قال الفلسطينيون كلمتهم… وانتصروا
ـ ما شهده المسجد الأقصى خلال أيام الإنتفاضة والإجراءات الإسرائيلية العقابية سجل نصراً كاملاً لفلسطين لم يحدث مثله منذ الإنسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005.
ـ هي حرب كاملة شحذت لها «إسرائيل» حكومتها وجيشها وشرطتها وإعلامها ودبلوماسيتها ومع كلّ ذلك هذه المرة علاقاتها العربية العميقة والوطيدة.
ـ لم يكن بين أيدي الفلطسينيين سوى كلمتهم أن لا دخول إلى الأقصى بلا التراجع عن كلّ الإجراءات والأهمّ لا تفاوض على بدائل.
ـ إنزعوا بواباتكم وكاميراتكم وإرحلوا قالها الفلسطينيون ومضوا إلى شوارع القدس يصلون.
ـ خرجت فلسطين إلى الشارع تحت هذا الشعار.
ـ إنقسمت «إسرائيل» بين تيارين واحد يقول إنّ أيّ تنازل أمام الإنتفاضة هو بداية لتنازلات لا تنتهي وإعلان هزيمة معنوية واستراتيجية، والثاني يقول إنّ كلفة حماية الإجراءات سياسياً وعسكرياً أكبر من قميتها العملية وأنّ العناد تسريع بانفجار كبير لا قدرة على إدارته.
ـ وقعت «إسرائيل» بين خيارين أحلاهما مرّ.
ـ المعادلة التي كان عنوانها رابح رابح ولّت إلى غير رجعة وصار مكانها خاسر خاسر.
ـ حاول الأميركيون وحكام العرب مساعدة «إسرائيل» لمخرج يحفظ بعض ماء وجهها فلم يستجب الفلسطينيون وتجاهلوا بعض قياداتهم التي حاولت تسويق حلول في منتصف الطريق.
ـ اضطرت السلطة الفلسطينية لوقف التعاون مع الإحتلال رغم رفضها هذا الإجراء مراراً في الضغط لقضايا مفصلية.
ـ تكفلت الانتفاضة بترجيح التيار الإسرائيلي الذي يقول انّ كلفة العناد أكبر من فوائد الإجراءات المرتجاة فانكسر الإسرائيليون وتراجعوا.
ـ اليوم يسعى الإسرائيليون لمواصلة المواجهات لمنع احتفال الفلسطينيين بنصرهم فإنْ وقعت المواجهات واندلعت شرارتها تكون الحصيلة أنّ الفلسطينيين حصدوا نصرهم وأنّ الإسرائيليين خسروا مهابتهم والإنتفاضة مستمرة، وإنْ تعايش الإسرائيليون مع النصر الفلسطيني سينتقل الفلسطينيون لمعاركهم اللاحقة برصيد النصر ويضطر الإسرائيليون لتنازلات جديدة.
ـ هي معادلة خاسر خاسر إسرائيلياً ورابح رابح فلسطينياً…
ـ هذا هو معنى أنّ المنطقة تتغيّر وأنّ فلسطين تقطف دائماً ثمار التغيير سلباً وإيجاباً…
التعليق السياسي