عميد الإذاعة بمناسبة ذكرى استشهاد سعاده: الدّماء التي سَقَتْ رمل بيروت.. تزهر انتصارات في الشام والعراق
أكد عميد الإذاعة في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور معتز رعدية، أنّ فعل الفداء الذي ارتبط بالثامن من تمّوز، وتجسّد بالتّضحية التي قدّمها باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية الزعيم أنطون سعاده يتّخذ مفهوم التّجدّد، لكونه يتضمّن ركيزة الواجب الذي نؤدّيه كي تستمرّ النهضة في حركتها ونضالها.
وقال في بيان أصدره بمناسبة الثامن من تموز ذكرى جريمة اغتيال سعاده: لقد أثبتنا، أنّ عقيدتنا عقيدة راسخة في وجداننا وتراثنا، وأنّ الفعل البطوليّ الذي نقوم به ليس سوى تجسيد لإيمانٍ واعٍ بهذه العقيدة الحية الراسخة والقادرة على التّطوّر، وما عملنا في ميادين الأمّة كافّة، وفي مجالات مختلفة إلا سعياً منّا لنكون في مستوى هذه العقيدة وتلك الدّماء التي سَقَت رمل بيروت، وها هي تزهر انتصارات في الشام والعراق.
نحن في الشام كما كنّا في جنوب لبنان
وأضاف: من هذا المنطلق كان حضورنا الفعليّ في مواجهة التّهديدات التي تواجه الأمّة السّوريّة، فكما كنّا في جبهة المقاومة الوطنيّة اللّبنانيّة في جنوب لبنان، نحن اليوم ومن خلال نسور الزّوبعة في الشّام، نقدّم أثمن ما نملك لننتصر على الجيوش المتعدّدة الجنسيّات وجماعات الإرهاب والتطرف ولنحبط مخطط التّقسيم، مثلما انتصرنا على العدو اليهودي الذي ظنّه البعض أنه لا يقهر، لكنه انكسر وهُزم بفضل دمائنا وشهدائنا واستشهاديينا.
وتابع: وكما كنّا على الدّوام حاضرين في المقاومة من أجل فلسطين، جنوب الأمّة، منذ فرقة الزّوبعة سنبقى حزب الفداء القوميّ الذي يرفض التّسويات والمساومات.
غياب مشاريع رسميّةٍ حقيقيّة لإبراز حضورٍ قوميٍّ واحدٍ
وقال رعدية: ما زالت الأمّة تقف عند مفترقٍ مصيريٍّ أطلقوا عليه تسمية مخطّط «سايكس بيكو» الجديد. تجتمع فيه إرادات دوليّة تسعى على الدّوام إلى السّيطرة عليها، وإغراقها في ظلمات انحطاطٍ تُعجزها عن النّهوض، فمن محاولاتٍ لشنّ عدوانٍ جديد على الشام من الجنوب، مروراً بسعيٍ لاستعادة قرونٍ وسطى عثمانيّة من جهة الشّمال، وبتهديدات مشاريع كيانات عرقيّةٍ وطائفيّةٍ ضمن مكوّناتها، ناهيك عن الخطر اليهوديّ المتربّص على الدّوام، والقائم في خاصرتنا، وصولاً إلى الأخطار الغربيّة التي تظهر على أشكال مشاريع متعارضةٍ حيناً متحالفةٍ أحياناً. وهذا كلّه في ظلّ غياب مشاريع رسميّةٍ حقيقيّة لإبراز حضورٍ قوميٍّ واحدٍ على مساحة الأمّة.
التقاء المحور المقاوِم وجّه ضربة قاصمةً لمشاريع التقسيم
ورأى أن ما نشهده من تطوّرات سياسيّة وأمنيّة وعسكريّة، حيث التّقدّم الذي يُحرزه الجيش الشّاميّ مع نسور الزّوبعة والقوى الحليفة يبلغ اليوم أوجَه، وهو ما أدّى إلى استدراج التّدخّلين الأميركيّ واليهوديّ المباشرَين ضدّنا من دون أيّ وازعٍ أو رقيب، كما أنّ التقاء المحور المقاوِم من الجانبين الشّاميّ والعراقيّ قد وجّه ضربة قاصمةً لمشاريع التقسيم، ما دفع إلى استشراس القوى المتآمرة علينا، وحتّى بروز مكامن ضعفها، سواء داخل ما يُسمّى بدول مجلس التّعاون أو مع التّركيّ العثمانيّ وسط تعثّرات لمحاولة إقامة كيان كرديّ، وانحدارٍ وتقهقرٍ شارف على بلوغ خاتمته لدى قوى التّطرّف والفتك كـ «دولة الخلافة» و»جبهة النّصرة» وأشباههما على اختلاف أحجامهما وارتباطاتهما.
واعتبر عميد الإذاعة في «القومي» أنّ المشروع النّهضويّ الوحيد هو في عقيدة الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ، والقِيم التي سلّط عليها زعيمنا الضّوء هي الخلاص لمجتمعنا من حالات الوهن والتفسّخ والتّخبّط الفكريّ والثقافيّ.
وختم: أيّها القوميّون الاجتماعيّون، كونوا باستمرار تجسيداً لوقفات العزّ المستمَدّة من وقفة الثامن تمّوز… وليكن عهدنا لزعيمنا الشهيد ولجميع شهدائنا الأبرار، ولآلام أبطالنا ومقاومينا الميامين في يوم الفداء والوفاء: إنّ الدماء التي تجري في عروقنا عينها ليست ملكاً لنا، بل هي وديعة الأمّة فينا متى طلبتها وجدتها.