معرض دمشق الدولي… انتصار اقتصادي يكلّل انتصار الأسد السياسي
يوسف الصايغ
بدأت سورية تخطو نحو الخروج من الأزمة التي عصفت بها على امتداد ست سنوات ونيّف، وتشكل عودة معرض دمشق الدولي في دورته الـ59، بعد انقطاع دام خمس سنوات كإشارة قوية على بدء عودة النشاط التجاري في سورية إلى سابق عهده قبل سوات الأزمة، ما يعني بأنّ دمشق ومعها باقي مدن سورية وعلى رأسها حلب التي تشكل عاصمة سورية الاقتصادية، بدأت تتعافى من أزمتها وهي مقبلة على مرحلة جديدة من إعادة الإعمار والاستثمارات والإنتاج والتصدير إلى الخارج.
وتعكس المشاركة الدولية الواسعة في معرض دمشق الدولي مدى الاهتمام الدولي بعودة سورية إلى خريطة الدول الاقتصادية، حيث تشارك في المعرض وفود اقتصادية وشركات من عشرات الدول في أوروبا وأميركا وأفريقيا وآسيا على رأسها روسيا والصين وإيران والهند واليابان وأفريقيا الجنوبية وكوريا، إلى جانب مشاركة عدد من الدول العربية، ومن بينها مصر، الإمارات العربية، الأردن، البحرين، والسودان.
وتأتي أهمية المعرض كونه يتزامن مع الحديث عن انطلاق ورشة إعادة إعمار سورية، ما يعني انّ دول العالم غير ملتزمة بالعقوبات الأميركية والحصار الذي تحاول بعض الدول فرضه على سورية كمحاولة للتعويض عن هزيمة مشروعها في إسقاط دمشق ونظامها، والمشاركة الدولية الواسعة في معرض دمشق ما هي إلا أحد أوجه انتصار دمشق الاقتصادي.
لا يمكن النظر إلى الاقتصاد بمعزل عن الواقع السياسي والميداني، وتنظيم معرض دمشق الدولي بعد خمس سنوات من التوقف القسري ما هو إلا ترجمة عملية للانتصارات الميدانية التي أنجزها الجيش السوري وحلفاؤه على كافة جبهات القتال، حيث تمّت استعادة السيطرة على المدن والمناطق الحدودية مع الأردن والعراق واستكمال السيطرة على المنطقة الواقعة بين حدود لبنان وسورية، لا سيما المناطق الجردية، بالتزامن مع إنجاز المصالحات الداخلية وانخفاض التوتر الميداني بعد اتساع رقعة مناطق خفض التوتر.
وبينما لا يزال فريق في لبنان يرفض زيارة عدد من الوزراء الى سورية بذريعة رفض التنسيق مع النظام، منتهجين بذلك سياسة دفن الرؤوس في الرمال ضاربين بعرض الحائط ما يجمع بين بيروت ودمشق، من علاقات طبيعية لا تقتصر على الاقتصاد بل تشمل مختلف المناحي الحياتية، بات واضحاً انّ سورية تكلّل انتصارها السياسي والعسكري اقتصادياً من خلال إقامة معرض دمشق الدولي بدورته التاسعة والخمسين لتنهي مرحلة الأزمة التي مرّت بها، ولعلّ ما أوردته صحيفة «التايمز» البريطانية خير معبّر عن ذلك حيث أشارت الى أنّ «افتتاح المعرض التجاري الدولي الأول منذ خمس سنوات في العاصمة دمشق، ما هو إلا انعكاس للثقة المتزايدة لدى الرئيس بشار الأسد».
في المحصلة لا يمكن النظر إلى معرض دمشق الدولي إلا بوصفه انتصاراً اقتصادياً، يعكس انتصار رؤية الرئيس الأسد في السياسة، والتي تترجم انتصارات ميدانية للجيش ومواصلة تحرير سورية من الإرهاب…