عشق الصباح

ابتسمت، وهي تضع على الطاولة أمامه فنجان القهوة، وحفنة ياسمين، قالت: «صباحك حبق». شمّ الحبق المسكون في كفّيها حتى ملأ صدره، شعر بنشوة غير عادية، أخذ الياسمين في كفّه وهو ينظر إلى وجهها، وقد فتنه بريق شغوف بالتشهي يتلألأ في عينيها!

قال: الحب عطاء حتى انتشاء الروح، بلا أيّ مقدمات ولا حسابات ولا انتظار رد الجميل، وبلا أسئلة. الحب يمنح القدرة للإنسان أن يتجاوز ذاته، ليمنح الآخرين ما يستطيع من المحبة، من دون أن يفكر بنفسه. هل تعبت؟ هل تعرّضت للأذى؟ هل تصدّعت حياته؟ هل خرج عن العادات والتقاليد؟ هل وجد مّن يُقدر له تضحياته؟ وحيدان كانا في شرفة للبحر وللانتظارات. كان كلما ترشف رشفة من القهوة الباردة، حلق في الفضاءات مطلقاً خيالاته في الذاكرة. ابتسم وهو ينثر الياسمين على شعرها، كم علمتني الحياة، وها أنا لم أزل أحبّ بصمت، وأتعب بصمت، وأرشف قهوتك الباردة بصمت.

حسن ابراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى