بعض نتائج الحسم في جرود فليطة وعرسال
حميدي العبدالله
المعركة التي بدأتها المقاومة والجيشان السوري واللبناني لطرد تنظيم «جبهة النصرة» وداعش من منطقة جرود عرسال وجرود فليطة والجراجير معركة أساسية في سياق الحسم مع الإرهاب. وإذا كانت نتائج هذه المعركة محسومة لجهة القضاء نهائياً على إرهابيي كلا التنظيمين، وتحرير المنطقة من سيطرتهما، حيث يتمكن أهالي البلدات والقرى من ممارسة حياتهم الطبيعية في هذه المنطقة، والعودة إلى استثمار أراضيهم، وإذا كان هذا التطور الهام سوف يزيل تهديداً مستمراً لبلدات وقرى في سورية ولبنان من هجمات الإرهابيين المحتملة طالما أنّ لديهم ملاذاً وقاعدة ينطلقون منها، إذا كان كلّ ذلك منتظراً في غضون أيام، وعلى أبعد الاحتمالات في غضون أسابيع قليلة، فإنّ كلّ هذا ليس هو النتيجة الأهمّ لتحرير هذه المنطقة.
من المعروف، أنّ احتواء خطر شنّ هذه الجماعات هجمات، والتمدّد من جديد في بلدات وقرى ومناطق سورية ولبنانية، يدفع الجيش السوري والمقاومة اللبنانية إلى تخصيص عدد غير قليل من القوات لاحتواء مثل هذه المخاطر. لا شك أنّ آلاف الجنود المقاتلين ينتشرون في محيط هذه المناطق، ويتوضعون بشكل قتالي وجاهزية تامة لمنع شنّ الجماعات الإرهابية الأكثر خطورة هجمات تستهدف مواقع في سورية ولبنان.
عند تفرّغ قوات حزب الله والقوات السورية من تحرير هذه المناطق، والقضاء على الإرهابيين بشكل كامل، فإنّ هذا سيعني التالي:
أولاً، مئات من مجاهدي المقاومة المرابطين داخل الأراضي اللبنانية في مواجهة المنطقة التي يسيطر عليها الإرهابيون، تنتهي مهامهم، لأنّ الحفاظ على الحدود اللبنانية السورية من أيّ نشاط مريب سيكون من مهام الجيش اللبناني، وبالتالي سيتفرّغ مجاهدو المقاومة، للانتشار على الحدود اللبنانية الفلسطينية، تحسّباً لأيّ مغامرة قد يقدم عليها حكام تل أبيب، الأمر الذي سيزيد من فعالية الردع لدى منظومة المقاومة ليس في لبنان، بل في سورية وفي أيّ مكان آخر قد يشكل ساحة لمغامرات إسرائيلية، أو ربما يتمّ نقل جزء من هذه القوات إلى الحدود اللبنانية الفلسطينية، وجزء آخر إلى سورية لملاحقة الجماعات الإرهابية في جبهات أخرى، وربما أيضاً للتصدي لمحاولة التحرّش الإسرائيلي والأميركي بالقوات السورية وقوات المقاومة.
ثانياً، القوات السورية ومجاهدو المقاومة المرابطون على خطوط الجبهة في مناطق الجراجير وفليطة، سينتقلون، بعد تطهير هذه المناطق، إلى جبهات أخرى، حيث تكفي الشرطة والقوى الأمنية لضبط الأوضاع في القلمون الغربي.
ومن شأن ذلك أن يسرّع بعملية الحسم في مواجهة الإرهاب في جبهات أخرى داخل سورية، كما أنه يرفع من فعالية الردع في مواجهة التهديدات الإسرائيلية والأميركية داخل الأراضي السورية.