الأسد لوفد تونسي: أحد أهم أسباب الأزمة السوريّة هو «صراع هويّة»

أعلن الرئيس بشار الأسد، أنّ أحد أهم أسباب الأزمة التي تمرّ بسورية هو «صراع هويّة وانتماء»، مشيداً بـ«المستوى المتقدّم من الوعي» الذي أظهرته الشعوب العربيّة اتجاه تطوّرات الأحداث في المنطقة.

كلام الرئيس الأسد جاء خلال استقباله أمس، وفداً من الاتحاد العام التونسي للشغل برئاسة الأمين العام المساعد للاتحاد بوعلي المباركي.

وأشار الأسد إلى ضرورة تشكيل دفاع إضافي للاتحادات والمنظّمات الشعبية، بُغية ضمان المزيد من التعاون والعمل في سبيل «تحريك الوضع العربي بما يحقّق مصلحة وفائدة شعوب المنطقة»، بالإضافة إلى الحوار مع القواعد الشعبيّة بشأن مختلف القضايا بهدف التوصّل إلى «حالة جامعة من وحدة المفاهيم».

بدورهم، أكّد أعضاء الوفد أنّهم «أتوا إلى دمشق تنفيذاً للقرار الذي اتّخذه الاتحاد العام للشغل في تونس، وذلك لنقل رسالة دعم للشعب السوري الذي أظهر صموداً منقطع النظير، ووقف خلف قيادته وجيشه الذي يدافع عن كرامة الأمّة العربيّة وليس عن سورية فقط».

واعتبر أعضاء الوفد، أنّ «الغرب لا يريد لسورية أن تلعب دوراً إلّا ضمن الإملاءات، وهذا ما لم تقبل به، وبالتالي فإنّه استهدفها لوقوفها إلى جانب قضايا المنطقة العادلة مؤكّدين أنّه لو نجح ما كان مخطّطاً لسورية لعمّت الفوضى في كلّ المنطقة العربية، لذلك فإنّ الدفاع عنها هو دفاع عن كلّ العرب».

يُذكر أنّ هذا الاجتماع عقد بعد يوم من تصريح وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي بأنّ العلاقات الدبلوماسية بين بلاده وسورية لم تنقطع أبداً، بالرغم من إعلان الرئيس السابق المنصف المرزوقي عن ذلك في عام 2012.

وأوضح رئيس الدبلوماسية التونسية في حديث إلى صحيفة «لابراس» الحكومية، أنّ الرئيس السابق أعلن عن قطع العلاقات مع دمشق، ولكن من دون اتخاذ الإجراءات الرسميّة لتفعيل هذا القرار وفقاً لاتفاق فيينا الذي يطلب إبلاغ الأمم المتحدة بذلك.

وأضاف الوزير، أنّ التمثيل الدبلوماسي السوري في تونس لا يزال سارياً على مستوى قنصلي، بينما تبقى البعثة الدبلوماسيّة التونسيّة في دمشق على اتصال مباشر ويومي بالسلطات السوريّة.

إلى ذلك، أعربت كلّ من روسيا والولايات المتحدة أمس عن عزمهما على استمرار تعاونهما حول سورية، رغم الخلافات القائمة بين الدولتين.

وشدّد ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي ومبعوث الرئيس إلى «الشرق الأوسط» وأفريقيا، على ضرورة استمرار البلدين في تطوير اتصالاتهما وتنسيق جهودهما في ما يتعلّق بمكافحة الإرهاب وترسيخ نظام وقف الأعمال القتاليّة في سورية وخاصة جنوبها، مضيفاً أنّ ذلك يخدم مصالح كلا الدولتين.

جاء ذلك على لسان الدبلوماسي الروسي في معرض تعليقه على سؤال عمّا إذا كانت العقوبات الأميركيّة الجديدة المتوقّع فرضها وردّ موسكو عليها ستنعكس على الاتفاق بشأن إقامة منطقة تخفيف التوتر جنوب سورية، والذي تمّ التوصّل إليه بين روسيا والولايات المتحدة والأردن.

وأشار بوغدانوف إلى ضرورة المضيّ قُدُماً في إطار مفاوضات جنيف، مؤكّداً وجود أساس مشترك متّفق عليه بين روسيا والولايات المتحدة في هذا المجال، أي قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي تبنّاه المجلس بالإجماع.

وقال الدبلوماسي الروسي: «هذا هو الأساس المشترك لمساعينا التي ستبقى مستمرّة، وأنا مقتنع بذلك».

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنّ قرار موسكو تقليص البعثة الدبلوماسيّة الأميركيّة لم تنعكس على الاتصالات بين عسكريّي الدولتين، لا سيّما في سورية.

وأكّد البنتاغون، أنّ قنوات الاتصال الأميركية الروسية الخاصة بمنع وقوع الحوادث في سورية لا تزال تعمل بشكلٍ فعّال.

تجدر الإشارة إلى أنّ مجلس الشيوخ الأميركي صادق الخميس الماضي على مشروع قانون يقضي بفرض عقوبات جديدة على روسيا، وكذلك على إيران وكوريا الشمالية، وستدخل هذه الوثيقة حيّز التنفيذ عقب توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عليها.

من جانبه، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين أنّ موسكو لن تترك الأمر من دون ردّ، مضيفاً أنّ 755 دبلوماسياً أميركياً سوف يضطرّون إلى مغادرة البلاد.

وذكر الزعيم الروسي أول أمس، أنّ موسكو لا تعتزم استخدام طيف واسع من الوسائل الأخرى المتوفّرة لديها للردّ على قرار واشنطن، مشيراً إلى أنّ تجميد التعاون بين الدولتين في عدد من المجالات الحسّاسة قد ينعكس لا على العلاقات الثنائية وحدها، بل والدوليّة على وجه العموم.

وكان سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، قال إنّ التعاون الروسي – الأميركي في ما يخصّ الملف السوري، شهد تحسّناً في الفترة الأخيرة.

وفي حوار مع قناة «ABC»، قال ريابكوف: «في الواقع نحن نعمل في الفترة الأخيرة بشكل أكثر إيجابيّة حول سورية»، معرباً عن أمله في ألّا ينحصر التعاون الإيجابي في الملف السوري فقط.

وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي، أنّ «الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه حول منطقة خفض التوتّر في جنوب غربي سورية يشكّل مثالاً واضحاً، وأنّ كلّ شيء ممكن».

وتابع: «أعتقد أنّنا روسيا والولايات المتحدة شركاء في منصّات، مثل محادثات أستانة وجنيف. نحن نعمل في المسائل الإنسانية، وبغض النظر عن الاختلافات، تمكنا من تحقيق تقدم كبير في التخلص من برنامج السلاح الكيميائي السوري».

وأضاف ريابكوف: «نحن ما زلنا نأمل في أنّ سورية يمكن أن تعود إلى بلد مستقر ودولة مستقلّة ذات سيادة، وتلتحق مجدّداً بالمنظومة العالمية».

وجدّد المسؤول الروسي تأكيد موقف موسكو الذي يرى أنّ السوريّين هم من يقرّرون مصير بلادهم، أمّا الباقون بمن فيهم «نحن والولايات المتحدة الأميركية، يجب علينا أن نساعدهم»، مضيفاً أنّ هذه الرؤية تمثّل عنصراً أساسياً في السياسة الروسية اتجاه الأزمة السورية، داعياً الولايات المتحدة إلى انتهاج السياسة نفسها.

ميدانياً، أعلن عضو مجلس «سورية الديمقراطية» ريزان حدو، أنّ التقارير حول دخول قوّات تركية عدداً من القرى في منطقة عين العرب كوباني السوريّة عارية عن الصحّة.

وأكّد حدو، في حديث لوكالة «نوفوستي» الروسية، أنّ الجيش التركي لم يدخل قرى في منطقة كوباني، مضيفاً أنّ بعض وسائل الإعلام نشرت تقارير بهذا الشأن، إلّا أنّها ليست صحيحة.

وكانت وكالة «ANHA» الكرديّة أفادت بأنّ قوات من الجيش التركي دخلت مدينة عين العرب كوباني شمال سورية، مساء الأحد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى