بوتين: روسيا ستردّ على «الوقاحة» الأميركية وروحاني على واشنطن الاتعاظ من تجربة عدائها
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، «أنّ موسكو سترد على وقاحة واشنطن بعدما أقرّ الكونغرس قانوناً يشدّد العقوبات الاقتصادية على موسكو»، مضيفاً أنّ «مستوى الرد سيتقرر لاحقاً».
وأوضح بوتين خلال مؤتمر صحافي في سافونلينا في فنلندا مع نظيره سولي نينيستو «نتصرّف بشكل متحفظ جداً وفي غاية الصبر. ولكن في مرحلة ما يجب أن نردّ، لأنه من المستحيل التسامح إلى أجل غير مسمّى مع الوقاحة التي يتعرّض لها بلدنا».
ويشير بذلك إلى العقوبات التي أقرّها مجلس النواب الأميركي ضدّ روسيا قبل أيام».
ومع ذلك، لم يحدّد طبيعة الردّ الروسي قائلاً: «ببساطة عندما يكون هناك رد، سنرى»، ما يعني أنّ هذا يتوقف على ما ستقرره الولايات المتحدة في نهاية المطاف.
كما انتقد الرئيس الروسي التحقيق المكثف في تدخل روسي محتمل في انتخابات الرئاسة الأميركية قائلاً «إنه يشهد على ازدياد الهستيريا المعادية للروس في واشنطن».
وأضاف «من المؤسف أن تتم التضحية بالعلاقات الروسية الأميركية في سبيل حل قضايا سياسية داخلية»، مشيراً إلى «المعركة بين الرئيس دونالد ترامب وخصومه السياسيين».
وختم بوتين «أنّ الدولتين اللتين تعملان بشكل منسّق يمكن أن تحلا مشاكل صعبة جداً في شكل أكثر فعالية».
في السياق نفسه، أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن «الردّ على قرار العقوبات الأخيرة على بلاده سيتخذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين»، مشيراً إلى أنّ «الرد سيكون بناءً على تحليل شامل».
وقال بيسكوف «الآن ما يمكن قوله إن هذه أخبار سيئة بالنسبة للعلاقات الأميركية الروسية وتطوّرها مستقبليّاً، كما أنه أمر محبط بالنظر إلى القانون الدولي والعلاقات التجارية الدولية».
وأعرب أعضاء من مجلس الشيوخ الأميركي عن «استعدادهم للتصويت على مشروع قانون يفرض عقوبات جديدة ضد روسيا»، واعتبر خبراء أن «هذه العقوبات تهدف إلى استيلاء واشنطن على سوق الطاقة في أوروبا».
ونقلت وكالة «رويترز» عن رئيس لجنة مجلس الشيوخ للشؤون الخارجية، بوب كوركر، قوله «إن أعضاء مجلس الشيوخ على استعداد للتصويت على مشروع القانون هذا الأسبوع».
من جهة أخرى، قال الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني «إنّ بلاده ستُبدي بالتأكيد الردّ اللازم تجاه الخطوة العدائية الجديدة من قبل الكونغرس الأميركي»، داعياً واشنطن إلى «الاتعاظ من تجربة عدائها طيلة 40 عاماً».
وعلى هامش اجتماع مجلس الوزراء، أشار الرئيس روحاني إلى «العداء الأميركي المستمرّ ضد إيران وشعبها»، وقال «إن شعبنا لديه معرفة بهذا العداء، وقد اعتاد عليه، وهو أيضاً يعرف جيّداً السبيل لمواجهة هذه السياسات».
وأضاف الرئيس الإيراني «الشعب يدرك أنه يجب أن يصمد ويقاوم جيّداً في مواجهة الأعداء، لأنه وطيلة هذه الـ40 سنة، واجه الحظر وأنواع الضغط والاتهامات الباطلة من قبل ماكينة الإعلام الأميركي والساسة الأميركيين».
وتابع روحاني «لم ننسَ تلك الأيام التي كان رئيس مجلس النواب الأميركي، الذي لم يكتفِ بالحكومة بل وصف الشعب الإيراني بالمتمرد»، مضيفاً: «أن عداء الأميركيين ليس فقط عداء لنظام الجمهورية الإسلامية الايرانية، بل إنهم لا يتحمّلون مقاومة الشعب الإيراني وصموده وتحوّله نموذجاً يُحتذى به، ولا يمكنهم تقبّل وجود بلد لديه الاستقلالية والتأثير في هذه المنطقة الحسّاسة».
وأوضح روحاني أن «الاتفاق النووي فرض بعض القيود على الولايات المتحدة في مجال الحظر»، قائلاً: «قبل الاتفاق النووي، كان الأميركيون يفرضون الحظر ضد الشعب الإيراني تحت أي ذريعة، وكانوا يبذلون سعيهم ليكتسب هذا الحظر صفة دولية ويؤثر على الدول الأخرى، حتى أنهم رفعوا لائحة بالاتهامات إلى مجلس الأمن الدولي ليعمّموا هذا الحظر على الصعيد العالمي».
يذكر أنّ مجلس النواب الأميركي صدّق يوم الثلاثاء الماضي، مشروع قانون لتشديد العقوبات ضد روسيا وإيران وكوريا الشمالية.
ويحتاج تمرير هذا المشروع، الذي يقلّص مهل القروض التي يمكن للبنوك الروسية الخاضعة للعقوبات الحصول عليها من أسواق المال العالمية، لموافقة مجلس الشيوخ وتوقيع الرئيس دونالد ترامب عليه.