جريج: الفكر القومي الاجتماعي خلاص للأمة ووحدتها ونهضتها يمّين: سعاده استشرف خطر ما نشهده اليوم من إرهاب وفكر ظلاميّ
أقامت منفذية المتن الجنوبي في الحزب السوري القومي الاجتماعي ندوة سياسية بعنوان «الفداء والوفاء»، في قاعة «المودّة» في منطقة الرويس، تحدث فيها العميد في الحزب الدكتور جورج جريج، وعضو المكتب السياسي في تيار المردة فيرا يمّين، وقدّمت لها الدكتورة أميرة المولى، بحضور الرئيس الأسبق للحزب مسعد حجل، عميد الداخلية عاطف بزّي، منفذ عام المتن الجنوبي محمد المولى وأعضاء هيئة المنفذية، رئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور، مسؤول جهاز الساحة اللبنانية في حركة فتح الانتفاضة أبو عصام ووفد مرافق، عدد من مخاتير برج البراجنة، وفد نسائيّ من هيئة دعم المقاومة الإسلامية، عدد من مسؤولي الفروع الحزبية وجمع من القوميين والمواطنين.
بعد النشيدين اللبناني والسوري القومي الاجتماعي والوقوف دقيقة صمت تحية لشهيد الثامن من تمّوز وشهداء الحزب والأمة، ألقت المولى كلمة ترحيب، أكدت فيها أنّ شهر تموز شاهد على ما تختزنه الأمة من عَظَمة في ميادين الإصرار والتحدي، من استشهاد سعاده إلى تضحيات المقاومين التي صنعت النصر على الإرهاب.
كما أشارت المولى إلى أنّ سعاده عمل على إطلاق حركة مواجهة قومية شاملة، من تموز 1949 إلى تموز 2006 حيث استمرّت مسيرة الفداء والوفاء، وحطمت المقاومة صورة الجيش الذي لا يُقهر وأذلّت العدو الذي ذاق طعم المرارة في جنوب لبنان.
ثم تحدّثت عضو المكتب السياسي في تيار المردة فيرا يمّين فأكدت أنها تختصر سعاده بكلمتين «الفداء والوفاء» أو «الوفاء حتى الفداء»، وأنّ شهر تموز موصول تاريخياً بالحاضر، من أليسار إلى ميسلون إلى اغتيال سعاده، إلى النصر في 2006 والانتصار مؤخراً في 2017. وأكدت أنّ خوف سعاده على الأرض يتكرّس اليوم، وما نشهده اليوم من إرهاب وفكر ظلامي استشرف سعاده خطره في كتاباته وفكره، إضافة إلى تحذيره المبكر من الخطر الصهيوني، وكانت دعوته لإطلاق العمل المقاوم من أجل استعادة فلسطين من مغتصبيها.
ولفتت يمّين إلى أنّ سعاده أسقط الحواجز الطائفية عندما أعلن أننا كلنا مسلمون لربّ العالمين، وما يجمعنا يتمثل بوحدة الأرض القومية.
من جهته، استهلّ العميد الدكتور جورج جريج كلمته قائلاً: ليس تاريخ الثامن من تموز ذكرى نحييها، إنه ذاكرة نبقيها، نعليها ونعلو معها ارتقاءً وعزاً. الثامن من تموز ليس تاريخ وداع… بل تاريخ لقاء بين إرادة مَن رفض التخلّي عن مبادئه لينقذ جسداً بالياً فجسّد الفداء، وبين مَن آمن وصارع بهذه المبادئ ـ نبراس حياة ـ فكان الوفاء.
وأضاف: ما لقاؤنا اليوم الا تعبير عن هذا المدّ بالزمن للحظات أرادها الأعداء فانية وأرادها المعلم وأردناها باقية، فكانت بإيمان وعمل السوريين القوميين الاجتماعيين محطات انطلاق لا تعرف الاستكانة، تنتفض لانتصار القضية، وانتصار دماء الشهيد على أعداء الأمة وعلى بقايا النظام القديم بآفاته، العتيق بتطلعاته، وكانت راهنية الفكر أقوى وقوة الإرادة أبقى فكان الصمود والاستمرار وكنا، وها نحن معاً نجتمع في زمن الفرقة، نتحاور في زمن النزاعات العبثية، نوحد الجهود لنواجه مخاطر الوجود.
وأشار جريج في كلمته إلى أنّ سعاده اغتيل وتمّ التآمر عليه بسبب فكره وعقيدته القومية الجامعة، وهو الذي كان صاحب مشروع وقضية ومذهب في الاجتماع السياسي، وشخّص واقع الأمة من الاحتلال العثماني وصولاً إلى الحرب العالمية الأولى إلى الاستعمار الفرنسي ـ الإنكليزي واتفاقية «سايكس ـ بيكو»، وتقسيم الوطن وتسليم فلسطين لليهود، ومن هنا وصل إلى فكرة تحديد الأمة ومعنى الانتماء والهوية، والتأكيد على حق أبناء الأمة في تقرير مصيرها من دون أيّ تدخل خارجي.
ولفت جريج إلى أنّ الحرب التي تتعرّض لها سورية بواسطة الإرهاب هدفها تدمير الجيش وتقسيم الدولة إلى كيانات مذهبية، مضيفاً إنّ هذه الحرب تستهدف سورية الطبيعية بشكل عام، لكن صمود شعبنا في الشام على غرار صموده في لبنان في تموز 2006، أكد على وحدة معركة المصير القومي من العراق إلى الشام وصولاً إلى فلسطين مروراً بلبنان. مشدّداً على أنّ الفكر القومي الاجتماعي هو الخلاص لهذه الأمة للخروج من حالة التشرذم إلى الوحدة.
كما حيّا جريج المقاومة وشهداءها الذين ارتقوا في معركة تحرير جرود عرسال، وأكد أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي سيشارك من خلال تشكيلات نسور الزوبعة في معارك تحرير جرود القاع ورأس بعلبك إلى جانب الجيشين اللبناني والسوري، ودعا الحكومة اللبنانية إلى التنسيق مع الحكومة السورية من أجل حلّ أزمة النازحين وعودتهم إلى المناطق التي باتت آمنة بفضل الجيش السوري والمقاومة.
وبعد الكلمات، أجاب كلّ من جريج ويمّين على أسئلة الحضور.