انتصر الحق وارتفع العلم الفلسطيني فوق الأقصى بعد سقوط بوّابات الاحتلال الإلكترونية
في ضربة حقّقها الفلسطينيون ضدّ الاحتلال الصهيوني، استعاد المواطنون والمصلّون المسجد الأقصى بعد تراجع الاحتلال عن إجراءاته على أبواب المسجد.
وسارع أهل الأقصى إلى رفع العلم الفلسطيني فوق مسجدهم، وتوافدوا بالآلاف لأداء الصلاة بعد رضوخ الاحتلال وفتح بوّابة «حطة».
قوّات الاحتلال ردّت بالاعتداء على المصلّين في باحات الأقصى، ما أدّى إلى إصابة ما يزيد عن 90 من المصلّين.
وقالت مصادر، إنّ قوّات الاحتلال تعتقل عدداً من المصلّين في الأقصى، بعد أن أخرجت المصلّين بالقوّة والقمع من المسجد وقامت بإغلاق البوّابات، كما حاصرت العشرات من المصلّين في حارة باب «حطة» المؤدّي للأقصى.
وأضافت المصادر، أنّ قوات الاحتلال فرضت على المواطنين في القدس المحتلّة التزام منازلهم ومنعتهم من فتح الأبواب، كما عمدت إلى محاصرة المدينة القديمة في القدس بالكامل.
وكان آلاف المقدسيّين أقاموا صلاة العصر داخل المسجد الأقصى بعدما فتحت سلطات الاحتلال «الإسرائيلي» باب حطة.
وشارك عشرات آلاف الفلسطينيين من مختلف مناطق القدس المحتلّة وخارجها في صلاة العشاء في محيط المسجد الأقصى، احتجاجاً على إجراءات الاحتلال على مداخل المسجد.
وشهد محيط باب الأسباط صلاة حاشدة، وأخرى داخل الباب، امتدّت حتى بابَيْ حطة والملك فيصل، كما تمّ أداء صلوات أخرى في باب المجلس والسلسلة والساهرة.
ولوحظ مساء أمس الأول الأربعاء، ازدياد أعداء المصلّين والمشاركين في الاعتصامات، رغم المحاولات الكبيرة التي بذلتها قوات الاحتلال في عرقلة وصول الفلسطينيّين، حيث نصبت متاريس حديديّة وانتشرت دوريّات عسكرية وأخرى تابعة للشرطة الصهيونية في أزقة القدس والطرق المؤدّية إلى أبواب المسجد الأقصى.
وتشهد القدس منذ أيام احتجاجات عنيفة على ما تحاول سلطات الاحتلال أن تفرضه من إجراءات أمنيّة، كنشر البوّابات الإلكترونية على مداخل المسجد الأقصى أو كاميرات المراقبة.
وقالت المرجعيّات الدينيّة في مدينة القدس المحتلّة، إنّ الصمود التاريخيّ للفلسطينيّين حوّل المسجد الأقصى أجبر الاحتلال على التراجع عن إجراءاته الأخيرة.
وطالب نداء المرجعيّات أن تبقى الوقفة الداعمة للأقصى ولكن داخل بوّابات المسجد، مشيراً إلى أنّ إزالة البوّابات الإلكترونية كانت من ضمن المطالب، وداعياً إلى الاستمرار بالمطالبة بالحقوق.
ورفضت المرجعيّات الدينية في مدينة القدس المحتلّة تحديد أعمار الداخلين إلى المسجد الأقصى من قِبل سلطات الاحتلال الصهيوني، وطالبت الأوقاف بإغلاق كلّ المساجد الجانبيّة حول الأقصى يوم الجمعة.
وأكّد نداء مرجعيّات القدس، أنّه لا يحقّ للاحتلال بالتدخّل بأيّ أمر يخصّ المسجد الأقصى، لافتاً إلى أنّ هذا الأمر يتعلّق بدائرة الأوقاف فقط.
وأعلنت مرجعيات القدس، أنّ صلاة العصر ستُقام في المسجد الأقصى، مشدّدةً على أنّ أيّ باب سيعترض الاحتلال على فتحه سيقف الفلسطينيّون وقفة واحدة داخل الأقصى حتى يتمّ فتحه.
وكانت شرطة الاحتلال أصدرت بياناً، تؤكّد فيه أنّها أزالت كلّ الإجراءات الأمنيّة وأعادت الوضع إلى ما كان عليه قبل 14 تموز الحالي.
من جهتها، قالت لجان المقاومة الفلسطينية إنّ صمود الشعب الفلسطيني في القدس ومقاومة العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى، هو من أجبر الاحتلال على التراجع والانكسار أمام إرادة الدفاع عن المقدّسات.
وفي بيانٍ لها، اعتبرت اللجان أنّ الشعب الفلسطيني أناب عن الأمّة الإسلاميّة في الدفاع عن المسجد الأقصى، وأحبط مخطّطات العدو في استهداف المسجد والسيطرة عليه.
وتوجّهت لجان المقاومة بالتحيّة للمرابطين في القدس، «الذين تصدّوا بصدورهم العارية» للإجراءات الصهيونيّة، داعيةً إلى تعزيز الوحدة ونبذ كلّ أسباب الفرقة والعمل على إنهاء الانقسام إلى غير رجعة.