الحوثي يدعو اللجان الشعبية للتهدئة ويطالب صالح بالاعتذار
أصدر رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي بياناً يدعو فيه إلى «التهدئة ونبذ الصراعات الداخلية، وتوحيد الجهود لمواجهة العدوان السعودي».
وأكد البيان أنّ «اللجان الشعبية ستبقى الصخرة التي تتفتت عليها المؤامرات التي تستهدف اليمن»، داعياً اللجان الشعبية إلى أن «تترفّع عن الأخذ بحقها، وهي مَن ضمّدت جراحها في جبهات القتال والعزة والشرف وقدمت قوافل من الشهداء الكرماء لأجل الوطن ولينعم أبناء الشعب بخيراته ومقدراته».
وحذر الحوثي من انزلاق البلاد في ظل هذه الظروف إلى أتون صراعات داخلية قائلاً «لدينا من الجبهات ما يجب أن ننشغل به ضد العدوان».
ووعد رئيس اللجنة الثورية العليا الشعب اليمني «بالعمل مع رئيس المجلس السياسي الأعلى وفق توجيهات قائد الثورة للحفاظ على الوطن، وتغليب مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، والتغاضي عن أي حق».
كما دعا البيان ما وصفهم بالأخوة العقلاء في المؤتمر الشعبي العام إلى القيام «بواجبهم في توجيه الخطاب توجيهاً سليماً، وعدم الانزلاق في الإساءة لشرفاء البلد وأحراره، مكوّنات وأفراداً ولجاناً شعبية»، بالإضافة «للاعتذار عما بدر منهم بحق هؤلاء الأبطال».
ويأتي بيان الحوثي بعد بيان أصدرته اللجان الشعبية هاجمت فيه الرئيس اليمني السابق ورئيس حزب المؤتمر الشعبي علي عبد الله صالح للجان الشعبية لوصفه إياها بالميليشيا. وقالت إن تصريحاته تمثّل «طعنة في الظهر وهو الغدر بعينه»، مضيفة أنّ «في قول صالح تجاوزاً لخط أحمر ما كان له أن يقع فيما وقع إلا متربّصاً شراً متنكّراً لنهر من الدماء المقدّسة».
وأكدت اللجان الشعبية في بيانها أن «على صالح أن يتحمل ما قال، والبادئ أظلم»، مؤكدة أن «كرامة الشهداء والجرحى تأبى السكوت على ضيم أو النوم على حيف».
كما عاهدت اللجان الشعبية الشعب اليمني «بالعودة من مواقع القتال بالنصر مكللاً بالعزة والكرامة والسيادة»، مشيرة إلى أن «ليس لتحالف العدوان والمنافقين في الداخل والخارج إلا الهزيمة النكراء».
من جهته، دان الناطق باسم حركة «أنصار الله» محمد عبد السلام المجزرة، وقال: «إن مجزرة التحالف في أرحب تؤكد المؤامرة التي نتعرض لها».
وأضاف عبد السلام أن هناك من «يسعى إلى تفريقنا وأبلغنا جميع الأفرقاء بأننا جميعاً مستهدفون»، وأن هذا الاستهداف يحصل «لأننا أسقطنا مشروعهم التآمري».
القيادي في «أنصار الله» دعا إلى أن تتحرك الساحات نحو التعبئة لوقف العدوان، وقال «نحن على أبواب النصر».
وكانت قد ذكرت مصادر يمنية في وقت سابق عن «سقوط 46 شهيداً و14 جريحاً إثر غارة جوية للتحالف السعودي استهدفت استراحة نوم في منطقة بيت العذري بمديرية أرحب شمالي العاصمة اليمنية».
وما تزال عملية انتشال ضحايا قصف التحالف السعودي من تحت الأنقاض مستمرّة.
وبحسب المصادر، فقد «استشهد شخصان وجرح آخرون بغارات للتحالف السعودي استهدفت نقاطاً أمنية عند المدخل الجنوبي لصنعاء».
وشهدت العاصمة اليمنية غارات وتحليق مكثفين لطائرات التحالف السعودي، حيث هزّت انفجارات عنيفة أرجاء صنعاء خلال ساعات الليل وفجر أمس، خاصة في جنوب وشمال وشمال غرب العاصمة.
كما استهدفت الغارات مقرّ الفرقة الأولى مدرّع سابقاً ومعسكر الصيانة ومعسكر ريمة حميد ومنطقة خشم البكرة وتبة الأمن السياسي.
على صعيد ميداني، أفاد مصدر عسكري يمني بـ «مقتل وجرح عدد من قوات هادي باستهداف القوة الصاروخية للجيش واللجان تحصينات ومخازن في فرضة نهم عند الأطراف الشمالية الشرقية للعاصمة صنعاء».
وفي محافظة شبوة شرق اليمن، أفادت مصادر بـ «قيام الجيش واللجان بشنّ هجوم نوعي على مواقع قوات هادي بعد تمشيطها بالمدفعية والأسلحة الرشاشة في التلة الرملية بمديرية عسيلان غرب المحافظة ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم».
أما في محافظة البيضاء فيواصل الجيش واللجان الشعبية لليوم الثاني على التوالي التصدّي لزحوفات تنظيم القاعدة وقوات هادي في مديرية ذي ناعِم جنوبي المحافظة، حيث أكد مصدر عسكري للميادين مقتل وجرح العديد منهم خلال محاولة تقدّمهم باتجاه الجيش واللجان في المديرية المحاذية لمحافظة لحج وسط اليمن.
وفي ما وراء الحدود اليمنية، قصف الجيش اليمني واللجان موقع صلة السعودي ما أدّى إلى تدمير آلية عسكرية لهم وقطع الكهرباء عن الموقع.
يأتي ذلك بعد ساعات من مقتل وجرح عدد من الجنود السعوديين، بالإضافة إلى اغتنام عتاد عسكري لهم إثر هجوم الجيش واللجان على موقع غرب الشُرفة بنجران السعودية.