رئيس الجمهورية: لبنان يدعم العودة الآمنة لا الطّوعية للنازحين

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حرص لبنان على تطوير العلاقات اللبنانية – البلجيكية في المجالات كافة، لا سيما أن قواسم مشتركة تجمع بين البلدين الصديقين. وأبلغ، وزيرَ الدولة البلجيكي اندره فلاهو خلال استقباله له في قصر بعبدا بحضور القائم بالأعمال البلجيكي في لبنان جيروان دو بوا، أن التعددية والتنوع والفرانكوفونية تشكل نقاطاً تميّز البلدين وتجعل من الشراكة بينهما ضرورة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأكد الرئيس عون ترحيب لبنان بالمؤتمر الذي سيعقد في الخريف المقبل في بلجيكا المخصص لحماية الأقليات في الشرق، منوّهاً بالجهد الذي تبذله بلجيكا لإنجاحه.

وعرض عون للوزير البلجيكي وجهة نظر لبنان من الأحداث الراهنة، مجدّداً تأكيد دور الجيش والقوى الأمنية اللبنانية في محاربة الإرهاب على الحدود ومطاردة الخلايا النائمة، لافتاً الى ان العمليات الاستباقية حققت نتائج إيجابية في عملية حفظ الاستقرار والأمن في البلاد. وشكر رئيس الجمهورية للوزير البلجيكي وقوف بلاده الى جانب لبنان في المحافل الإقليمية والدولية ومشاركتها في القوات الدولية العاملة في الجنوب يونيفيل المكلفة تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 الذي يُنادي لبنان باستكمال تطبيقه.

واشار الى أن لبنان الذي قدّم، ولا يزال، الرعاية على أنواعها للنازحين السوريين، رغم التداعيات السلبية للنزوح السوري عليه على مختلف الأصعدة، يدعم المساعي الدولية المبذولة للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية ما يضع حداً لمعاناة النازحين ويؤمن لهم عودة كريمة وآمنة إلى بلدهم وأرضهم.

وكان الوزير فلاهو عرض لرئيس الجمهورية أهداف زيارته للبنان مؤكداً التعاون القائم بين البلدين والرغبة في تعزيزه، بالإضافة الى تفعيل التبادل التجاري والتعاون الثقافي بينهما، كما أكد أن مشاركة بلجيكا في اليونيفيل مستمرة.

واستقبل عون، بحضور وزير العدل سليم جريصاتي، المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس واتش كينيث روث واطلع منه على عمل المنظمة في لبنان ودول المنطقة. وأكد رئيس الجمهورية احترام لبنان لحقوق الانسان لاسيما لجهة عدم التمييز على أساس العرق أو المعتقد أو الاثنية أوالجنس، معتبراً أنها حقوق أساسية لجميع الكائنات البشرية ولدى الدولة اللبنانية مصلحة في حمايتها وتعزيز مبادئها. وشدد عون على أن لبنان يتعاون مع الهيئات الحكومية وغير الحكومية ومنها منظمة هيومن رايتس واتش في الدفاع عن حقوق الإنسان واتخاذ الخطوات الضرورية لذلك في المجالات كافة.

وأكد عون أن لبنان يتخذ التدابير الضرورية لمنع التعذيب بكل إشكاله، كما يحمي حقوق السجناء والمشتبه فيهم ويدعم إلغاء الإجراءات المُجحفة بحقهم، وتوفير محاكمات عادلة لهم استناداً الى القانون. وأبلغ الوفد بأن لبنان يوفر كل الدعم المناسب للنازحين السوريين ويميّز بوضوح بين الإرهابيين والمسلحين الذين تلاحقهم الأجهزة الأمنية المعنية، وبين المدنيين الموجودين في مختلف المناطق اللبنانية والذين يلقون رعاية المؤسسات الرسمية والأهلية والدولية.

وأشار عون إلى أن القوى المسلحة لا يمكن أن تتساهل مع المسلحين الذين يعتدون على القوى الأمنية وينفذون عمليات انتحارية في المدنيين والعسكريين ويوقعون في صفوفهم شهداء وجرحى ومعوقين.

وعن أوضاع النازحين السوريين أكد استمرار الإدارات والمؤسسات اللبنانية بتقديم المساعدات لهم، علماً أن المساعدات الدولية تصل مباشرة إليهم ولا تمرّ بالمؤسسات الرسمية، مشدداً على أن لبنان يصنّف هؤلاء بـ«نازحين» وليس بـ«لاجئين» لأنهم نزحوا الى لبنان هرباً من الحرب والقتل والدمار وليس لأسباب سياسية، ولبنان يدعم «العودة الآمنة لهم» إلى وطنهم وليس «العودة الطوعية» التي ينادي بها البعض.

وكان روث عرض لعدد من الملاحظات التي سجلتها المنظمة معرباً عن تقديره للموقف الذي أعلنه رئيس الجمهورية الرافض لحملات التحريض ضد النازحين السوريين التي سجلت خلال الأيام الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي عدد من وسائل الإعلام، وقال: إن موقف الرئيس عون في هذا المجال، هو موقف يُحتذى به ودليل على القيادة الحكيمة التي يتمتع بها».

وفي قصر بعبدا، النائب الرديف في البرلمان الفرنسي جوزف مكرزل الذي هنأه رئيس الجمهورية بانتخابه متمنياً له التوفيق في مهامه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى