الماء مؤشر البحث عن حياة خارج الأرض
بعد 22 عاماً على اكتشاف أول كوكب خارج المجموعة الشمسية، يحاول العلماء المقتنعون بأن الكون يضمّ المليارات من الكواكب الصخرية، فهم مناخ ما يرصدونه من هذه الأجرام لمعرفة ما إن كانت تضمّ أشكالاً من الحياة.
وقال فرنسوا فورجيه المتخصّص في علوم مناخ الكواكب في المهرجان السابع والعشرين لعلوم الفضاء في فلورانس في فرنسا «ربّما كل النجوم في الكون تحيط بها كواكب صخرية، مثلما تدور الأرض حول الشمس. وهذا الأمر يطرح سؤالاً: ما هي الحياة؟ ويُعيدنا إلى المناخ المناسب للحياة كما نعرفها، أي وجود الماء، وبالتالي فالأمر يتعلّق بالمناخ».
ويرى العلماء أن السؤال الواجب البحث عن إجابته هو كيف يمكن أن يوجد الماء على سطح كوكب ما.
وأضاف فورجيه المشرف على الأبحاث العلمية في وكالة الفضاء الفرنسية «الماء موجود في كل مكان، لكنه غالباً ما يكون جليداً أو غازاً، أما الماء السائل فهو يحتاج إلى مناخ ملائم».
يأخذ العلماء كوكب الأرض كمثال، ويستخدمون نماذج معلوماتية متطوّرة للمناخ في بحثهم عن إمكانية وجود جرم ملائم للحياة في الكون.
ويقول فورجيه «نعتمد حصراً على معادلات كونية يمكن أن تحيط بكل التفاصيل لما يجري على الأرض».
وفي محاولة لتخيّل ما قد يكون عليه الحال في أجرام بعيدة سنوات ضوئية عن الأرض، أجرى فريق من الباحثين بإشراف فورجيه محاكاة رقمية للغلافات الجوية لكواكب الزهرة والأرض والمريخ، وتيتان قمر زحل وتريتون قمر نبتون، والكوكب القزم بلوتو.
وقال فورجيه «ما لاحظناه هو أن المعادلات التي وضعت على أساس مناخ الأرض تصلح في الزهرة والمريخ والقمر تيتان. نستطيع فهم كل شيء على كوكب المريخ» بفضل هذه المعادلات.
وتبيّن أن هذه المعادلات تعطي صورة دقيقة بحيث إن العلماء يعتمدون عليها لتحديد حال الطقس على كوكب المريخ في منطقة ما في الوقت الذي يهبط فيه هناك مسبار.
وإذا كانت هذه المعادلات قد أثبتت جدواها في كواكب المجموعة الشمسية، فإن العلماء يأملون في أن يكون الحال كذلك أيضاً مع الكواكب المكتشفة خارج المجموعة الشمسية.
وعلى ذلك، فهم يدرسون كواكب جديدة قد تكون مناسبة للحياة تدور حول النجم «بروكسيما سنتوري» أقرب النجوم إلينا، والكواكب السبعة التي تدور حول النجم «ترابيست 1».
وكالات