المقاومة مشروع انتصار دائم…
معن حمية
المرحلة الأولى لعملية تحرير الجرود اللبنانية من المجموعات الإرهابية، حقّقت أهدافها، وصارت بحكم المنتهية، في حين أنّ التخطيط جار لإطلاق المرحلة الثانية، خلال فترة قصيرة جداً، علماً أنّ المرحلة الثانية تنطوي على الكثير من المفاجآت التي هي خارج التوقعات.
وحيث كان للمرحلة الأولى من عملية تحرير جرود عرسال، وقع الصدمة القوية التي فاجأت الكثيرين، فإنّ أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، كشف جانباً من عواملها وعناصرها وهي مرتبطة حصراً بالقدرات الكبيرة للمقاومة عديداً وعتاداً وخبرة قتالية غير مسبوقة قادرة على الحسم السريع.
بعض القوى في لبنان لم يتوقّع أن يكون هناك تناغم وتآزر بين المقاومة والجيش اللبناني، كما لم يتوقّع أن تسود حالة من الارتياح العارم تأييداً لعملية المقاومة وتحرير جرود عرسال. وكانت هذه القوى تتحضّر لإطلاق حملة تحت عنوان قرار السلم والحرب، لكن كما في الميدان أيضاً في السياسة حيث عطّل السيد نصرالله هذا الفتيل بكلمته المتلفزة، والتي أهدى فيها الانتصار للجميع، مثبتاً المعادلة الذهبية «جيش وشعب ومقاومة».
وعليه مهّد السيد للمرحلة الثانية من عملية التحرير والتي يجري الإعداد لها. فهذه المرحلة ستنطلق حتماً، لكنها ستواجَه بحملات مشبوهة، تحت ذريعة أنّ المقاومة تتفرّد بقرار السلم والحرب، وواضح أنّ تكتل المستقبل النيابي، الذي يترأسه فؤاد السنيورة، قد افتتح هذه الحملات. لكن، السؤال المطروح، ماذا تفيد كلّ هذه الحملات ضدّ المقاومة، وماذا يريد أصحاب هذه الحملات، وهم يدركون جيداً أنّ عملية تحرير الجرود لن تتوقّف تحت أيّ سبب وأيّ اعتبار؟
المعترضون على الدور المفصلي والمحوري الذي تؤدّيه المقاومة إنْ لجهة تحرير الجرود اللبنانية من الإرهاب، أو لجهة تشكيل قوة ردع حقيقية في مواجهة العدو الصهيوني، هؤلاء المعترضون يعرفون جيداً أنّ اعتراضاتهم لا قيمة لها، وهم يكابرون حين لا يعترفون بأنّهم ليسوا مؤثرين إطلاقاً على صعيد المعادلات المصيرية والكبرى. وأنّ دورهم ينحصر فقط بتجميع نقاط وذرائع لوضعها في سلة «المجتمع الدولي» وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية، بغية الاستحصال على قرارات بمواصلة الضغوط ومضاعفة العقوبات وإطباق الحصار على المقاومة والدول التي هي في محور المقاومة والصمود أو داعمة له.
إنّ ما أعلنه السيد نصرالله، عن حجم الانتصار الذي تحقق، إنْ في جرود عرسال أو في جرود فليطا، جنباً الى جنب مع الجيش السوري، وبأنّ هذا الانتصار سيكتمل، يثبت مرة جديدة أنّ المقاومة بما تمتلك من قدرات وبتمسّكها بالمعادلات القائمة، خصوصاً على صعيد لبنان جيش وشعب ومقاومة، هي مشروع انتصار دائم، في الميدان وفي السياسة، وأنّ كلّ المحاولات النقيضة ستتهاوى كما تهاوت النصرة في الجرود.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي