«هوا أصفر» يجمع نجوم سورية ولبنان بخطّ دراميّ بعيداً عن لعبة التسويق
دمشق ـ آمنة ملحم
يشهد الوسط الفنّي حركة درامية نشيطة ومبشّرة بعودة وجوه فنّية وإخراجية إلى الواجهة بعد غياب قسريّ، لا سيما السنة الفائتة، التي كانت متعثّرةً درامياً.
الحدث، أنّ ثلّة من الفنانين السوريين واللبنانيين يجتمعون معاً في خطّ دراميّ واحد تحت مظلّة كاميرا المخرج أحمد ابراهيم أحمد، بشراكة جديدة له مع الكاتبين علي وجيه ويامن الحجلي، اللذين قدّما تجربة سابقة نجحت بجدارة مع المخرج أحمد في «عناية مشدّدة»، لتتكرّر التجربة اليوم مع «هوا أصفر».
ولا يشكّل «هوا أصفر» عودة جديدة لتلك الشراكة فقط، بل معه يعود وجه إنتاجيّ ثقافيّ متمثل برضا الحلبي، إلى واجهة الإنتاج الدراميّ، ليكون العمل باكورة شركته الجديدة «cut» بعد غياب لسنوات عدّة. ولم تكن عودته عبثية، بل جاءت بعد قراءة 23 نصّاً درامياً السنة الماضية، ولم يجذبه أيّا منها، فكان لـ«هوا أصفر» بما يحمله من نصّ مسبوك بحبكة مشوّقة وحكايات عميقة تحترم ذائقة الجمهور، نصيبه من وقوع الاختيار عليه.
وفي مؤتمر صحافيّ عُقد لإطلاق العمل، قال الحلبي إنّ الخروج من أزمة التسويق التي واجهت الدراما السورية يتطلّب نصّاً درامياً بعيداً عن الأزمة. مع النصّ الجيد والجودة في العمل ككلّ ليكون منتجاً درامياً حقيقياً يفرض نفسه بكافة صنّاعه من كتّاب ومخرجين وفنانين وفنّيين. مشيداً بنصّ «هوا أصفر» الذي يُبدي تفاؤله بما سيقدّم.
بدوره، أكّد الكاتب يامن الحجلي أن عنوان العمل جاء بعد مشاورات عدّة مع المخرج وكافة صناع العمل، لدلالته على الأمراض التي تنتشر في المجتمعين السوري واللبناني اللذين تربطهما روابط مناخية وجغرافية ولطالما عاشا صراعات بمستوياتٍ ناعمةٍ وخشنة، ولديهما روابط عميقة، وسمات اجتماعية فريدة، وتاريخ يتأرجح بين النهوض والانهيارات، ما يجعل مفرزات ذلك كلّه مغرياً للسبر الدرامي، والغوص عميقاً في قضايا قد تكون غير مطروحة سابقاً.
وقال علي وجيه إنّ دمشق وبيروت مدينتان ولّادتان للحكايات. لافتاً إلى أنّ القسوة ستكون حاضرة في العمل كونها باتت السمة الأبرز في مجتمعاتنا، وهي خطّ دراميّ اتخذه مع شريكه الحجلي.
وتوقع وجيه أنّ العمل لن يتعرض لمقصّ الرقيب بشدّة كما في أعماله السابقة، كونه عملاً إنسانياً بعيد عمّا يستهوي الرقيب لاقتطاعه. كما دعا إلى خروج الرقيب من عقلية التخلّف الرقابي التي تجاوزتها غالبية البلدان في العالم. مؤكّداً أننا في القرن الحادي والعشرين حيث بات كلّ شيء في متناول الجميع وقابلاً للعرض بسهولة.
وأوضح مخرج العمل أحمد ابراهيم أحمد أن دمشق وبيروت ستكونان محورين متوازيين في العمل والشراكة، بظهور الفنانين من البلدين، لا بداعي التسويق أبداً، بل لأسباب درامية بحتة. حيث سنرى مناخات المدينتين وطقوسهما في خطّ واحد في العمل.
ويشكّل العمل أيضاً عودة للنجمة سلاف فواخرجي بعد غيابها السنة الماضية، وهي شريكة فيه منذ لحظات كتابته الأولى، ومتابِعة لكلّ التفاصيل. ووجدت عبره ما يمكن أن يضيف إلى مسيرتها ويحقّق شروط ظهورها التي لا يمكن أن تتخلّى عن أيّ منها في حال عدم توفّرها في أيّ خطوة تقدم عليها.
ورأت فواخرجي أنّ عودة رضا الحلبي إلى الإنتاج الدرامي مكسب للدراما السورية وخطوة جيدة لأنه ساهم في صناعة أعمال كبيرة. معربةً عن سعادتها بالعمل مع المخرج أحمد كونها المرّة الأولى. بينما تعاملت مع الكاتبين الحجلي ووجيه في أعمال سابقة.
وتحدّثت فواخرجي عن شخصية «شغف» التي تؤدّيها في العمل، مبيّنةً أنها مكتوبة بعناية وفيها مساحة واسعة وتركيبة نفسية خاصة، فهي امرأة قوية وضعيفة في الوقت ذاته، تحبّ أن تعيش تفاصيل الحبّ، وتؤمن به كحلّ في مواجهة الكراهية التي رمز لها عنوان العمل بـ«هوا أصفر» عبر شخصيات تسعى إلى فعل أيّ شيء لتحقيق غايتها.
الفنّان يوسف الخال قال: سورية هي أمّي الثانية وبمثابة الحاضنة الطبيعية لي، وما شدّني إلى المسلسل أنّ فريق عمله يعمل بروح واحدة وضمن رسالة أن الدراما ليست للترفيه فقط، بل تحمل مضامين عميقة. معرباً عن سعادته بالعمل كون النصّ متميّزاً وشيّقاً.
الفنان رامز أسود بدوره قال: العمل هو استكمال لمسيرة شكل البيئة النصّية التي يقدّمها الحجلي ووجيه التي تستهويني وأنحاز إليها كوننا كفنانين مسؤولين تجاه قضية الناس والمجتمع لأن هذه المواضيع هي التي تضع الدراما المتميزة التي نحتاج إليها، لا سيما أنّ المسلسل مزيج متعدّد الثقافات لضرورة درامية العمل.
أما الفنان فادي صبيح فأعرب عن تمنّياته بنجاح العمل كونه يضمّ كادراً عالياً من النواحي الفنية والمهنية.
الفنانة جوي خوري التي تؤدّي شخصية «ندى»، أشارت إلى أن هذه الشخصية ذات طابع مركّب وتحمل في داخلها كرهاً وحبّاً كبيرين في الوقت ذاته، مبيّنة أنها تملك تجارب عدّة مع نجوم الدراما في سورية وهي تتعلّم منهم كفنانين لهم حضورهم.
«هوا أصفر»، كناية عن حال المنطقة ككل، ومن «الهوى» حيث يصارع الحبّ كي يبقى نقيّاً، بعيداً عن محاولات التشويه والوأد، هكذا يجد كلّ من «شغف» سلاف فواخرجي ، و«سوار» وائل شرف نفسيهما وسط دوّامة صراعاتٍ محتدمة، في مواجهة «كريم» يوسف الخال المهووس بالفوز بما يريد مهما كان الثمن، بالتوازي مع رحلة صعود «أمير» يامن الحجلي من القاع، نحو طموحٍ لا يعرف الحدود، مستغلاً الظرف العام، والظروف الخاصّة لمن حوله، ويكون لزوجته «مها» حلا رجب نصيبها الوافر من المعاناة في تحوّلاته.
ويساهم في تصعيد الصراع في العمل، عدد من الشخصيّات، مثل الصحافي «أدهم» رامز أسود ، «سلوى» نادين تحسين بيك ، «شفيق» يزن خليل ، «نانسي» جوي خوري ، «نبيل» مهدي فخر الدين ، و«رولا» راشيل نخّول .
ومن المقرّر البدء بتصوير العمل منتصف الشهر الحالي انطلاقاً من مدينة دمشق قبل الانتقال إلى بيروت.