الأسباب التي دفعت بايدن للتوضيح وليس الاعتذار
حميدي العبدالله
جملة أسباب دفعت نائب الرئيس الأميركي إلى توضيح تصريحاته بشأن دور حلفاء الو يات المتحدة في دعم الإرهاب:
السبب الأول، الرسالة التي تريد الإدارة الأميركية إرسالها إلى الحلفاء قد وصلت، أيّ أنّ هؤلاء باتوا في دائرة ا تهام وعليهم أن ينضبطوا بالخطة الأميركية بحذافيرها وهامش الخصوصية والتعاون المفتوح مع التنظيمات الإرهابية قد انتهى.
السبب الثاني ليس من مصلحة الو يات المتحدة أن تحرج حلفاءها إلى الحدّ الذي يضعفهم ويتيح فرصة لخصومهم للنيل منهم، لأنّ واشنطن بحاجة إلى هؤلاء الحلفاء للدفاع عن مصالحها ولخوض المعركة إلى جانبها وتوفير الغطاء لها في وجه اتهامات التنظيمات التكفيرية في ما يخصّ تصوير الحرب وكأنها بين الإسلام والمسيحية.
السبب الثالث المضيّ في توجيه ا تهام لهذه الدول قد يدفعها إلى كشف مسؤولية الو يات المتحدة في تقديم الدعم للتنظيمات الإرهابية ومعرفة الو يات المتحدة المسبقة بهذا الدعم، إذ يُعقل أن تقدم هذه الدول كلّ هذا الدعم وتكون المخابرات الأميركية غافلة عنه وتمّ من دون علمها وتشجيعها. هذه الأسباب الثلاثة مجتمعة حتّمت على نائب الرئيس الأميركي ا عتذار من حلفائه، وعلى أية حال يمكن اعتبار ا تصالات التي أجراها بايدن مع حلفائه ترقى إلى مرتبة ا عتذار طالما أنه لم يصدر في بيان عن مكتبه،
في ضوء ما تقدم فإن ا دارة اأميركية سوف تراقب ردود فعل حلفائها لتبني على الشيء مقتضاه، فإذا التزم هؤ ء الحلفاء بما تطلبه واشنطن وانضبطوا بالخطط الموضوعة تكون الرسالة حققت أهدافها، أما إذا استمرّوا بالتواطؤ مع التنظيمات اإرهابية، وهو احتمال ضعيف، عندها تعود الإدارة ا ميركية إلى زيادة ضغوطها أنّ ما جاء على لسان بايدن لم يكن زلة لسان بل هو موقف المسؤولين الأميركيين الثابت فقد سبق رئيس الأركان الأميركي نائب الرئيس بايدن في توجيه ا تهام إلى دولة خليجية كبرى في تقديم الدعم لـ«داعش» والتنظيمات الإرهابية.