق فيها كدلالة ورمز للمحبة وعمق التاريخ السوري والحضاري بما يتواءم مع مضمون الديوان بشكل عام.

إدارة مكتبة الأطفال العمومية التي تولّت استضافة الحدث والإشراف على تنظيمه والترويج للإصدار أكدت على لسان مديرتها التنفيذية عدوية ديوب اهتمام المكتبة بهذا المجال على اعتبار أن الكتاب ديدنها الأساس ومحور عملها. لافتةً إلى وجود تجارب سابقة للمكتبة في إطلاق وتوقيع إصدار خاص بها وتجربة ثانية خاصة بأحد الاطفال. منوّهة بأن استضافة الشاعرة سليمان ستكون قيمة مضافة للمكتبة والقرّاء على حدّ سواء. الأمر الذي أكدت عليه المهندسة عبير عمران أمينة سرّ المكتبة التي أشارت إلى أنّ المكتبة كجهة ثقافية متخصّصة بالكتابين الورقي والإلكتروني تضع ضمن أولوياتها دعم الأقلام المتميزة التي ستبقى أبواب المكتبة مفتوحة لها دائماً للانطلاق والتحليق.

يذكر أن الشاعرة عبير سليمان من مواليد اللاذقية عام 1974 وهي خرّيجة كلّية الهندسة المدنية في «جامعة تشرين»، ولديها مساهمات أدبية كثيرة في عدد من المطبوعات العربية والمواقع الإلكترونية.

«سانا»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى