عباس: كيف يمكن لمَن دعم الإرهاب أن يكون جدياً في محاربته؟
احتفلت منفذية الغرب في الحزب السوري القومي الاجتماعي بتخريج مخيمها الصيفي للأشبال والطلبة، وقد حملت دورة هذا العام اسم الشهيد محمد عواد، وأقيمت على أرض مخيم بيصور، وذلك بحضور عميد التربية والشباب في الحزب عبدالباسط عباس، المنفذ العام ربيع صعب وأعضاء هيئة المنفذية، عدد من أعضاء المجلس القومي، وأهالي المشاركين، وجمع من القوميين والمواطنين.
بعد النشيد الرسمي للحزب، طلب آمر المخيم الإذن من عميد التربية والشباب ببدء التخريج، فجرى استعراض الفصائل، ثمّ تقديم عمل مسرحي. وألقيت كلمة باسم المتخرّجين، وألقى آمر المخيم لواء الصايغ كلمة أشاد فيها بالطلبة والأشبال الذين برهنوا قدرة فائقة على التحمّل والاستيعاب للدروس الإذاعية والتثقيفية، وأظهروا إبداعات فنية متميّزة.
كما ألقى ناظر التربية والشباب مكرم الينطاني كلمة قال فيها: في زمن يريدون جعله للذلّ والخنوع، زمن الارهاب والتطرف، في زمن تطحن فيه مطرقة الباطل سندان الكرامة الإنسانية، تسيل دماء شهداء الأمة لتغسل العار وتعيد إلى الأرض كرامتها.
وأضاف: نحن تلامذة سعاده، أبناء الأمة الأبية، الأمة التي فيها أسلمنا لإله واحد أحد على اختلاف مذاهبنا وطوائفنا، فتسلّحنا بمناعة إنسانية جعلتنا أعداء التطرّف والإرهاب. نحن رفقاء محمد عواد، صبحي العيد، بشار شاهين، أدهم نجم وفضل الله فارس وآخرون كثر. وقد علّمتنا نهضة سعاده العزة والكرامة والإباء، وكما بذل زعيمنا دماءه في سبيل قضية تساوي الوجود، وكما لاقتها عبر التاريخ دماء وجدي وسناء وكوكبة من الشهداء الأبطال، لتثبت أقدامنا في أرض الأمة الشامخة في وجه يهود الداخل والخارج، ها نحن اليوم نواجه فصلاً جديداً من فصول استهداف الأمة، حيث وجهت الصهيونية العالمية إلى ربوع أمتنا ما استطاعت تجميعه من وحوش ممسوخة متطرفة، فاشتدّت في مواجهتها الهمم وتوطدت العزائم وبُذلت الدماء وارتقى شهداء جدد لينزعوا عن الأمة ثوب الفجور الإرهابي التكفيري المتوحش.
ثم توجه الينطاني إلى الأشبال والزهرات قائلاً: يا أشبال وزهرات دورة الشهيد محمد عواد، ما أبلغ وقع هذا الاسم على ما اكتسبتم من مبادئ وأفكار وحّدتكم وقوّت عزيمتكم خلال فعاليات هذا المخيم، الذي نعتبره أول الغيث، لأنه من المؤكد أنّ نشاطات أخرى ستجمعنا لنغذي فيها تواصلنا وأفكارنا ووحدتنا، وننمّي الغرس الصالح لنقوى بالعز وتقوى فينا الأمة.
وختم كلمته شاكراً كلّ الجهود التي بذلها القوميون، وخصوصاً في مديرية بيصور، لإنجاح هذه الدورة، آملاً بأن يعكس المتخرّجون الوجه الصحيح لحزبنا في مدارسهم وجامعاتهم وفي متحداتهم الاجتماعية.
كلمة عميد التربية
وألقى عميد التربية والشباب عبدالباسط عباس كلمة أكد فيها أنّ الاهتمام الكبير الذي يوليه الحزب السوري القومي الاجتماعي لإقامة المخيمات للطلبة والزهرات والأشبال يأتي في سياقه الطبيعي في مسيرتنا النهضوية التي ترتكز إلى عقيدة ومبادئ محيية للإنسان في بلادنا ليكون إنساناً جديداً قادراً بإيمانه القومي ووعيه المعرفي على حمل الأعباء الكبيرة التي يرتبها الانخراط في صفوف النهضة.
ولفت عباس إلى أنّ ما تواجهه أمتنا اليوم من تحديات يتطلب درجة كبيرة من اليقظة والتنبّه، ذلك أنّ عدونا الصهيوني الذي بات عاجزاً وكسيحاً أمام قوة أبناء شعبنا ومقاومتنا التي فعلت وغيّرت وجه التاريخ، يستمرّ في محاولاته بأساليب ملتوية لإعادة بلادنا إلى مراحل الضعف التي تمكّن خلالها من اغتصاب أرضنا وإقامة كيانه.
وأضاف: ليس الإرهاب الذي نواجه همجيته وبربريته في سورية ولبنان والعراق سوى الوجه الآخر لإرهاب العدو الصهيوني، بدليل أنّ المحور الذي دعم هذا العدو واحتلاله ووفّر له أسباب البطش ليمارس أبشع أنواع الإجرام ضدّ أبناء شعبنا، هو نفسه بدوله الكبرى وبمَن معها من أشباه دول وأدوات في المنطقة، يتولّى تسليح المجموعات الإرهابية المتطرفة وتدريب عناصرها وتمويلها لكي ترتكب المجازر وتدمّر عمراننا وتخرّب تراثنا الحضاري وتستهدف جيوشنا ومقاومتنا في سورية ولبنان والعراق.
وسأل عباس: ألا يصبّ ذلك كله في خدمة العدو الصهيوني وأهدافه وأطماعه في أرضنا وما تختزنه من خيرات وثروات؟ وهل التحالف الذي يقيمونه اليوم بادّعاء محاربة الإرهاب، هدفه فعلاً إراحة بلادنا من وحوش الإرهاب هذه التي تجزّ الأعناق وتأكل الأكباد وترتكب المجازر والجرائم؟ أم أنّ الهدف ينحصر في تقليم أظافر هذا الإرهاب، والاستمرار تالياً في استثماره وتوظيفه في خدمة أهدافهم الاستعمارية التي لا تتحقق إلا على حساب أبناء شعبنا ومستقبل أجيالنا؟ وكيف يمكن أن يكون هذا التحالف جدياً في ترجمة شعاراته وعناوينه في حين أنه يتشكل من دول دعمت الإرهاب ومارسته ولا تزال تدعمه وتمارسه، بينما تغيب عنه الدول والقوى التي تحارب الإرهاب فعلاً وتحقق ضدّه الكثير الكثير من الإنجازات؟
وأكد عباس أننا في الحزب السوري القومي الاجتماعي وكما دأبنا على الدوام، آلينا على أنفسنا أن نكون في طليعة الصفوف دفاعاً عن الأمة أرضاً وشعباً وحضارة وتاريخاً ومستقبلاً، مهما كان حجم التضحيات كبيراً، لأننا لن نحيد عن إيماننا بأنّ الدماء التي تجري في عروقنا ليست ملكاً لنا بل هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها.
وفي الختام خفض العلم وسلّم إلى عميد التربية والشباب، وتمّ توزيع الشهادات.