رسالة عتاب إلى روح درويش
ليتني أفهم كيف عشق نبض وطنك
ذبحةً اسمها ريتا؟
اغتالت في أشعارك
صوت البلابل
وأفسدت
في بيارات ضميرك
أريج البرتقال
وعكّرت صفو النصر
في نداءات القصائد
وتربّعت في إحدى
كفّتَي الميزان!
ورجّحت أمك وقهوتها
عاتبةٌ عليك يا درويش
ريتا لم تكن امرأةً
عابرة في أزقة الوطن
ريتا كانت احتلالاً
فكيف سمحت للعدو
أن يتسلّل بنعومة الظلّ
إلى ثكنات صدرك؟
أن يفتّش في أسرار
خططك العسكرية
أن يتجوّل عارياً
حرّاً من أيّ قناع
في الخنادق والأنفاق
التي نبشتها أيدي الثوار
وأودعوك مشاعلها
في ظلمة القبو
العربي المنتصر
في معركة النور!
والخيانة المرة
كهقوة العزاء
كيف سمحت للعدو
أن يجلس بجانبك
على شاطئ البحر
وأن تشهد الصخرة
على التطبيع!
تسلّلت ريتا
ابتسامة مدربة
كالعملاء!
والمقاومه تجهّز العدة
للحرب الأخيرة!
تسلّلت مغمضة العينين
وربما همست في أذنك
«أنا متعاطفة مع أطفالكم
وأنا أخيط الآن بدلة لجيش الدفاع»!
سمعت ذلك
ولم تقاوم!
وأنت الذي ملأت الدنيا
صراخاً!
درويش العاشق
أقرأ أشعارك
كم هي جميلةٌ جداَ
تماماً كوجه ريتا!
كشعارات الانتخابات
في بلدي
كمقدّمات قنوات النفط
إذ تدافع عن الشعوب
وتنحاز لفلسطين
وبجوارها
تنشط مكاتب للعدو
وسفارات
يحرسها قتلة
صرخات مدوية بالنبل
لا أصدقها
لكنها رنانة
تصدح وصوتي منخفتٌ
وعليك تجرأ
حنجرتي تقود النبض
ونبض الكل
لا يتجزأ
الوطن ليس كعكة
وخفقي ليس سكيناً!
أحبّ حرفك
ولا أحترم قلبك
لقد عشق عدواً!
ومنحه صكّ الحب
لن يقنعني أحد
بأنك نبيّ
وأخطأت خمس ساعات!
لقد لاطفت ريتا لسنوات!
وأنت ترتشف القهوة
وتكتب بكل جوارحك الحيّة للمقاومة!
تكتب للأرض للأمّ
وأيضاً بكل الضعف
تكتب لعيون ريتا!
ما أجملك
لو مزقّت القلب
ومنحت الذاكرة
عطراً
عروبيّ القارورة
مريم… زينب… أو فاطمة
وليس زئبقاً أزرق العينين
يدعى ريتا!
الرفاق يخلّدونك
في سفر الثورات
ويستشهدون بأبياتك
في شوارع التظاهرات
جنباً إلى جنب
مع صور غيفارا
وأنا لن ألوذ بالصمت
فالقلب المتمرّد
لا يقبل قسمة الوطن
على إثنين
حبيب… وحبيبته عدو!
عدو يدعى ريتا
فاطمة مهاجر