«داعش» يهدّد بذبح العسكريين المخطوفين والأهالي يتوعدون الحكومة: سنريكم وجهنا الآخر
قبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء أمس، واصل خاطفو العسكريين ضغوطهم على أهاليهم الذين سرعان ما تحركوا وتوعّدوا الحكومة بالتصعيد في حال لم تقبل بالمقايضة. فيما تابع الوزراء والنواب تهدئة روعهم مؤكدين أنّ الحكومة جادة في المفاوضات من دون مراوغة.
فمنذ الصباح الباكر انهالت على أهالي العسكريين المحتجزين لدى «داعش» الاتصالات من أبنائهم، تحثهم على تكثيف الضغوط على الحكومة لتزخيم مفاوضاتها والقبول بمبدأ المقايضة، وإلا فسيكون مصيرهم الذبح.
وعلى الفور استنفر الأهالي، وانضموا من القلمون وضهر البيدر وفنيدق، إلى الاعتصام المركزي في ساحة رياض الصلح، حيث أعلنوا أنهم ينتظرون قرارات جدية وقبولاً صريحاً من الحكومة في جلستها عصر أمس، بمبدأ المقايضة، وإلا فالتصعيد آتٍ.
وبعد لقائه الأهالي في رياض الصلح، أكد وزير الصحة وائل أبو فاعور أنّ «الأهالي لا يريدون تعطيل أي من المؤسسات، ولا يستهدفون أياً من المصالح التجارية أو أياً من أصحاب المحلات الموجودة في المنطقة، وأنهم أيضاً لا يستهدفون شرّاً السراي الحكومية أو المجلس النيابي، بل هدفهم أن تكون الصرخة مسموعة من المكان الذي فيه حركة سياسية».
وتوجه أبو فاعور برسالة إلى الخاطفين قال فيها: «أولاً، لا تحملوا الأهالي وزراً لا يستطيعون احتماله، فالضغط على الأهالي والتهديد بذبح أبنائهم لا يجدي نفعاً لأنّ الأهالي وأبناءهم ليسوا من يملكون القرار. ثانياً، الدولة اللبنانية جادة وجدية في مسألة المفاوضات، لكن هناك حلقة مفقودة في التفاوض يجري علاجها، فالدولة جدية وجادة وتريد أن تصل الى نتيجة في هذا الملف».
وأعلن أبو فاعور «أنه حتى اللحظة لم يتم إنجاز الكثير، كانت هناك مقدمات إيجابية يجري العمل عليها وتوقفت. نأمل في استعادة هذا الجو الإيجابي والدخول فعلياً في مفاوضات واضحة»، معتبراً «أنه لن يكون هناك سبيل إلا المقايضة لإيجاد علاج لهذا الأمر». وإذ شدّد أبو فاعورعلى «أنّ الدولة اللبنانية لا تريد أن تراوغ، بل تريد خط اتصال جدياً ومفاوضات جدية»، أكد «أنّ ذبح العسكريين المخطوفين سيؤدي إلى تدمير المفاوضات والمساعي لحلحلة الملف».
وتفقد عضو كتلة الكتائب النائب ايلي ماروني، بدوره، الأهالي واستمع إلى مطالبهم. كذلك فعل عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب آلان عون، الذي قال من ساحة رياض الصلح: «أولويتنا كتكتل التغيير والإصلاح من دون استثناء وبعيداً من السياسة عودة أبنائنا سالمين»، مطالباً «بتوضيح صورة عملية التفاوض في شكل نهائي وعرضها على الحكومة. وعلى كل الكتل السياسية الموجودة في الحكومة وفي مجلس النواب أن تتحمل مسؤولياتها لإنهاء هذا الملف». وأضاف: «في انتظار أن تتوضح عملية التفاوض، تتحدّد على أساسها المواقف، وكل كلام آخر، يسمع أو يحكى بأنّ هناك من هو مع ومن هو ضدّ، ليس صحيحاً».
وتفقد الأهالي أيضاً الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر. و التقى الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير وفداً من الأهالي في مكتبه في السراي الحكومية، لأكثر من ساعة، وأطلعهم على آخر الاتصالات الجارية في خصوص قضية أبنائهم، وأبلغهم تعاطف رئيس الحكومة تمام سلام ومجلس الوزراء معهم. ووصف خير أجواء الاجتماع بـ«الإيجابية».
مهل «داعش» للأهالي
وكان محمد يوسف والد الجندي حسين يوسف، أعلن أنه تلقى اتصالاً من الخاطفين دعوه فيه إلى تحريك المفاوضات وإلا فسيتم ذبح ابنه خلال 48 ساعة، وقال: «نحن أخذنا وعداً من النواب الذين زارونا، بأنهم سيطالبون في جلسة مجلس الوزراء اليوم أمس بتحرير أبنائنا، وسيضغطون لتحقيق المقايضة»، ودعا الحكومة إلى «الاستفادة من الوقت وعدم إضاعته، وإلا فسنلجأ إلى التصعيد».
أما نظام مغيط شقيق العسكري ابراهيم مغيط، فأشار إلى أنّ أخاه تحدث إليه بخوف شديد أمس، وأمهلته «داعش» 48 ساعة للضغط على الحكومة لتقبل بالمقايضة وإلا ستتم تصفيته، مضيفاً: «إذا لم توافق الحكومة اليوم على المقايضة، سنصعّد وسيرون وجهنا الآخر ولن نعود سلميين أبداً».
وكشف أحمد زكريا قريب أحد المخطوفين، أنّ أهالي العسكريين تلقوا اتصالاً من تنظيم «داعش» أمهلهم فيه ثلاثة أيام لحل مشكلة التفاوض وإلا فسيتم ذبح العسكريين، مشيراً إلى أنّ الأهالي يحمّلون رئيس الحكومة تمام سلام مسؤولية الدم في حال نفذ التهديد.
أما العسكريون المحتجزون من أبناء فنيدق، فقد أمهل أهلهم 24 ساعة قبل قتل أبنائهم، ما دفع ببعض منهم إلى التوجه إلى عرسال أمس، بدلاً من الحضور إلى رياض الصلح، فيما أُمهلت عائلات 9 عسكريين آخرين 36 ساعة لقبول الحكومة بالمقايضة.
وترافق اعتصام الأهالي مع إجراءات أمنية مشددة وإقفال تام للطرق في محيط مجلس النواب والسراي الحكومية، باستنثاء منفذ واحد لجهة الجامع العمري.
ومساء قطع أهالي العسكريين المخطوفين الأوتوستراد الدولي عند نقطة القلمون في الاتجاهين، وتمّ تحويل السير إلى الطريق البحرية القديمة.