كرم: الأمّة على مشارف نصر تاريخيّ… وأبناء أمّتنا يسطّرون ملاحم بطولة ضدّ الإرهاب في الشام والعراق ولبنان
أقامت مديرية بوارج التابعة لمنفذية زحلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً بذكرى استشهاد الزعيم أنطون سعاده، بحضور عميد الدفاع زياد معلوف، المندوب السياسي لجبل لبنان الجنوبي حسام العسراوي، المندوب المركزي هنيبعل كرم، منفذ عام زحلة أحمد سيف الدين، منفذ عام بعلبك علي عرار، منفذ عام البقاع الغربي الدكتور نضال منعم، وعدد من المسؤولين.
كما حضر إمام بلدة بوارج الشيخ حسن الرفيع، مختار بوارج محمد عادل شاهين، الأب ديمتري سليلاتي، الدكتور كمال الميس، وممثلون عن حركة أمل، الجبهة الديمقراطية، الجبهة الشعبية، وعدد من أعضاء الهيئات البلدية والاختيارية في زحلة والجوار، وجمع من القوميين الاجتماعيين.
استُهلّ الاحتفال بالنشيدين اللبناني والسوري القومي الاجتماعي، ودقيقة صمت تحية إلى الزعيم وشهداء الحزب والأمّة، ثمّ كانت كلمة تعريف وترحيب.
وألقى عضو المجلس القومي جورج مينا قصيدة شعرية من وحي المناسبة بعنوان «تمّوز الدم والمقاومة» تناولت معاني الفداء والتضحية، وبذل الدماء من أجل الأرض والقضية.
كلمة المنفذية
ثمّ أقى ناظر التربية والشباب في منفذية زحلة هادي الكركي كلمة المنفذية وأشار فيها إلى أنّ جريمة اغتيال سعاده في الثامن من تمّوز، تحوّلت إلى مناسبة لتجديد العهد بالفداء والبطولة من أجل قضية تساوي الوجود، والتي ترجمت من خلال وقفات العزّ التي سطّرها القوميون الاجتماعيون على مدى السنين، ما يؤكد صوابية رؤية سعاده الذي خاطب أجيالاً لم تكن قد ولدت بعد، وراهن عليها من أجل أن تنتصر ويأتي انتصارها انتقاماً لموته.
كما لفت الكركي إلى دور الحزب في الدفاع عن الشام في مواجهة الحرب الإرهابية التي تستهدفها، وأشار إلى بطولات نسور الزوبعة في الشام الذين يقدّمون أرواحهم ودماءهم فداءً للأرض، فيثبتون مجدّداً قول سعاده «إنّ الدماء التي تجري في عروقنا عينها ليست ملكاً لنا، بل هي وديعة الأمّة فينا متى طلبتها وجدتها».
وختم الكركي بتوجيه التحية إلى الجيشين اللبناني والسوري في معركتهما وحربهما للقضاء على الإرهاب، كما حيّا المقاومة وشهداءها الذين يرتقون من أجل دحر الإرهاب في لبنان وسورية.
الشيخ الرفيع
من ناحيته، ألقى إمام بلدة بوارج الشيخ حسن الرفيع كلمة أشار فيها إلى روحية الفداء التي تحلّى بها الزعيم سعاده، فقدّم حياته ودمه من أجل أن تنتصر قضيته. وأكّد أن لا خلاص لهذا البلد إلّا عبر فكر سعاده القائم على نبذ الفتن، والدعوة إلى الوحدة بين أبناء الأمّة، بعيداً عن الطائفية والمذهبية.
كما أشاد الشيخ الرفيع بدور المقاومة في الدفاع عن الأرض، ونوّه بتضحيات المقاومة التي تقدّم الشهداء على مذبح الوطن. كما لفت إلى المقاومة في فلسطين لا سيما بعد العمليات البطولية الأخيرة في القدس، والهبّة الشعبية دفاعاً عن الأقصى. لافتاً إلى أننا أصبحنا على مقربة من تحرير فلسطين.
كلمة المديرية
كلمة مديرية بوارج ألقاها جابر جابر وقال فيها: يطلّ علينا الثامن من تمّوز، يوم الفداء والتضحية في مواجهة المؤامرة الكبيرة التي حيكت خيوطها الشيطانية بأيدي الانعزاليين، للانقضاض على الحزب وزعيمه والمناضلين فيه، واستكملتها مخطّطات الكيانيين التقسيميين، وكلّ ذلك بدعم صهيوني.
وأضاف: اليوم، نشهد المؤامرة الكبرى على الأمّة بكاملها من خلال الطائفيين المتعصّبين المتمثّلين بـ«داعش» و«جبهة النصرة» وباقي الإرهابيين في كيانات الأمّة، الذين تدعمهم محميّات ودويلات عربيّة وأدوات استعمارية عثمانية آتية من الشمال من تركيا، واحتلالات صهيونية يهودية استيطانية في الجنوب، ورعايات أميركية وغربية بالمال والسلاح بُغية تأجيج الصراع الطائفي والمذهبي والإثني في الأمّة السورية.
وختم جابر قائلاً: الأرض هي الغاية وهي الأساس بخيراتها وثرواتها وحضارتها وثقافتها ومجتمعها، والمؤامرة على سعاده في الثامن من تمّوز عام 1949 هي نفسها المؤامرة اليوم، على الأرض وعلى سورية الطبيعية بالذات، والتي قُسّمت في الماضي جغرافياً وسياسياً وكيانياً، وتُقسَّم اليوم طائفياً ومذهبياً وإثنياً بُغية القضاء على مجتمعها تفتيتاً وشرذمة.
كلمة المركز
وختاماً، ألقى المندوب المركزي هنيبعل كرم كلمة المركز وجاء فيها: في ذكرى استشهاد باعث النهضة سلام إلى سورية، إلى قيمها، إلى حقّها، إلى خيرها، إلى جمالها. سلام إلى سعاده، سعاده النهضويّ القائد القدوة الصادق المجاهد. سلام إلى حزبه المجبول بالألم والتضحيات. سلام إلى نسوره، إلى نسور الزوبعة الأبطال الشجعان الأوفياء. سلام إلى المقاومين إلى بنادقهم وأقدامهم وأياديهم وجباههم الصابرة المباركة. سلام إلى الشهداء، إلى أُسَر الشهداء، ينابيع العطاء الملحميّ المقدّس. سلام إلى أبطال الجيش اللبناني في قتالهم ضدّ الإرهاب.
سلام إلى كيانات هذه الأمّة المعذّبة، إلى العراق ونخيله وبغداده وموصله، إلى الشام وأسودها وحماة ديارها. سلام إلى لبنان الغالي شعباً وجيشاً ومقاومة، سلام إلى فلسطين الجرح النازف أطفالَ الحجارة، سلام إلى الأردن، إلى ترابه وأهله. سلام إلى إرادة الأمّة، الأمّة التي وقف سعادة عليها حياته، فكان التأسيس وكان الاستشهاد وكان الدم الذي انتصر بنا، كما انتصر على أولئك الذين دُفنوا في تراب النسيان.
وتابع: تأتي ذكرى استشهاد سعاده والأمّة تخوض حرباً تدميريّة ممنهجة، وهي على مشارف الخروج إلى نصر تاريخيّ رغم الصعوبات كلّها، نصر سيشغل العالم كلّه لأنّنا نتحدّث عن سورية، قلب العالم النابض على مرّ التاريخ. إنّها حربٌ كونيّة تخوضها الأمّة في الشام وستخرج منها مرفوعة الرأس والجبين، علماً أنّه سُخِّر لهذه الحرب أموال العالم وسلاحه ووحوشه: فعلاً وثقافةً ونهجاً وتخريباً، ولا بدّ من الانتباه هنا إلى أسباب الصمود وإلى إرادة الصمود وإلى ثقافة الصمود، هذه الثقافة التي تجري في شرايين أبطال أقسموا على الانتصار.
ما جرى وما يجري في المنطقة يوضح أكثر رؤية العدوّ التي يرسمها لبلادنا، ويؤكّد أكثر أنّ هذا العدوّ مصرّ ويخطّط في الليل وفي النهار للنيل من الأمّة، من تاريخها وحاضرها ومستقبلها. ما جرى يؤكّد أنّ العدوّ واضح في خياراته تجاهنا، وأنّه عدوّ خطير حاقد غاشم مجرم مهما حاولوا تلميع صورته بأصوات تخرج أحياناً من هنا أو هناك.
وأضاف: ما يجري يؤكد ما نبّه إليه سعاده منذ ثلاثينات القرن الماضي، وأنّه لم يكن أحلاماً أو وهماً، بل استشراق جليّ حبّذا لو استفادت منه الأنظمه المتعاقبة على مرّ تاريخنا الحديث والمعاصر. حبّذا لو آمن به رجالات القرار لكنّا وفّرنا على أنفسنا وعلى بلدنا الكثير من الخسارات.
ما جرى يوضح حجم المؤامرة على سورية، على الشام تحديداً، على لبنان والعراق، وعلى فلسطين منذ عشرات السنين. وما لا شك فيه أنّ دولاً صديقة وحليفة ولاعتبارات مختلفة أحياناً، قد وقفت إلى جانبنا في حرب جهنميّة راهن الكثيرون فيها على سقوطنا إلى غير رجعة.
وقال: لا شكّ في أنّ موازين القوى تأثّرت وبشكل كبير وفعّال بوقوف هذه الدول مشكورة إلى جانب الدولة في الشام في الحرب ضدّ الإرهاب ولكن ما لا شكّ فيه أيضاً أنّ صمود الأمّة من فلسطين إلى العراق، وروح الأمّة المقاومة وكبرياء الأمّة المعطاء، وإيمانَ الأمّة الراسخ، وثباتَ الإيمانِ بالأرض هو هو الذي سار بنا قدماً نحو إفشال أهداف الحرب، وهو هو الذي يسير بنا إلى الانتصار. انظروا إلى الملاحم البطوليّة التي يسطّرها أبناء أمّتكم ضدّ الإرهاب في الشام وفي العراق وفي لبنان وحتّى في فلسطين رغم الضغوط الكبيرة والصعوبات الجمّة. فلولا بطولات الجيش اللبناني وتصدّيه للإرهاب، لولا ثبات الجيش الشامي واستبساله في القتال، لولا فصائل المقاومة التي التهب إيمانها في سورية من الأبطال في نسور الزوبعة إلى أبطال المقاومة اللبنانية إلى كافة القوى التي تشارك في صناعة نصر مؤزّر، لولا هذه البطولات المعبّرة عن إيمان راسخ وقويّ، لما تأكّد السير نحو الانتصار، بل لما كنّا هنا اليوم. صمود شعبنا هو الذي سيصنع التاريخ الجديد في سورية لأنّنا ببساطة لسنا متنازلين عن حقّنا بالصراع من أجل الأفضل، لأنّنا من أمّة نزفت آلاف المرّات، ثمّ عضّت على جراحاتها وقامت، ثمّ كانت أسوداً ونسوراً لن يثنيها شيء ولن يتمكن أحدٌ في هذا العالم من أن يجعلها تركع أمام سكين.
هذه هي الثقافة التي علّمنا إياها سعاده بدمه، وقد دخلت في قَسَمنا ودمنا وفي عقولنا وأرواحنا. إنّ هذه الثقافة هي ثقافة مشرّفة يعتزّ بها الحزب، وانطلاقاً منها فإنّه يسعى إلى إرساء قواعد جامعة موحِّدة غير مفرّقة. من هنا تأتي مطالبتنا بقانون عصريّ حضاريّ للانتخابات النيابية، يكون فيه لبنان دائرة واحدة. فالأمّة التي صمدت وانتصرت وأعطت، هي أمّة تليق بها الحياة العصريّة الجديدة وقد سبقنا العالم أشواطاً ولم نزل عنه متخلّفين. كما نطالب بضرورة تنظيم قانون جديد للأحوال الشخصية يراعي حالة التطوّر الاجتماعي والفكري والثقافي وأحوال الشباب وتطلّعاتهم، وأيضاً بتنظيم قانون للأحزاب وفقاً لمعايير هدفها بناء الوطن واحداً موحّداً وبناء الإنسان فيه، لا بناء فسيفساء اجتماعية طائفية متنافرة.
وختم كرم بالقول: أمّا وقد استشهد سعاده من أجل حقّ سورية كلّها وخيرها وجمالها، فمن الطبيعي أن نكون دعاة محبّة وسلام وخير بين أبناء شعبنا الواحد، وأن نؤكّد على شدّ أواصر اللُّحمة الاجتماعية الحقيقية بين اللبنانيين لأنّ في ذلك مصلحة لنا جميعاً وبين الحكومتين اللبنانية والشامية على المستوى الرسمي. ولنتذكّر أنّ العدوّ لن يرحمنا، وهو لن يرحمنا على كلّ حال، ومهما كانت طوائفنا ومذاهبنا، لكنّنا نحطّم رأس هذا العدوّ فيما لو كنّا عصبة واحدة لا يفرّقها شيء. فلنتمسّك بصمّامات أماننا، ونحافظ على منابع القوى لدينا وأوّلها وحدتنا الوطنية، هذه الوحدة التي يجب على الدولة أن تعمل على ترسيخها، وعلى إدراج ثقافتها في كتب التاريخ والتربية، وأن يكون أوّل الدروس أنّ التضحيات الجسام ودماء الشهداء الأبرار هي التي صنعت لنا لبنان الجديد.