رئيس الجمهورية: من الضروري أن تسقط الحصانات عن كل مَن يمارسون الفساد

رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه «من الضروري أن تسقط الحصانات عن كل من يمارسون الفساد، وهؤلاء ليسوا بقليلين»، معرباً عن أمله «أن تنجح مهمة مكافحة الفساد، لأن ذلك قد يؤدي إلى إصلاح الأوضاع، خصوصاً أن لبنان أمام أزمة كبيرة تتطلب عملاً اقتصادياً سريعاً».

كلام عون جاء خلال استقباله في قصر بعبدا، وفداً موسعاً من قضاء كسروان الفتوح حضر لشكره على إطلاق اسم الوزير والنائب السابق المرحوم لويس أبو شرف على دار المعلمين والمعلمات في جونيه. وضم الوفد نواباً حاليين وسابقين ووزراء سابقين ورؤساء البلديات والمخاتير وشخصيات قضائية وسياسية وعسكرية من قضاء كسروان، إضافة الى أعضاء مؤسسة أبو شرف الثقافية والتربوية والاجتماعية.

وذكر رئيس الجمهورية بما يقوله الكاتب الفرنسي بالزاك، عن القوانين «أنها كخيوط العنكبوت، يخرقها الذباب الكبير، ويلتصق بها الذباب الصغير»، لافتاً الى أننا وفي كل مرة نفتش عن «الحاجب» الذي ارتشى من دون أن ننظر الى «الكبير» الموجود في أعلى المراكز والذي يحصل على الملايين. فـ»الحاجب» يحصل على ما هو زهيد ولا تنطبق عليه صفة الرشوة بل تنطبق على من يحصل على الملايين، فهنا تكمن مكامن الفساد الذي علينا مكافحته. من المؤكد أن ذلك سيكون عملاً مضنياً ومتعباً وسيخلق الكثير من العداوات، لأن من تمرس على عادات تقبل الرشى، بات يعتبرها حقاً مكتسباً له. لذلك، علينا في بعض الأحيان، أن نتخذ قرارات حاسمة، قد تكون موجعة، لأنه من الضروري أن تسقط الحصانات عن كل من يمارسون الفساد وهؤلاء ليسوا بقليلين. إلا أن ذلك، يتطلب الكثير من التروي، لأن الارتدادات السياسية التي قد تنتج عن الأمر صعبة، في ظل حيازة كل طرف لجمهوره. وإذا ما أجريت دراسة إحصائية قد تخلص الى أن أكثر من نصف الشعب اللبناني أصبح متعلقاً بهذه الوسيلة، لما يحققه من مكاسب من خلالها».

وأضاف رئيس الجمهورية: «نأمل أن ننجح في مهمتنا في مكافحة الفساد، لأن ذلك قد يؤدي الى إصلاح الاوضاع، خصوصا أن لبنان أمام أزمة كبيرة تتطلب عملاً اقتصادياً سريعاً. فنحن لم نتخذ مبادرات لتنظيم اقتصادنا المتدهور منذ فترة طويلة ولم نهتم بعالمنا الاقتصادي الذي كان ريعياً يعتمد على تحقيق الأرباح من خلال الفوائد المرتفعة. وقد أهملت غالبية القطاعات الاقتصادية، بدءاً من الزراعة مروراً بالتجارة ووصولاً إلى الصناعة، وشهدنا تراجعاً في النمو بعدما تحوّلت السوق اللبنانية لسوق استهلاكية. فالأرباح المالية التي يحققها لبنان تأتي عن طريق الفوائد، ولذلك يتم صرفها بطريقة سريعة لأنها كمن يملك منزلاً ويرهنه بهدف الاستدانة، فمن الطبيعي أن يخسره في نهاية المطاف».

وختم مشدداً على أن «العملة اللبنانية لا تدعم إلا عبر الإنتاج وليس عبر الدين»، ولافتاً إلى انخفاض قيمتها جراء السياسة التي كانت متبعة في السابق، وإلى زيادة نسبة الدين العام التي ستواصل ارتفاعها في المستقبل في حال واصلنا هذا النهج، مؤكداً عزمه متابعة هذا الموضوع وإصراره على العمل لتحسين الوضع الاقتصادي والانتقال به الى المسار التصاعدي».

الى ذلك، استقبل عون، بحضور اللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون، وفداً من جمعية «سعادة السماء» برئاسة الأب مجدي علاوي الذي عرض للأعمال الخيرية والاجتماعية التي تقوم بها الجمعية ومساعدة المحتاجين. وأكد عون «غياب الوعي الاجتماعي للمآسي في ظل سيادة حب الذات»، مشدداً على «ضرورة تضافر الجهود الجماعية للقيام بمشاريع تعود بالفائدة على الفئات المحتاجة، نظراً إلى عدم قدرة المعالجات التي تقوم على مستوى الأفراد، رغم أهميتها وفعاليتها، في الاستمرار على المدى البعيد».

وشدد على أهمية تضامن الجمعيات التي تعنى بالشأنين الاجتماعي والانساني انطلاقاً من أن في التضامن قوة، وسعياً لما هو افضل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى