زيادة موازنات فيلق القدس: الدلالات والنتائج
حميدي العبدالله
وافق مجلس الشورى الإيراني البرلمان بما يشبه الإجماع على زيادة موازنة فيلق القدس وبرنامج الحرس الثوري الصاروخي، وفي سياق توضيح حيثيات هذا القرار، أشار المجلس إلى أنّ زيادة هذه الموازنات هي ردّ على العقوبات الأميركية، ولتعزيز برنامج التصدي للنفوذ الأميركي في المنطقة. معروف أنّ نشاط فيلق القدس يشمل فلسطين ولبنان وسورية والعراق واليمن، وهدفه بالدرجة الأولى تقديم الدعم للدول والقوى التي تقاوم الاحتلال الصهيوني وتناهض الهيمنة الأميركية.
من أبرز دلالات هذا القرار، الذي صوّتت لصالحه كلّ الكتل الفاعلة في البرلمان، بما في ذلك الكتلة الإصلاحية الداعمة للرئيس حسن روحاني، وحدة الإيرانيين في مواجهة سياسة التصعيد والمواجهة التي تقودها الولايات المتحدة ضدّ إيران وضدّ منظومة المقاومة.
لا شك أنّ زيادة موازنات فيلق القدس إلى المستوى الذي صوّت عليه مجلس الشورى يعني زيادة فعاليته في دعم قوى المقاومة، كما أنّ زيادة الموازنة المخصّصة لبرنامج الحرس الثوري الصاروخي، تعني زيادة قدرات إيران الصاروخية وتعاظم قدرتها الردعية، وكلا الزيادتين تصبّان في مجرى واحد هو الردّ على الوجود الأميركي في المنطقة، وعلى التهديدات الإسرائيلية.
معروف أنّ «معهد واشنطن» وهو من أكثر مراكز الأبحاث الأميركية ارتباطاً بالكيان الصهيوني وولاءً لتل أبيب، أوصى، في دراسة لأبرز خبرائه، الإدارة الأميركية بعدم الذهاب بعيداً في التصعيد مع إيران، كان ذلك قبل أقلّ من أسبوعين من قرار مجلس الشورى الإيراني، وشرح الأسباب التي توجب على الولايات المتحدة احتواء المواجهة مع إيران، لا سيما في سورية في سياق تعليقه على استهداف الطيران الأميركي لقوات زعم أنها موالية لإيران تقاتل إلى جانب الجيش السوري.
من بين الأسباب قال إنّ مواجهة مفتوحة مع إيران ستقود إلى تعريض القوات الأميركية للخطر في العراق، وكذلك في مياه الخليج العربي، وفي باب المندب، إضافة إلى المواجهة مع قوات العدو الصهيوني في منطقة خط وقف إطلاق النار في الجولان السوري.
أعتقد أنّ تحذيرات هذا الاختصاصي البارز للرؤوس الحامية في الولايات المتحدة والكيان الصهيوني سيكون لها وقع مختلف بعد إقرار مجلس الشورى الإيراني زيادة مخصصات فيلق القدس، إضافة إلى ذلك فإنّ فاعلية هذا الفيلق ستكون أعلى في مواجهة الكيان الصهيوني في فلسطين، والوجود العسكري الأميركي في المنطقة.