المخرج محمد نصر الله: أعداؤنا يريدوننا أن نبكي لكننا سنظلّ نبستم
دمشق ـ آمنة ملحم
لأن مدينة الياسمين من الصعب أن تموت، أو أن يموت الفنّ والثقافة والحضارة فيها، يبقى صنّاع الفنّ متفائلين وحاملين الفنّ السوري في قلوبهم كرسائل تعبّر للعالم عبر كاميراتهم الفنية، رافضين التوقف عن الإنتاج رغم كلّ ما يلحق بالدراما السورية من مقاطعات، ومحاولين أيضاً وضع عجلات في رحلة التسويق.
وانطلاقاً من الأمل في أن الفنّ رسالة شعب لا يمكن أن تنضب، عقدت شركة «جمان ومهنا للإنتاج الفني» مؤتمراً صحافياً للإعلان عن مسلسلها «غضبان»، الذي كتب نصه الدكتور فايز بشير، ويخرجه محمد نصر الله، كحدّوتة اجتماعية إنسانية بقالب كوميدي.
المؤتمر الصحافي عُقد في فندق «شيراتون» بحضور باسم باسيل ممثلاً وزير السياحة بشر يازجي راعي العمل، وبسام المصري رئيس لجنة صناعة السينما. وأكد المخرج نصر الله خلال المؤتمر أن أعداء سورية يريدوننا أن نبكي، ولكننا سنظلّ نضحك ونبتسم ونضمّد جراحنا بيدنا.
وأبدى نصر الله تفاؤله بما يطرحه النصّ من كوميديا جادّة خطّها الدكتور بشير بحِرفية كاتب عالية، منوّهاً بأنّ شخصية «غضبان» هي شخصية موجودة في كل مكان في البلد، كشخص يساعد الجميع ويحاول أن يكون موجوداً دائماً ليقدّم الخير للجميع.
وعن كثرة الوجوه الشابة والجديدة في العمل يؤكد نصر الله ايمانه الكبير بمواهبهم وبأنهم سيصبحون يوماً ما نجوماً في الدراما، وأن دعم هؤلاء الشباب من غايات الشركة المنتجة والعمل ككل، ولا يحمل الأمر أيّ مغامرة، فهم أصحاب موهبة عالية سيثبتونها للجمهور خلال العرض.
ووجّه نصر الله شكره إلى وزارة السياحة التي رعت العمل وقدّمت التسهيلات اللازمة في التنقل والحجوزات في اللاذقية وطرطوس وريف دمشق حيث سيقدم العمل صورة جميلة عن الطبيعة الخلابة في سورية وسيشكّل عامل جذب للسياحة وتشجيعها.
بدوره، أكّد ممثل وزير السياحة دعم الوزارة للعمل بكل ما يتطلّبه كونه عملاً يسلّط الضوء على مواقع سياحية جميلة في بلدنا، ويعكس صورة عن الطبيعة السورية للعالم. منوّهاً أن الدراما عندما تنتشر في العالم العربي تسلّط الضوء على أهم المواقع السورية، وبالتالي تشكّل عاملاً ترويجياً للسياحة.
من ناحيته، بالرك رئيس لجنة صناعة السينما جهود الشركة المنتجة، موجّهاً شكره لكلّ الجهات الإنتاجية التي بقيت مستمرة في الإنتاج رغم كل المقاطعات والمؤامرات التسويقية التي تتعرض لها الدراما السورية وبلغت أوجها العام الماضي، حيث أنتج 31 عملاً لم يسوّق منها سوى سبعة أعمال، لافتاً إلى أن هناك اجتماعات مع وزير الإعلام لمواجهة المشكلة التي لحقت بالدراما السنة الفائتة، متمنّياً النجاح للدراما السورية على الدوام.
وفي تصريح أدلى به إلى «البناء» أعرب كاتب العمل الدكتور فايز بشير عن تفاؤله بالصورة التي يقدّمها المخرج نصر الله. لافتاً إلى متابعته التصوير، وأن شخصية «غضبان» التي يؤدّيها الفنان فهد النجار، تشبه «روبن هود»، وهو ابن الضيعة الذي يتواجد دائماً لمساعدة الآخرين، يحبّ الخير ويرفض الشرّ والغدر. ونوّه الفنان نزار أبو حجر الذي يجسّد شخصية «أبو مروان» بأهمية دعم وزارة السياحة للعمل. فالعلاقة متبادلة بين السياحة والدراما وكل منهما من الممكن أن يدعم الآخر، وسيظهر في العمل كأب يحاول على الدوام دفع ابنه ليعتمد على نفسه، ولكنه يبقى مصرّاً على ملاحقة الأب واتهامه بالبخل، فيعمد على صنع المشاكل لها والمقالب الكوميدية بمساعدة «غضبان».
وتوجّه الفنان محمد قنوع بالشكر لوزارة السياحة على دعمها الدراما، لا سيما في ظل ما تتعرض له من حرب، كما شكر كل الرجال الوطنيين الذين ترفع لهم القبعة من منتجين وفنيين وممثلين يقفون مع الفن السوري في هذه الظروف الصعبة.
كما تظهر الفنانة اللبنانية بريجيت ياغي بدور «دارين»، وعنه تحدّثت إلى «البناء» قائلةً إنها شابة قوية ابنة ضيعة، تحبّ «غضبان» ولا يستطيع أيّ شاب في الضيعة الاقتراب منها. وأعربت ياغي عن سعادتها الكبيرة للتمثيل داخل سورية للمرة الأولى، وحبّها الكبير للشخصية التي تؤدّيها في العمل والتي تتطلّب منها جهداً في اللهجة الساحلية. لافتةً إلى أهمية التعاون الفنّي بين سورية ولبنان، فهما بلد واحد. سورية بيتها الثاني الذي لايمكن أن يختلف عن بيتها الأول لبنان داعية كل من يحاول الاصطياد في المياه العكرة أن يبتعد عن زرع الفتنة بين البلدين.
ويشارك في العمل ثلة من الفنانين السوريين منهم: حسام تحسين بك، تولاي هارون، علي كريّم، محمد قنوع، دانا جبر، أريج خضور، رشا حاضري، أنجي مراد… وآخرون.