أضاحي العيد.. في لبنان مؤجَّلة وفي اليمن دواجن

رغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية وتراجع نسب النمو وتداعيات الأزمات الإقليمية، يحتفل اللبنانيون اليوم الجمعة، بأول أيام عيد الأضحى، إلا أن بعضهم اضطر إلى تأجيل الأضحية إلى عام آخر.

في هذه المناسبة الدينية تتنوّع الأضاحي بين خراف ومواشٍ مختلفة، حيث تشهد مبيعات المواشي المخصصة للأضاحي تراجعاً بأكثر من النصف، وفق مطلعين على أسواقها.

هذا التراجع، الذي بدأ بالظهور تدريجياً منذ عام 2011، وقدّره مظهر أبوعثمان، وهو تاجر وصاحب مزرعة في البقاع الشمالي، بـ60 المئة، وأرجعه إلى سوء الأوضاع الاقتصادية في لبنان والمنطقة، إضافة إلى انخفاض استيراد الماشية من الخارج.

ووفق بيانات رسمية، يعيش 30 في المئة من المواطنين تحت خط الفقر أقلّ من 1.9 دولار أميركي يومياً ، فيما بلغ الدين العام مستويات قياسية بين عامي 2016 و2017، ليصل حالياً إلى نحو 77 مليار دولار، بارتفاع 7 مليارات.

وعلاوة على الجانب الاقتصادي، نسب أبوعثمان، ضعف الإقبال على شراء الأضاحي هذا العام إلى تراجع إقبال جمعيات خيرية من دول أخرى على شراء الأضاحي، وتوزيعها على المحتاجين في دولها، بفضل سعرها المقبول وتنوّع جودتها.

وقال قاضي الشرع في محكمة بيروت الشرعية، الشيخ خلدون عريمط، إن عدد اللبنانيين المحتفلين بعيد الأضحى، عبر التضحية، يسجل ارتفاعاً من عام إلى آخر. والعديد من الميسورين يتبرعون سراً بالأضاحي، إذ إن عمل الخير لا يحتاج الحديث عنه علناً».

ولفت إلى أن «الأضحية تبدأ في أول أيام العيد وتستمر حتى اليوم الثالث منه، أما في ما تلا ذلك، أي في اليوم الرابع، فتصبح صدقة».

ويحل عيد الأضحى ضيفاً ثقيلاً على كاهل اليمنيين، الذين يرزحون تحت نيران حرب متواصلة منذ أكثر من عامين ونصف العام، فاليوم الذي كان يجلب الفرحة إلى منازلهم ووجوه أطفالهم، بات مناسبة لتذكيرهم بأوضاع أعجزت الكثيرين منهم عن شراء الأضحية، والاعتماد في العيد على الدواجن.

ورغم أنه العيد الثالث في ظل الحرب القائمة منذ 26 آذار 2015، إلا أنه الأول الذي اختفت ملامحه بشكل شبه تام جراء اتساع رقعة الفقر بشكل غير مسبوق، وتوقف رواتب موظفي الدولة منذ أكثر من 10 أشهر.

وتجد ملايين الأسر اليمنية نفسها على شفا مجاعة، فيما أصبحت طقوسه التي كانوا يعيشونها من شراء أكثر من خروف للعيد وإعداد أصناف الكعك والحلويات، مجرد ذكريات.

وفضلاً عن تدهور الأوضاع في القطاعات كافة، ولا سيما القطاع الصحي، جعلت الحرب أكثر من 20 مليون يمني من أصل حوالي 27.4 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية وفق الأمم المتحدة.

وتجبر الحرب والظروف الاقتصادية ملايين اليمنيين على تناول لحم الدواجن بدلاً من الخرفان في عيد الأضحى، فالدواجن في متناول أكبر شريحة من اليمنيين، فيما يلجأ البعض إلى شراء لحم الخروف بالكيلو غرام.

ويتراوح ثمن الدواجن في السوق اليمني بين 1480 و1850 ريالاً، ما بين 4 و5 دولارات ، فيما يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الخروف 3000 آلاف ريال حوالي 8 دولارات .

ميدل إيست أونلاين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى