نتنياهو يعود خائباً من لقاء بوتين وكوهين فشل مع ترامب… «إسرائيل» مع خطوطها الحمر السيد نصرالله اليوم: من معارك الجرود والقلمون… إلى أوضاع المنطقة والقلق «الإسرائيلي»
كتب المحرّر السياسي
تكشف موسكو المزيد من التفاؤل بقرب ضمّ إدلب لمناطق التهدئة مع اللقاءات العسكرية التركية الروسية، وتكشف «إسرائيل» عن المزيد من القلق بعد اللقاءات «الإسرائيلية» الأميركية و«الإسرائيلية» الروسية، وتبشّر طهران بالمزيد من التطبيع للعلاقات مع الدول الفاعلة في حرب إسقاط سورية التي باعدت بينها وبين هذه الدول. فبعد التعاون التركي الإيراني تحت عنوان مواجهة عدوى خطر الانفصال الكردي، تبادل للبعثات الدبلوماسية الاستكشافية بعد عيد الأضحى لتفقد السفارات والقنصليات، تمهيداً لإعادة فتحها، بينما بيروت تستقبل وزير الدولة السعودي ثامر السبهان ومساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري في زيارتين منفصلتين بروتوكوليتين، لم يتضح للبنانيين وجود موضوع محدّد لهما.
لبنان المعني بكلّ هذه التطورات والواقف على خطوط تماسها، منخرط بقوة وراء جيشه في حرب تحرير الجرود ويتابع عن كثب منجزات الجيش السوري والمقاومة في حرب القلمون، وقد بدا أنّ الأمر لن يُحسَم بساعات وأنّ الذين يخوضون المعركة من طرفي الجبهة ويحكمون الخناق على رقاب مسلحي داعش لا يضعون في حسابهم الوقت اللازم لإنهاء المعركة، تحت ضغط الحاجة لنصر سريع، كما سبق وقال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فهذا الضغط يزيد الأكلاف، ويجب أن يترك للقيادات المعنية في ميادين القتال التصرّف بما تتطلبه ضرورات المعركة، وتفاصيل وسياقات المعركة وآفاقها ومندرجاتها ضمن التطورات العامة في المنطقة من لبنان إلى سورية والعراق واليمن، وخصوصاً القلق «الإسرائيلي» أمام متغيّرات المنطقة ستكون اليوم موضوع إطلالة مسائية للسيد نصرالله.
القلق «الإسرائيلي» بعد خيبات اللقاءات التي أجراها بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال في موسكو وتوّجها بلقاء الرئيس فلاديمير بوتين ومعه رئيس الموساد يوسي كوهين العائد من واشنطن، والمتداول في الإعلام «الإسرائيلي» مجمع فيه على عدم تلقي «إسرائيل» ما يطمئن مخاوفها من تعاظم قوة حزب الله وعلاقته بسورية، وحاصل مشاركته في حرب الدفاع عنها، وحاصل اقتراب سورية من قيامتها وتعافيها بثوابتها ورئيسها وجيشها وخيارها المقاوم، فلا واشنطن المهتمة بـ«إسرائيل» ومخاوفها قادرة على جعل أولويتها في سورية هواجس «إسرائيل»، بعدما بلغت رهاناتها الطريق المسدود ووجدت نفسها، كما في سابقة التوقيع على التفاهم النووي مضطرة لسلوك الخيار المرّ الذي تتضمّنه تسويات لا تضمن مكاسب، لكنها تحدّ من الخسائر، ويصير سقف ما يسمعه «الإسرائيليون» هو النصيحة بالذهاب إلى موسكو فقد يكون لديها ما يفيد، وفي موسكو ليس من سبب يجعل روسيا تعرّض علاقاتها بإيران وسورية وحزب الله للاهتزاز كرمى لعيون «إسرائيل»، بل النصح بالتأقلم مع المتغيّرات من جهة، وبتسريع الخروج من الملعب السوري، من جهة أخرى، باعتبار الدولة السورية القوية الخيار الأمثل قانونياً لضمان الأمن عبر الحدود.
الانتصارات على داعش والنصرة، والقلق «الإسرائيلي»، وتبدّل الموازين الإقليمية، مكوّنات المشهد الذي سينتظر المراقبون قراءة السيد نصرالله لتفاصيله، من موقعه كقائد للمقاومات العربية، بعدما صارت مساحة قوى المقاومة الممتدّة من لبنان إلى فلسطين وسورية والعراق واليمن، تتعامل معه كقائد لهذه المقاومة الشعبية الشريك لحكومات محور المقاومة في رسم مشهد المنطقة الجديد.
نصرالله يطل مساء اليوم
في ربع الساعة الأخير قبل نهاية معركة تحرير الحدود اللبنانية السورية في القاع ورأس بعلبك والقلمون الغربي من احتلال تنظيم «داعش» الذي استمر أربع سنوات، ومع الإنجازات الميدانية السريعة للجيش اللبناني من الجانب اللبناني وللجيش السوري والمقاومة من الجهة السورية، يُطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء اليوم.
مصادر مطلعة وضعت إطلالة السيد نصرالله في السياق التتابعي لإطلالات الأمين العام ربطاً بإدارة معركة الجرود، وأشارت لـ «البناء» الى أن «هذا الحضور التتابعي المؤثر للسيد نصرالله هدفه الاستمرار في وضع المعركة ونتائجها في السياق الذي يفترض أن تكون فيه. وكما أطل في اللحظات الأخيرة للحرب مع جبهة النصرة في جرود عرسال، يُطل اليوم في الأيام الأخيرة للمعركة مع داعش والساعات الأخيرة ما قبل نضوج نهايتها بالمعنى العسكري أو قبل أيّ تطور قد يترتب على نهاية غير عسكرية، مع العلم بأن تاريخ داعش الثقافي والفكري والعسكري وعبر امتداد ساحات القتال في العراق أو سورية لم يشهد أن خرج من معركة بطريقة انسحابية استسلامية وتفاوضية»، لكن بارقة الأمل بحسب مصادر وقد تكون ضئيلة، «مرتبطة بموقف الجزء الأكبر من المبايعين لداعش والذين هم من القصير وريف حمص الغربي والقلمون وريف دمشق الغربي ما قد يفتح الباب أمام أفق تفاوضي لم تتضح معالمه حتى الساعة».
ويتطرق السيد نصرالله الى «المشهد السياسي المحلي المرافق للمعركة ودور الجيش فيها والتلاحم الميداني بين الجيش والمقاومة من جهة وبين المقاومة والجيشين اللبناني والسوري من جهة ثانية، لقطع دابر أي فتنة أو تفرقة بين الجيش والمقاومة، كما يُجري السيد نصرالله مقاربة مختصرة للمستجدات في المنطقة لا سيما في سورية والعراق مع تقدّم الجيشين السوري والعراقي والحلفاء على جبهات عدة لتحريرها من الإرهاب»، كما سيؤكد أن «ما نشهده في ساحات القتال من انهيارات للإرهابيين يؤكد أن نهاية تنظيم «داعش» الذي راهن عليه الغرب وبعض الدول العربية والإقليمية لرسم خريطة جديدة للمنطقة، باتت وشيكة جداً».
معارك الجرود في يومها الخامس
وفي تطورات الميدان، يواصل الجيش اللبناني من جهة، والمقاومة والجيش العربي السوري من جهة ثانية، المعركة ضد تنظيم «داعش».
وأعلنت قيادة الجيش في بيان، أن وحدات الجيش باشرت «اعتباراً من فجر اليوم، تنفيذ عملية إعادة تمركز وانتشار في كامل البقعة التي حررتها من تنظيم «داعش» الإرهابي خلال الأيام الماضية، وتواصل استعداداتها الميدانية تمهيداً للقيام بالمرحلة الرابعة من عملية «فجر الجرود»، فيما تقوم الفرق المختصة في فوج الهندسة باستحداث طرقات جديدة وأعمال تفتيش بحثاً عن الألغام والعبوات والأفخاخ لمعالجتها فوراً». وأشارت القيادة إلى «عدم وجود أي وقف لإطلاق النار ضد المجموعات الإرهابية حتى دحرها بصورة نهائية».
وحول قضية العسكريين المخطوفين لدى داعش أوضح مصدر عسكري لـ «البناء»، «أن انطلاق عمليات الجيش اللبناني ـ فجر الجرود ـ حدّدت مسار التفاوض بشأن العسكريين»، لافتاً، أن اعتقال بعض رموز داعش وما أفصحوه بشأن العسكريين كانت «مراوغة» بهدف التضليل وتشتيت عمل الجيش في الميدان»، وأشارت إلى «إصرار قيادة الجيش على ربط أي عملية تفاوض بمعلومات عن العسكريين المخطوفين». غير أن مصادر متابعة أوضحت لـ «البناء»، «أن ما تبقى في الحلقة الضيقة من رموز داعش يملكون كامل المعلومات والتفاصيل بشأن العسكريين».
ونعت قيادة الجيش الرقيب أول وليد محمود فريج الذي استشهد صباح اليوم أمس متأثراً بجروح كان قد أصيب بها في جرود رأس بعلبك، خلال قيامه بتفكيك لغم أرضي.
وفي خامس أيام معركة «وإنْ عُدتم عُدنا»، سيطر الجيش السوري ومجاهدو المقاومة على «مرتفع قرنة شعبة البحصة»، في جرود الجراجير، في المحور الجنوبي وعلى «قبع إسماعيل»، و «شعبة حرفوش» في جرود البريج، في المحور الشرقي، إثر الاشتباكات الدائرة ضد التنظيم الارهابي.
وأكد مصدر ميداني لـ «البناء»، «أن عناصر المقاومة يقومون بتثبيت مواقعهم في تلال البحصات في جرود قارة، فيما بدأ مسلحو داعش بإجراء اتصالات مع قيادة المقاومة لتسليم أنفسهم غداً حيث يُقدّر عددهم بـ 90 مسلحاً».
وفي إطار متابعة العملية العسكرية للجيش، زار رئيس الحكومة سعد الحريري وقائد الجيش العماد جوزيف عون على متن طوافة عسكرية فوج الحدود البري في ثكنة رأس بعلبك، ومنها انتقلا لتفقد خطوط الجبهة العسكرية الأمامية في الجرود وزارا منطقة الكاف، وهي أعلى التلال الاستراتيجية التي كان يتحصّن بها «داعش» قبل دحره منها.
وأشار الحريري الى أننا «سننتهي من الإرهاب في وقت قريب والحكومة ستقوم بواجباتها كلها تجاه أهل عرسال ليعودوا جميعاً إلى بيوتهم»، كما أعلن أن :الجيش سينتشر في كل الجرود».
ونوّه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بعد محادثات أجراها مع نظيره اللبناني يعقوب الصراف في موسكو، بالإنجازات التي حققتها القوات المسلحة اللبنانية في محاربة «جبهة النصرة» و«داعش». وشدّد على «وجوب العمل لإيقاف تحركات هذين التنظيمين من دولة الى أخرى وعلى ضرورة تركيز الجهود وتعزيز التعاون من اجل مكافحة الارهاب».
وأكد الصراف أن قضية العسكريين المخطوفين لدى «داعش» تشكل أولوية لدى الدولة اللبنانية وقيادة الجيش، وطالب بتكثيف الجهد والمساعدة في كشف مصيرهم ومصير المطرانين المخطوفين والمصور سمير كساب.
وأكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن «مرحلة ما بعد تحرير هذه المناطق ستكون لإنمائها وإزالة الرواسب التي خلفتها الأوضاع الشاذة التي سادت خلال الأعوام الماضية»، مشدداً على أنه «تمّ تخصيص اعتمادات مالية لتحقيق عدد من المشاريع العاجلة قيمتها 30 مليون دولار أميركي».
ويرأس الرئيس عون اليوم، جلسة مجلس الوزراء في المقرّ الرئاسي الصيفي في قصر بيت الدين الذي ينتقل اليه صباح اليوم ويعقد لقاءات واجتماعات قبل الجلسة وبعدها.
السبهان إلى لبنان اليوم
وفي ظل أجواء الانتصار على الإرهاب التي يعيشها لبنان، وفيما كان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين جابر الأنصاري يُنهي جولة لقاءاته الواسعة على كبار المسؤولين اللبنانيين، تردّدت معلومات غير رسمية عن زيارة لوزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان إلى لبنان اليوم.
ووضعت مصادر مطلعة زيارة السبهان في خانة محاولة السعودية «التأكيد بأنها لازالت تحافظ على الحضور نفسه في الساحة اللبنانية ولديها علاقات ومصالح مع الجميع».
عقبات أمام انتشار القوة المشتركة في الطيري
على ضفة أمنية أخرى، ساد الهدوء الحذر أحياء مخيم عين الحلوة نهار أمس، بعد اشتباكات عنيفة استمرت حتى ساعات الصباح الاولى خلفت خسائر مادية كبيرة، وتوصلت الفصائل الفلسطينية بعد اجتماعها الى اتفاق لوقف إطلاق النار وانتشار القوة الأمنية المشتركة في حي الطيري، غير أن قائد القوة العقيد بسام السعد أعلن مساء أمس، أن القوة لم تنتشر في حي الطيري بسبب عقبات اصطدمت بها على الأرض من بعض القوى، لافتاً إلى «أن القوة المشتركة هي شراكة من جميع القوى وعلى الجميع التعاون لإنجاح مهامها بأن تأخذ صلاحياتها كاملة لحفظ الأمن داخل المخيم».
وقبل منتصف الليل، أفادت معلومات عن انسحاب القوة المشتركة من حي الطيري وعودة التوتر الى مناطق الاشتباكات في الشارع الفوقاني وحي الطيري وسط اتصالات فلسطينية كثيفة لاحتواء الموقف ومنع تدهوره.
وعلمت «البناء» أن «الاجهزة الامنية اللبنانية المعنية وبعد توسُّع إطلاق النار لتطال الأحياء المجاورة للمخيم في صيدا، وجهت رسالة حازمة للفصائل الفلسطينية بضرورة وقف إطلاق النار وتوقيف مطلقي النار وإلا سيتدخل الجيش لمنع ذلك، وبعدها عقدت سلسلة اجتماعات ضمّت جميع الفصائل وتمّ الاتفاق على وقف إطلاق النار».
وعلمت «البناء» أيضاً أن «العرموشي أصرّ حتى صباح أمس على متابعة المعركة مع مجموعتي بلال بدر وبلال العرقوب في محاولة لتضييق الخناق عليهم واشترط انتشار حركة أنصار الله بداية في حي الطيري ثم تنتشر القوة الأمنية المشتركة قبل وقف اطلاق النار، لكن الحركة رفضت ذلك، معتبرة أن ما يطلبه العرموشي هو المطلب الأساسي لمجموعتي بدر والعرقوب».
وقالت مصادر أمنية مطلعة في المخيم لـ «البناء» إن «اجتماع الفصائل توصل الى اتفاق وقف النار وانتشار القوى الأمنية المشتركة في كامل أحياء حي الطيري وعلى أطرافه، لكن هناك بعض العقبات يجري العمل على تذليلها، والمفاوضات مستمرة بين قيادة فتح من جهة ومجموعتي بدر والعرقوب من جهة ثانية عبر جمال حمد وأسامة الشهابي من الشباب المسلم».
وأوضحت المصادر أن «مجموعات البلالين وضعت الشروط في البداية، لكن الضغوط التي مورست عليها من جميع الأطراف أدّت الى فرض انتشار القوى المشتركة»، ولفتت الى أن «هناك استحالة في تطبيق شروط هذه المجموعات لا سيما لجهة منع عناصر فتح من الانتشار ضمن القوة المشتركة في الطيري لا سيما وأن رئيس القوة المشتركة هو من فتح».
واستبعدت المصادر امتداد رقعة المواجهات الى خارج المخيم واستهدافات تطال الجيش اللبناني ومدينة صيدا، واضعة كلام الإرهابي شادي المولوي في خانة التهديد، مشيرة الى أن «لا قدرة ميدانية لديه على فعل ذلك، في ظل حصار المتطرفين في بعض أحياء المخيم ولو استطاع ذلك لفعل منذ بداية الأحداث».
وقد عقدت القيادة السياسية للفصائل والقوى الفلسطينية لمنطقة صيدا اجتماعاً في مقرّ القوة المشتركة داخل المخيم، خلص الى تشكيل لجنتين ميدانيتين، توجهت الاولى الى مسجد الشهداء في الصفصاف للاتصال بمجموعتي بدر والعرقوب لوقف إطلاق النار، فيما توجهت الثانية الى مقر الصاعقة عند مفرق سوق الخضار للتواصل مع قائد الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا العميد أشرف العرموشي والاتفاق معه على تحديد موعد لإعلان وقف اطلاق النار.
لقاء الحريري – جنبلاط
سياسياً، وبعد العلاقة المتدهورة التي سادت خلال الأشهر القليلة الماضية بين الرئيس سعد الحريري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، زار الأخير مساء أمس، الحريري في بيت الوسط يرافقه نجله تيمور والنائب وائل أبو فاعور بحضور الوزير غطاس خوري.
وقال جنبلاط إثر اللقاء: «لا غرابة في أن أكون في بيت الوسط، كان هناك بعض الخلافات مع الحريري واللقاء اليوم تناول بعض المواضيع، وفي السياسة ثمّة وجهات نظر متفاوتة».