شكري يسلّم رسالة للرئيس الروسي من نظيره المصري
سلم وزير الخارجية سامح شكري، أمس، خلال لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف، رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وبحسب بيان صادر عن الخارجية المصرية، فقد التقى شكري أمس، في مستهل جولته الأوروبية في موسكو مع لافروف، حيث أجرى الطرفان مباحثات موسعة.
وجاءت رسالة السيسي لبوتين «للتأكيد على اعتزاز مصر بخصوصية العلاقات الوثيقة التي تجمع بين البلدين، وتطلعها إلى الاستمرار في الارتقاء بها وتطويرها إلى آفاق أرحب»، بحسب نص البيان.
وأعرب شكري خلال المحادثات عن تقديره لمستوى الشراكة والحوار الاستراتيجي القائم بين مصر وروسيا، وفق صيغة 2+2 عبر وزيري الدفاع والخارجية في كلا البلدين، «خاصة أن مصر تعد من بين ست دول فقط على مستوى العالم التي ترتبط بحوار استراتيجي مع روسيا وفقاً لهذه الصيغة، الأمر الذي يعكس التنامي الملحوظ في العلاقات الثنائية والتقارب المتزايد بين البلدين على المستويات السياسية والاستراتيجية كافة»، بحسب البيان.
وتناول لقاء شكري ولافروف بشكل مستفيض، مختلف القضايا والتطورات الإقليمية في المنطقة، وسبل تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب في شقيه الأمني والفكري، فضلاً عن التنسيق داخل مجلس الأمن ومختلف المحافل الدولية، وفقا للبيان.
وأكد الطرفان خلال اللقاء على «محورية الدور المصري في استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، وإنهاء حالة الانقسام وترسيخ المصالحة الوطنية بين الفرقاء الليبيين، والجهود التي تبذلها اللجنة المصرية المعنية بليبيا تحت رئاسة رئيس الأركان المصري الفريق محمود حجازي في هذا الشأن»، بحسب البيان.
كما أكد الوزيران «أهمية الاستمرار في التواصل والتنسيق لدفع جهود الحل السلمي من خلال اتفاق الصخيرات، والتنسيق سوياً مع الشركاء الدوليين من أجل إعادة بناء وتعزيز المؤسسات الوطنية للدولة الليبية، فضلاً عن مكافحة جماعات التطرّف والإرهاب».
وبحث شكري ولافروف التطورات الراهنة على صعيد الأزمة في سورية، وأهمية استمرار التعاون والتنسيق المصري الروسي في هذا الملف، والذي أثمر مؤخراً عن التوصل إلى اتفاق للهدنة في كل من حمص والغوطة الشرقية، بحسب البيان.
وأكد شكري على «ضرورة العمل بالتنسيق مع الشركاء الدوليين من أجل تثبيت اتفاقات خفض التوتر والعنف والعمل على توسيعها لتشمل الأراضي السورية كافة، فضلاً عن ضرورة استئناف المفاوضات السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف من أجل التوصل إلى الحل السلمي المنشود، وبما يحافظ على مستقبل سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها»، كما ذكر البيان.
واستعرض شكري تقييم مصر للأوضاع السياسية والأمنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونتائج اجتماع وزراء خارجية مصر والأردن وفلسطين في القاهرة مؤخراً، وتقييم الموقف الدولي تجاه سبل دفع عملية السلام وفرص استئناف المفاوضات الفلسطينية «الإسرائيلية».
وأكد شكري في هذا الإطار أهمية الحفاظ على حل الدولتين باعتباره يعكس التوافق الدولي القائم لحل القضية الفلسطينية والتسوية النهائية للنزاع.
وتناول أيضاً خلال اللقاء ترشيح الوزيرة مشيرة خطاب لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، خلال الانتخابات المقررة في تشرين الأول 2017، معرباً عن تطلع مصر لتأييد روسيا لهذا الترشح، ومستعرضاً المسيرة السياسية والدبلوماسية الحافلة للمرشحة المصرية وأدائها الرفيع خلال جلسات الاستماع التي عقدت في المجلس التنفيذي للمنظمة في نيسان الماضي، بما يعكس إمكانياتها الرفيعة وقدرتها على إحداث نقلة نوعية في أداء المنظمة.
وأضاف الدبلوماسي المصري أن «إرث مصر الحضاري والتاريخي يعطي لهذا الترشح بعداً هاماً وقيمة إضافية»، منوهاً إلى الدعم الإفريقي لهذا الترشح، وإلى أهمية العمل على احترام مبدأ التناوب الجغرافي في اختيار مدير عام المنظمة، والذي يقضي بتولي شخصية عربية لهذا المنصب هذه المرة، بحسب البيان.
كما تناول اللقاء سبل دعم مجالات التعاون المختلفة بين البلدين على الصعيدين السياسي والاقتصادي، حيث أشار شكري إلى أن «مصر تنطلق إلى مرحلة جديدة من أجل تلبية تطلعات شعبها بعد أن استعادت استقرارها وعافيتها، وأن دعم الأصدقاء خلال هذه المرحلة الهامة سيكون له مردوده الإيجابي على مسار التنمية والتقدم في مصر».