ترامب لبوتين: شرفٌ لي أن أكون معك
عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أول لقاء مباشر بينهما أمس، خلال قمة لمجموعة العشرين تخللتها تظاهرات عنيفة وانقسامات بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين بشأن التغير المناخي والتجارة.
وخاطب ترامب نظيره الروسي قائلاً «نتطلّع إلى حدوث أمور إيجابية للغاية لروسيا والولايات المتحدة»، مضيفاً «إنه شرف لي أن أكون معك». وعبّر عن «ارتياحه لسير الاتصالات الروسية الأميركية»، معيداً إلى الأذهان أنه «بحث مع بوتين خلال مكالماتهما الهاتفية حزمة واسعة من المسائل».
لكن الرئيس الروسي لفت انتباه نظيره الأميركي إلى أنّ «المكالمات الهاتفية بين زعيمَيْ البلدين لا تكفي لحل القضايا الأكثر حدة، ولا مفرّ من عقد لقاءات شخصية بينهما».
واستطرد قائلاً: «لقد تحدّثنا معكم أكثر من مرة هاتفياً حول مسائل ثنائية ودولية مهمة للغاية، لكن المكالمات الهاتفية ليست كافية في بعض الأحوال». وأوضح: «إذا كنّا نريد حلّ المشاكل الثنائية والقضايا الدولية الأكثر حدّة، فلا شكّ في ضرورة عقد لقاءات شخصية. إنني سعيد للغاية لفرصة التعرّف عليكم، وآمل في أن يأتي هذا اللقاء بنتائج إيجابية».
في سياق آخر، اتفقت دول «مجموعة العشرين» على التنسيق من أجل العمل على سد الثغرات في أمن الرحلات الجوية وتعزيز هيكل تبادل المعلومات الدولي حول الرحلات، والهجرة، وتوسيع التعاون بين الأجهزة الأمنية لهذه الدول.
وجاء في بيان قمة «العشرين» في هامبورغ: «عبر التنسيق الوثيق سنعمل على سد الثغرات في أنظمة أمن الرحلات الجوية، وكذلك تبادل المعلومات حول تقييم الأخطار».
وتابع البيان: «لقد دعونا لبدء العمل بشكل عاجل على مشكلة توفير أمن المطارات، والقيام بخطوات مشتركة من أجل إعادة النظر وتحديث وتكييف وفرض المعايير الأمنية الدولية مع الأخذ بعين الاعتبار الأخطار القائمة».
كما دعت «مجموعة العشرين» أجهزة حراسة الحدود للدول «لتوسيع التعاون حول الكشف عن الرحلات ذات الهدف الإرهابي، بما في ذلك تحديد دول الترانزيت ووجهة الإرهابيين».
وجاء في البيان: «سنعمل على تقديم الدعم لجهود تعزيز قدرات هذه الدول في مجالات مثل إدارة الحدود، وتبادل المعلومات، وكذلك إنشاء قوائم المجرمين من أجل التعامل بشكل استباقي مع التهديدات». وتلتزم الدول في هذا البيان بضمان مساءلة الإرهابيين وتقديمهم للعدالة.
وشدّد البيان على أنّ وجود «مناطق آمنة» لتمويل الإرهاب في أي بقعة بالعالم، أمر مرفوض، مؤكداً في الوقت نفسه «أنّ مثل هذه الملاجئ لا تزال موجودة بسبب عدم الالتزام بالمعايير الدولية».
في السياق نفسه، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية لقمة العشرين في هامبورغ، «أنّ قادة العالم اتفقوا على أن الإرهاب يشكّل تهديداً للجميع».
وقالت ميركل في كلمتها: «يجب تنسيق المعلومات بين دول المجموعة لمواجهة الإرهاب»، مطالبة رؤساء دول وحكومات الدول الصناعية والصاعدة العشرين الكبرى «بتعزيز التعاون والاستعداد للتوصل لحلول وسط».
وأعربت المستشارة الألمانية عن «أملها في أن تساهم القمة في حلّ المشكلات الملحّة في العالم»، موضحة أنها «تعتقد أن كافة المشاركين في القمة يسعون إلى ذلك».
على صعيد آخر، خرج آلاف المتظاهرين من جديد إلى الشوارع أمس، لمنع الوفود الرسمية من الوصول إلى قاعة الاجتماعات.
وتقول السلطات إنّ قرابة 100 ألف شخص، سيشاركون في تظاهرات تستمر أياماً على هامش القمة التي يناقش فيها القادة مسألتي المناخ والتجارة.
ودانت نقابة الشرطة «الهجمات الكثيفة للمجموعات المتطرفة العنيفة»، معتبرة أنّ «الكتل السوداء، حرفت التظاهرات السلمية لعشرات آلاف الأشخاص لحملهم على التعدّي على عناصر الشرطة عن سابق تصور وتصميم».