البنتاغون يؤكّد أنّ دمشق لم تستخدم «الكيميائي».. والصين تعارض المساس بوحدة سورية
قال الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلّحة الأميركية، إنّ الحكومة السوريّة لم تستخدم السلاح الكيميائي بعد الضربة الصاروخيّة الأميركيّة الأخيرة على مطار الشعيرات العسكري السوري في 7 نيسان الماضي.
وخلال منتدى أمنيّ بمعهد أسبن، أكّد دانفورد أنّ «الرئيس السوري بشار الأسد تلقّى إشارة في نيسان الماضي، أنّه ستكون هناك عواقب في حال استخدم الأسلحة الكيميائيّة ضدّ مواطنيه»، مشيراً إلى أنّه «قد مرّ الوقت، وهو لم يستخدمه منذ ذلك الحين» بحسب تعبيره.
وعن دور إيران وروسيا في سورية، رأى الجنرال دانفورد أنّهما يحقّقان بعض النجاح في إحلال الاستقرار بسورية، لكنّه توقّع في المقابل بأنّ روسيا وإيران ستدخلان في منافسة عاجلاً أم آجلاً، لأنّ لديهما أهداف مختلفة في سورية.
وكان البيت الأبيض أعلن في حزيران الماضي، أنّ السلطات السوريّة تحضّر لما وصفته بـ «هجوم جديد» بالسلاح الكيميائي، محذّراً دمشق من العواقب.
واتّهمت المعارضة السورية المسلّحة والولايات المتحدة دمشق بشنّ هجوم كيميائي في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب السورية في 4 نيسان الماضي. في حين نفى الجيش السوري بشكلٍ قاطع ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن قصفه خان شيخون، وأكّد أنّ الجيش لم يستخدم أسلحة كيميائيّة سابقاً ولن يستخدمها مستقبلاً، وحملّ الجيش الجماعات المسلّحة المسؤولية عن استعمال المواد الكيميائية في خان شيخون.
ووجّهت الولايات المتحدة في 7 نيسان ضربة صاروخيّة إلى مطار الشعيرات العسكري السوريّ من دون أن تنتظر إلى إجراء التحقيق في ما حدث.
من جهتها، رفضت دمشق كافّة الاتهامات الموجّهة إليها، ونفت توجيه أيّة ضربات هناك، ووصفت الحادث بأنّه استفزاز. وأعلنت دمشق مراراً أنّه تمّ إتلاف كامل ترسانتها الكيميائيّة منذ وقت طويل، وأنّها لم ولن تعتزم استخدام السلاح الكيميائي حتى لو كان موجوداً لديها.
من جهته، أقرّ الجنرال ريموند توماس رئيس قيادة العمليات الخاصة في الجيش الأميركي، بأنّ وجود قوات أميركيّة على الأراضي السورية غير شرعيّ، وأتى من خارج إطار الشرعيّة الدوليّة على عكس وجود القوات الجوّية الروسيّة الذي اكتسب شرعيّته بطلب من الحكومة السوريّة.
إلى ذلك، بحث مستشار قائد الثورة الإيرانيّة في طهران للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي مع المبعوث الصيني الخاص إلى سورية شيه شياو يان، التطوّرات المتعلّقة بالأزمة في سورية والحلّ السياسي لها.
وأشاد ولايتي بمواقف جمهوريّة الصين الشعبية اتجاه القضايا والأحداث في سورية والمنطقة، مشيراً إلى أنّ إيران تعوّل كثيراً على مواقف الصين في المحافل الدوليّة.
بدوره، أعلن شياو يان أنّ الصين تعارض تماماً المساس بوحدة سورية، مشدّداً على ضرورة الحفاظ على سيادتها ووحدتها ومحاربة الإرهاب والتطرّف فيها.
وأكّد شياو يان، أنّ تدخّل بعض الدول في الشأن السوري سيؤدّي إلى تفاقم الأزمة وتقوية الإرهاب ونقله إلى مناطق أخرى، لافتاً إلى تقارب مواقف إيران والصين في العديد من القضايا في المنطقة والعالم.
ميدانيّاً، تابع الجيش السوري وحلفاؤه عمليّاتهم في عمق البادية السوريّة، وسيطروا على عدد من النقاط الحاكمة بمسافة 3 كم شمال شرقي «المحطة الثالثة» من جهة «قارة المسكة» باتجاه «حقل الضبيات» شرق مدينة تدمر.
كما وسّعوا من مساحة سيطرتهم شرق «محطة تجميع غاز الهيل» مسافة 1,5 كم شمال شرق تدمر، موقعين قتلى وجرحى في صفوف تنظيم «داعش».
وفي مدينة دير الزور، استهدف سلاحا الجو السوري والروسي بعدّة غارات مواقع ونقاط انتشار تنظيم «داعش» في حيّي «الكنامات والحميدية»، وفي محيط سريّة «جنيد» على المحور الجنوبي للمدينة وحقّقا إصابات مؤكّدة.
واعترفت تنسيقيّات المسلّحين بسيطرة الجيش السوري على بلدة «الدخيلة» ومنطقة «السبخاوي» في ريف الرقة الجنوبي، بعد اشتباكات مع تنظيم «داعش».
أمّا في ريف إدلب الشمالي، فقد تعثّرت المفاوضات بين «هيئة تحرير الشام» و«حركة أحرار الشام» بخصوص معبر باب الهوى، وذلك إثر تمسّك «الهيئة» بتسليم «الحركة» لسلاحها الثقيل الموجود في المعبر.
وعلى صعيد المواجهات بين الجماعات الإرهابيّة، استهدفت سيارة مفخّخة تجمّعاً لهيئة تحرير الشام وسيارات ذخيرة تابعة لهم في مدينة إدلب، ما تسبّب بسقوط 50 قتيلاً.
وذكرت التنسيقيّات التابعة للجماعات الإرهابية، أنّ هيئة تحرير الشام، «النصرة سابقاً»، سيطرت على «القوة التنفيذية» في مدينة إدلب وطردت كلّ العناصر التابعين لأحرار الشام منها.
يأتي ذلك بعد سيطرة تنظيم «جبهة النصرة» على شركة الكهرباء داخل إدلب وطرد كلّ عناصر الحرس الموجودين فيها، كما تمّت السيطرة على حواجز «جيش الفتح» بإدلب ووضع دبابات عليها الحواجز بعد طرد عناصر أحرار الشام.
وفي السياق، أكّد المجلس العسكري للمسلّحين في دمشق وريفها أمس، أنّه لم يجرِ التواصل معه ولم يشارك في أيّ اتفاق بشأن خفض التصعيد في الغوطة الشرقيّة لدمشق.
ويأتي هذا الموقف بعد ساعات من إعلان موسكو والجيش السوري بدء تطبيق وقف الأعمال القتاليّة في مناطق من الغوطة الشرقيّة في ريف دمشق.
من جهته، قال المرصد السوري المعارض إنّ طائرات حربية سوريّة نفّذت 6 ضربات جوّية في منطقة الغوطة الشرقية شرق دمشق. وأضاف المرصد، أنّ الضربات الجوّية استهدفت الجماعات الإرهابيّة في مدينة دوما، وبلدة عين ترما في الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المسلّحين.
وكانت قيادة الجيش السوري أعلنت وقفاً للأعمال القتاليّة في عدد من مناطق الغوطة الشرقيّة بريف دمشق، بدءاً من أول أمس السبت.
وقالت القيادة العامّة للجيش في بيان لها: «يبدأ وقف للأعمال القتالية في عدد من مناطق الغوطة الشرقية اعتباراً من الساعة 12.00 يوم السبت 22 7 2017».
وأكّدت القيادة العامّة للجيش، أنّه «سيتم الردّ بالشكل المناسب على أيّ خرق».