فنزويلا: تبدأ مناورات «السيادة البوليفارية» لمواجهة تهديدات ترامب
واصل الجيش الفنزويلي، أمس، مناوراته العسكرية الضخمة، التي تشمل عمليات إنزال دبابات على الشاطئ وانتشار قناصة ببزات مموّهة، رداً على تهديد الرئيس الأميركي بـ «التدخل عسكرياً».
ونشر الجيش الفنزويلي طائرات حربية ودبابات ونحو مئتي ألف جندي و700 ألف من جنود الاحتياط، والمدنيين المسلحين مع بدء المناورات التي أطلق عليها اسم «السيادة البوليفارية 2017».
وقال وزير الدفاع الفنزويليّ فلاديمير بادرينو لوبيز في كلمة ألقاها خلال انطلاق المناورات «إنّ الغرض من هذه التدريبات التأكيد للعالم برمّته أنّ بلادنا فيها القوات البوليفارية الوطنية المسلحة وأفراد الشعب».
وكان الرئيس نيكولاس مادورو ووزير الدفاع أعلنا أول أمس بدء مناورات عسكرية متكاملة تجري بمشاركة نحو مليون شخص غالبيتهم مدنيّون. وكتب مادورو على موقع تويتر: «الشعب والجيش يدافعان عن الأرض والسيادة».
وقال إعلان بثّ على التلفزيون الرسمي أول أمس «كل مواطني فنزويلا بين 18 و 60 عاماً ملزمون بالمساهمة في الدفاع الجماعي عن الأمة ضد التهديدات العدوانية من الولايات المتحدة».
وفي كراكاس تدرّب مؤيدون للحكومة على استخدام البنادق وتقنيات القتال في إطار «مسيرة ضد الإمبريالية» شاركت فيها قوات الأمن ومقاتلون متطوّعون.
وبثت لقطات مباشرة لرماة يتدربون وقادة يلقون خطباً حماسية في تجمّعات «مناهضة للإمبريالية».
وقالت المتدربة إيريكا افيندانيو 60 عاماً وهي تطلق النار على دميتين، «يانكيز أخرجوا من هنا»، في إشارة إلى الأميركيين.
وقالت اليسيا روزاليس 63 عاماً وهي تقود آلية مدفعية مضادة للطائرات موجّهة إلى السماء تديرها من جهة إلى أخرى: «الأمر يشبه قيادة سيارة كهربائية صغيرة للأطفال».
كما جرت مناورات قتالية أمس. وقال وزير الدفاع: «سيكون تدريباً مفيداً جداً للدفاع عن كل البلاد في مواجهة عدوان الإمبراطورية الأميركية».
وكان الرئيس مادورو أمر بتنظيم عرض القوة هذا في منتصف آب الحالي، رداً على تصريحات ترامب الذي تحدّث عن «خيار عسكري محتمل عند الضرورة» في فنزويلا، ما أثار غضب مادورو.
إلا أنّ البيت الأبيض استبعد الجمعة عملاً عسكرياً أميركياً ضدّ فنزويلا في المدى المنظور، غير أنّ ترامب وقع الجمعة مرسوماً يحظر شراء سندات جديدة للحكومة الفنزويلية أو شركة النفط الوطنية، بينما يعاني هذا البلد الغني بالموارد النفطية من نقص في السيولة ويقدر دينه بأكثر من مئة مليار دولار، ويخشى من احتمالات التخلف عن السداد.
وقال مادورو إنّ «العقوبات الأميركية فُرضت تحت تأثير المعارضة اليمينية الفنزويلية لزعزعة الاستقرار أكثر فأكثر في البلاد».
وعلى الرغم من مناشدتها واشنطن فرض عقوبات على البلاد، تحمّل المعارضة الرئيس مادورو مسؤولية «الأزمة الاقتصادية الحادّة».
ويشكل الجيش الدعامة الرئيسية للحكومة الفنزويلية التي منحته نفوذاً واسعاً، سياسياً واقتصادياً. وقد دعته المعارضة مراراً في الأشهر الأخيرة للانضمام إليها. لكن باستثناء بعض التحركات الهامشية المعزولة، فإنّ القوات المسلحة مستمرة في ولائها للرئيس مادورو المنتخب.
واستخدم مادورو تهديد ترامب لمحاولة تنشيط قاعدته السياسية وبث صوراً لمدنيين يحملون بنادق ويتدربون على القتال.
وقالت الحكومة إنها «تتوقع مشاركة 700 ألف فرد من جماعات ومنظمات مدنية و200 ألف جندي وبحار وطيار في التدريبات».
وعرض التلفزيون الرسمي «صوراً لشبان ومسنين يدخلون مراكز تسجيل قوات الاحتياط». لكن لم ترد أدلة على تسجيل خارج دوائر المؤيدين للحزب الاشتراكي الذي ينتمي إليه الرئيس.
وزادت التوترات الدبلوماسية الشهر الماضي عندما انتخبت جمعية تأسيسية بناء على طلب مادورو. وتملك الجمعية صلاحيات تشريعية مما يجعلها تتخطى الكونغرس الذي تسيطر عليه المعارضة.
ويقول مادورو «إن الجمعية التأسيسية هي أمل فنزويلا الوحيد لاستعادة السلام بعد أشهر من الاحتجاجات المناهضة للحكومة».
وقالت الخبيرة في الشؤون العسكرية روسيو سان ميغيل، في هذا الصّدد إنّ «هذه المناورات العسكرية دعاية إعلامية!».
وأضافت سان ميغيل أن هذه «الدعاية» تهدف إلى «مضاعفة ثمن أي خيانة محتملة في صفوف الجيش، وهو سيناريو يثير مخاوف أجهزة المخابرات» وخارجياً «للتشديد على الخطاب المناهض للإمبريالية الذي يجد أصداء في أميركا اللاتينية».
وفي أجواء التوتر هذه، أعلنت أكبر نقابة للصحافيين في فنزويلا خلال تظاهرة جرت السبت احتجاجاً على حظر بث إذاعتين محليتين شهيرتين، أن الحكومة أغلقت منذ مطلع العام 49 وسيلة إعلامية.