روسيا تعلن استعدادها للمساعدة على استعادة أسواق النفط توزانها
تراجعت أسعار النفط أمس مع تجدّد المخاوف من تخمة المعروض العالمي من الوقود بعد زيادة مخزونات الخام الأميركية واستمرار ارتفاع إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك .
وقد انخفضت أمس العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 21 سنتا أو 0.4 في المئة إلى 48.63 دولار للبرميل.
ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 20 سنتا أو 0.4 في المئة إلى 46.20 دولار للبرميل.
ومنذ بداية العام انخفضت أسعار الخام بنحو 15 في المئة ما يجعل النفط أحد أسوأ السلع الأولية أداء في عام 2017.
وقال معهد البترول الأميركي يوم الثلاثاء إنّ مخزونات الخام الأميركية زادت 1.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي يوم 14 تموز إلى 497.2 مليون برميل.
وخارج الولايات المتحدة لا تزال إمدادات أوبك مرتفعة رغم تعهدها بخفض الإنتاج وهو ما يرجع بدرجة كبيرة إلى زيادة إنتاج ليبيا ونيجيريا عضوي المنظمة.
قال مصدر روسي بقطاع الطاقة أمس إنّ روسيا مستعدة لمواصلة العمل مع أوبك للمساعدة في استعادة أسواق النفط لتوزانها، مضيفاً أنّ موسكو ترحب بالنهج المرن الذي تتبعه السعودية، أكبر منتجي المنظمة، لاستيعاب ارتفاع الإنتاج من نيجيريا وليبيا.
وقال المصدر المقرّب من الوفد الروسي المعني بالتفاوض مع أوبك: «نرحب بالنهج البناء والمرونة التي يتحلى بها شركاؤنا في مواجهة التحديات التي تظهر في الطريق صوب تحقيق التوازن بالسوق».
أضاف: «روسيا نفسها ملتزمة تماماً بروح المبادرة التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار بأسواق الخام العالمية وستواصل العمل مع الدول الأخرى لتحقيق هذا الهدف».
وكان مصدر بقطاع الطاقة السعودي أعلن الثلاثاء أنّ المملكة تأمل باستيعاب الزيادة في إنتاج ليبيا ونيجيريا لكنها تؤكد على ضرورة التعاون مع المنتجين الآخرين.
وارتفع الإنتاج من ليبيا ونيجيريا إلى أعلى مستوى في عدة سنوات في الأسابيع الأخيرة ليؤخر استعادة توازن سوق النفط التي طال انتظارها.
ليبيا تهدف إلى إنتاج 1.25 مليون برميل يومياً
وقال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا مصطفي صنع الله أمس إنّ بلاده تهدف إلى إنتاج 1.25 مليون برميل يومياً بنهاية العام الحالي و1.5 مليون برميل يومياً بنهاية 2018.
وقال صنع الله خلال زيارة لبنغازي إنّ بلاده تأمل بوصول الإنتاج إلى 2.1 مليون برميل يومياً خلال أربع أو خمس سنوات.
وتتفق الأهداف التي حدّدها صنع الله إلى حدّ كبير مع أهداف الإنتاج التي جرى الإعلان عنها في وقت سابق.
وبلغ إنتاج ليبيا من النفط في الآونة الأخيرة ما يزيد قليلاً على مليون برميل يومياً ارتفاعاً من مستويات منخفضة بلغت نحو 250 ألف برميل يومياً قبل عام. ووصف صنع الله خطط زيادة الإنتاج بأنها «طموحة».
وامتنع صنع الله عن تقديم رقم محدّد لإنتاج البلاد الذي قال إنه يتقلب يومياً. وكان مسؤول ليبي بقطاع النفط أعلن في وقت سابق أنّ الإنتاج سجل 1.032 مليون برميل يومياً.
ولم يتضح ما إذا كان الرقم يتضمن الزيادات في إنتاج شركة الواحة للنفط التابعة لمؤسسة النفط الليبية، والتي زادت إنتاجها إلى 145 ألف برميل يومياً، بحسب ما قاله مسؤول من الشركة ومصادر بالموانئ أمس، ارتفاعاً من 105 آلاف برميل يومياً الأسبوع الماضي.
يذكر أنّ ليبيا ونيجيريا معفاتان من الاتفاق الذي تقوده أوبك لخفض الإنتاج ودخل حيز التنفيذ في كانون الثاني الماضي. وعزّز البلدان الإنتاج منذ ذلك الحين ما يفرض ضغوطاً على أسعار الخام العالمية.
ومن المقرّر أن يرأس صنع الله وفداً ليبيا إلى اجتماع بين أوبك ومنتجين مستقلين في سان بطرسبرغ في روسيا يوم السبت لاستعراض خطط بلاده بخصوص الإنتاج.
وقال صنع الله إنّ المشكلات السياسية والإنسانية والاقتصادية في ليبيا يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في أي نقاش يتعلق بتقييد إنتاج البلاد.
ومن المنتظر أن يجتمع ستة وزراء من منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك ومنتجين غير أعضاء، بما في ذلك السعودية وروسيا، في سان بطرسبرج بروسيا في 24 تموز لمناقشة الالتزام بتخفيضات الإنتاج والتقدم صوب استعادة السوق لتوزانها.
توقعات بانخفاص صادرات روسيا هذا العام
وفي سياق متصل، توقعت مؤسّسة بحثية تقدم المشورة للحكومة الروسية بشأن الضرائب والأمور المتعلقة بالطاقة أمس انخفاض صادرات البلاد من النفط هذا العام بفعل اتفاق عالمي لخفض الإنتاج وهو ما يناقض توقعات رسمية بتحقيق زيادة.
وقالت فايجون للاستشارات في عرض تقديمي للصحافيين إنّ من المتوقع أن تنخفض صادرات النفط هذا العام 0.7 في المئة إلى 252.5 مليون طن 5.1 مليون برميل يومياً من المستوى القياسي المرتفع الذي بلغ نحو 255 مليون طن في 2016.
وتتوقع وزارة الطاقة الروسية أن تبلغ صادرات النفط الخام في العام الحالي 257 مليون طن.
وقالت المؤسسة الاستشارية إنّ تكرير النفط واستهلاكه في روسيا يرتفع بعد نمو قوي للاقتصاد ما يعني توافر كميات أقل من النفط الخام للتصدير هذا العام.
وقال جريجوي فايجون رئيس الشركة إنّ من المرجح أن ترتفع الصادرات في العام المقبل بعد انتهاء اتفاق عالمي يهدف إلى تعزيز أسعار النفط من خلال تقليص الإنتاج.
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك ومنتجون آخرون كبار العام الماضي على خفض مشترك لإنتاج النفط بنحو 1.8 مليون برميل يومياً. وينتهي الاتفاق في 31 آذار 2018.
وعبّر بعض الخبراء عن قلقهم من أنّ الاتفاق يشمل الإنتاج لا الصادرات ومن أنّ الإمدادات العالمية من الخام ما زالت كبيرة وأنّ المخزونات لم تنخفض كثيراً.
أرامكو تدرس زيادة إنتاج حقل الظلوف
من جهة أخرى، قالت مصادر في قطاع النفط إنّ شركة أرامكو السعودية تدرس بناء منشآت جديدة لزيادة إنتاج الخام العربي الثقيل من حقل الظلوف البحري.
ومن المنتظر أن يكون بمحطة المعالجة المركزية وحدتان بطاقة إجمالية تصل إلى 600 ألف برميل يومياً لمعالجة الخام العربي الثقيل الذي يتم استخراجه من خلال مضخات كهربائية غاطسة.
وقال النائب السابق للرئيس التنفيذي في أرامكو سداد الحسيني إنّ المضخات الكهربائية الغاطسة مطلوبة في هذه الزيادة من حقل الظلوف نظراً لأنّ ضغط احتياطيات الخام العربي الثقيل في الخزانات أقلّ من احتياطيات الخام المتوسط.
وأضاف أنّ الرفع الصناعي والحفاظ على الضغط سيحققان معدلات الإنتاج والاقتصاديات المثلى إلى جانب ضمان الإدارة الفاعلة للخزان.
وقال الحسيني الذي يعمل حالياً محللاً لقطاع الطاقة إنّ الظلوف واحد من أكبر الحقول البحرية في العالم ويحتوي على احتياطيات مؤكدة من الخامين العربي الثقيل والمتوسط.
ومن المنتظر إرسال الغاز والمكثفات لمجمع تناجيب للغاز، وهو ضمن برنامج المرجان الجديد.
وامتنعت أرامكو عن التعليق على المعلومات.
ومن المنتظر أن تدعو أرامكو الشركات إلى التقدم بعروض لأعمال الهندسة والتصميم في وقت لاحق من هذا الشهر ومن المتوقع ترسية العقود في أيلول، وشأنه شأن زيادة إنتاج حقل المرجان، سيستغرق المشروع حتى 2021 للاكتمال حسبما قال أحد المصادر.
وتقدّر مصادر في القطاع الطاقة الإنتاجية لحقل الظلوف بما يتراوح بين 550 و600 ألف برميل يومياً.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر هذا الشهر إنّ الشركة تخطط لاستثمار أكثر من 300 مليار دولار في السنوات العشر القادمة لتعزيز موقعها في مجال النفط والحفاظ على فائض طاقة الإنتاج النفطي إلى جانب المضي قدماً في برنامج ضخم للاستكشاف والإنتاج يتركز حول موارد الغاز التقليدية وغير التقليدية.
وتصل طاقة إنتاج النفط بأرامكو إلى 12 مليون برميل يومياً.
وقال مسؤولون سعوديون إنّ خطط الشركة للاستثمار تهدف إلى تعويض أي انخفاض في إنتاج الحقول في أماكن أخرى وليس زيادة الطاقة الإنتاجية الإجمالية.
وأطلقت أرامكو في الآونة الأخيرة دراسات لتوسعة حقلي البري والمرجان البحريين.