عبد الله: اغتيل سعاده لأنّ مبادئه خطر على المشاريع التفتيتية والاستعمارية
أحيت منفذية ملبورن في الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى استشهاد الزعيم أنطون سعاده، باحتفال أقامته في قاعة مكتب المنفذية في ضاحية برنزويك، حضره المنفذ العام صباح عبد الله وأعضاء هيئة المنفذية: قيصر عيسى، اسكندر سلوم، إدمون ملحم، سمير الأسمر، حبيب سارة، وأعضاء المجلس القومي: محمد نهاد ملحم، أيمن سلوم، مدير مديرية دنبو التابعة لمنفذية عكار خالد مراد، إضافةً إلى مسؤولي الفروع الحزبية وحشد من القوميين الاجتماعيين.
كما حضر الاحتفال قنصل لبنان العام غسان الخطيب، ووفود مثّلت: حزب البعث العربي الاشتراكي، تيار المردة، التيار الوطني الحر، حركة أمل، الحزب الشيوعي اللبناني، تجمّع النهضة النسائي، المركز الإسلامي العلوي الاجتماعي، جمعية بيت جالا الفلسطينية ـ الأسترالية الخيرية، نادي شباب لبنان الرياضي، دار العودة الاجتماعي، جمعية عدبل الأسترالية الخيرية، وممثل جريدة «تلغراف» في ملبورن.
تخلّل الاحتفال دخول الأشبال والزهرات إلى القاعة بصفوف بديعة النظام على وقع نشيد «يا بلادي انهضي» تتقدّمهم أعلام الزوبعة، وعرض وثائقيّ عن جريمة اغتيال الزعيم. كما أنشد الشبل الياس أدونيس دياب 3 سنوات ، نشيد «بلدي سورية».
دياب
بدأ الاحتفال بالنشيدين الأسترالي والسوري القومي الاجتماعي، ثم الوقوف دقيقة صمت تحيةً لشهيد الثامن من تمّوز وشهداء الأمة، فكلمة تعريف ألقاها ناظر الإذاعة أدونيس دياب تناول فيها معاني المناسبة وما تمثّله من قيم في الفداء وتجسيد للاسشهاد من أجل العقيدة والقضية. وقال: جسّد الزعيم أقواله بالأفعال فكان شهيد القضية القومية الاجتماعية، التي ما زالت حيّة في نفوس أبناء العقيدة، ويحملون فكر سعاده ومبادئ النهضة، ويقدّمون دماءهم فداء للأرض ودفاعاً عن الوطن.
اللاذقاني
ثم ألقت ليلى اللاذقاني كلمة بِاسم تجمّع النهضة النسائي، أشارت فيها إلى قيم البذل والعطاء التي تجسّدها ذكرى الثامن من تمّوز، حيث وقف الزعيم سعاده مواجهاً المجرمين القَتَلة بكلّ جرأة وثقة بالنفس، غير آبه بالموت مردّداً قوله: «أنا أموت أما حزبي فباقٍ».
ولفتت إلى أهمية فكر سعاده الذي ساوى المرأة السورية بالرجل في الحقوق والواجبات، معتبراً إياها إمكانية اجتماعية رائدة، ولقد برهنت بتجارب عدّة أنها كالرجل تحتلّ المكان اللائق في مختلف الميادين، الاجتماعية، السياسية، الفكرية، العلمية، وحتى النضالية، وقد تركت المرأة بصماتها في مختلف مجالات الحياة.
كذلك أشارت اللاذقاني إلى أن المرأة السورية تبوّأت أعلى المناصب في بلاد الاغتراب، وخصوصاً في المجالين التربوي والاجتماعي، لأنّ سيدات أمتنا هنّ مرآة للأمة في المجتمع، ولقد برهن ذلك من خلال تربيتهنّ الصالحة لأولادهن وتوجيهن نحو المستقبل الأفضل. كما برهنت المرأة السورية أنها شريكة الرجل في النضال، وها هي الشهيدة سناء محيدلي ورفيقاتها اللواتي سطّرن أروع ملاحم النضال في جنوب لبنان، ما ساهم في دحر العدوّ الصهيوني عنه.
وختمت اللاذقاني كلمتها قائلة: يا نساء بلادي ثقن أن لا حياة لأمتنا إذا لم نعمل على ضوء مبادئ وتعاليم النهضة القومية الاجتماعية بقوّة وإيمان وثقة بالنفس، من أجل تغيير مجرى التاريخ.
الشيخ
وألقت الزهرة هبة الشيخ، ابنة الشهيد فادي الشيخ أحد شهداء مجزرة حلبا، كلمة للأشبال أشارت فيها إلى أنّ الزعيم سعاده شكّل القدوة والنموذج للقوميين في النضال والمقاومة والاستشهاد من أجل قضية تساوي الوجود.
كما لفتت الشيخ إلى أنّ حزب سعاده هو الذي جمعنا ووحّدنا حول قضية واحدة وأمة واحدة ومبادئ واحدة لأنه أوجد الحقيقة بأننا شعب سوري واحد. مؤكدة أن أنطون سعاده سيبقى خالداً في نفوس القوميين الاجتماعيين المؤمنين بفكره وعقيدته.
وختمت لافتة إلى أن الحزب السوري القومي الاجتماعي فكراً وعقيدة هو العلاج من الأمراض التي تهدّد أمتنا بالموت، وبالتالي فإن مستقبل أمتنا هو في مبادئ نهضتنا، ومع سعاده نواصل مسيرة نضالنا ونتطلّع إلى المستقبل، ومعه اهتدينا إلى الطريق، إلى حقيقة أنّ الحياة كلّها وقفة عزّ فقط.
عبد الله
وفي الختام، ألقى منفذ عام ملبورن العام صباح عبد الله كلمة المنفذية استهلّها ترحيباً بالحضور، مؤكداً أن يوم الفداء ذكرى استشهاد سعاده العظيم، هو فعل تجديد للوعي، والعمل والإيمان والإرادة لمتابعة المسيرة، وانتصار قيم الحقّ والخير والجمال، والمفاهيم القومية الاجتماعية.
وأشار إلى أنّ اغتيال الزعيم، أبشع وأخطر مؤامرة تحاك في ذلك الزمن، من قبل أعداء الأمة وبتواطؤ عملائهم في الداخل، لأنّ الأعداء أدركوا أنّ مبادئ سعاده تشكّل خطراً على مشاريعهم، فنفّذوا مؤامرتهم، وكان الاغتيال وكانت الجريمة.
وأضاف: لم يكتفِ القَتَلة المجرمون باغتيال سعاده في محاكمة صوَرية يندى لها جبين العدالة والإنسانية، بل أعدموا كوكبة من الرفقاء الأبطال الذين واجهوا رصاص الغدر والإجرام هاتفين لتحي سورية وليحي سعاده، وهم الرفيق عساف كرم، ومعروف موفق، ومحمد الزعبي، وعبد الحفيظ علامة، وأديب الجدع، ومحمد الشلبي، وعباس حماد، ومحمد ملاعب، ومنذ تلك الساعة وحتى يومنا هذا، وحزبنا يقدّم مواكب الشهداء في مواجهة أعداء الأمة.
وتابع عبد الله قائلاً: في الثامن من تموز سال دم سعاده على رمال بيروت، فارتوت أرضنا كلها، وبدأ عهد البطولة المؤيّدة بصحة العقيدة، وبهذا الوعي المعرفي الجديد تتقدّم صفوفنا بديعة النظام، لتعبّر عن إرادة الأمة الحيّة الحرّة، الواعية مصالحها العليا، وهكذا تعلّمنا نحن في حياتنا ونضالنا أنّ المسؤول عليه أن يتقدّم الصفوف ملبّياً مضحّياً متفانياً أمام رفقائه مردّداً قول سعاده: «إن الدماء التي تجري في عروقنا عينها ليست ملكاً لنا، بل هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها».
وأضاف عبد الله: إن مؤامرة اغتيال سعاده لا تزال مستمرة إلى يومنا هذا، فالعدوّ وحلفاؤه الدوليون الاستعماريون يواصلون الحرب ضدّ بلادنا. إنهم يقتلون شعبنا ويهوّدون أرضنا ويزرعون الفوضى والخراب في أرجاء أمتنا، ويستكملون مخطّط تصفية المسألة الفلسطينية، بهدف الهيمنة على ثرواتنا وتفتيت مجتمعنا، وتدمير معالمنا الحضارية والإنسانية. إنها حرب تستهدف وجودنا وهويتنا، حرب تستهدف بالإجرام والوحشية أبناء شعبنا في فلسطين ولبنان والشام والعراق والأردن وأمّتنا كلّها.
ولفت عبد الله إلى أنه رغم المشهد المأسوي المظلم ونتائجه المؤلمة، في التفتيت والتدمير وهدم كلّ ما هو حضاريّ، ما زالت الشعلة مضاءة وسط كلّ هذا الظلام الدامس، شعلة المقاومة التي تعبّر عن إرادة المقاومين الذين يبذلون الدماء في سبيل الحق، وكم نحن فخورون بصمود شعبنا والنفوس الأبية التي ترفض الذلّ والخنوع وترفض المساومة على حقّنا القومي وترفض الخضوع للإرادات الأجنبية.
وإذ أشار عبد الله إلى أنّ كلّ ما يجري في المنطقة من حروب وإرهاب هو من أجل تصفية المسألة الفلسطينية، وتصفية قوى المقاومة، وجّه تحية إكبار إلى الجيش اللبناني البطل الذي يدكّ معاقل الإرهاب، كما حيّا الجيش العراقي وجيش سورية المنتصر، وكلّ المقاومين وفي طليعتهم نسور الزوبعة، الذين يؤمنون بالحقّ ويقاتلون حتى يسلّم أعداء الأمة للأمة بحقّها ووجودها.
وتابع: يقول سعاده العظيم إنّ الحقّ لا يكون حقّاً في صراع الأمم إلا بمقدار ما يدعمه من قوّة، وإن القوّة هي القول الفصل في إثبات الحقّ القومي أو إنكاره، وإن الأمم الحيّة التي تمرّ بها المِحن ولا يكون لها خلاص منها إلا بالبطولة المؤمنة المؤيّدة بصحة العقيدة. فإذا تخلّت عن الصراع والبطولة في تقرير مصيرها قرّرته الإرادات الأجنبية والأحداث الجارية.
وأضاف: نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي نريد من شعبنا المزيد من الصبر والمزيد من الوعي والمزيد من المقاومة. وإننا ندعو كلّ كيانات الأمة إلى الاشتراك في جبهة قومية مقاومة على امتداد مساحة الأمة، لأنّ مستقبل الجميع يتهاوى والوجود القومي كلّه في خطر، وإما أن نسقط معاً في مواقع العزّ والشرف أو ننتصر معاً وتعلو زغاريدنا، زغاريد النصر العظيم لحياة الأمة.
وختم عبد الله قائلاً: في إطار المهمة الخطيرة الملقاة على عاتقنا، وانطلاقاً من وعينا حقيقة ما يجري وما يُخطَّط لأمتنا، والتزاماً منّا بقدسية تعاقدنا مع سعاده، سنبقى في خطوط المواجهة حتى ننشد السلام المطلوب سلام الأمة، وهو تسليم الأعداء للأمة بحقها ولا سلام من دون الحق والسلام الحقيقي هو سيادة الأمة على كامل ترابها، وهذا يتطلب منّا المزيد من العطاء والتضحية والنضال، متّخذين من استشهاد سعاده عبرة الفداء واسمعوا صوته يقول: «ما أشدّ اعتزازي بكم، وما أروع النصر الذي أسير بكم إليه، كونوا قوميين والمستقبل لكم».