الأسد: صنتم العهد وكنتم خير قدوة للأجيال المقبلة.. وبوتين يعتبره نصراً استراتيجيّاً
أشاد الرئيس السوري بشار الأسد في اتصال هاتفي أجراه مع قادة وضباط وجنود الجيش الذين ساهموا في عملية فكّ الحصار عن دير الزور، ببطولاتهم وبسالة وشجاعة الجنود في معركتهم ضدّ «داعش».
وتوجّه الأسد إليهم قائلاً: «لقد صنتم العهد وكنتم خير قدوة للأجيال المقبلة». وأضاف: «أثبتّم بصمودكم في وجه أعتى التنظيمات الإرهابيّة على وجه الأرض أنّكم على قدر المسؤوليّة».
وتابع الرئيس السوري، «سيذكر التاريخ أنّ من رفاقكم من ضحّى بنفسه واستشهد في سبيل الوطن، ومنهم من جُرح، فتعإلى على إصابته وضمّد جراحه بطرق بدائيّة وتابع المعركة، فأثمرت هذه الدماء الطاهرة نصراً مدوّياً على الفكر التكفيريّ الإرهابيّ المدعوم إقليميّاً ودوليّاً، وها أنتم اليوم جنباً إلى جنب مع رفاقكم الذين هبّوا لنصرتكم وخاضوا أعتى المعارك لفكّ الطوق عن المدينة، وليكونوا معكم في صفّ الهجوم الأول لتطهير كامل المنطقة من رجس الاٍرهاب واستعادة الأمن والأمان إلى ربوع البلاد حتى آخر شبر منها.
وفي المواقف، هنّأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره السوري بفكّ الحصار عن دير الزور، واصفاً هذا الإنجاز بـ«النصر الاستراتيجي»، وكان قد قال «إنّ الوضع في سورية يتطوّر لصالح الجيشِ السوري».
بوتين، وفي مؤتمر صِحافي في بكين على هامش قمّة «بريكس» قال إنّ الحديث عن هزيمة ساحقة لـ«داعش» ممكن فقط بعد هزيمة التنظيم في دير الزور.
وكان بوتين ربط انطلاق العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية وتثبيت الهدنة، بضرورة استكمال عملية تحرير ريف دير الزور من تنظيم «داعش» الإرهابي.
وقال بوتين في تصريح صحافي في ختام قمّة «بريكس» بمدينة شيامن الصينية، إنّ الوضع الميداني في سورية، يتغيّر جذريّاً لصالح القوات الحكومية، التي ستحصل على تفوّق غير مشكوك فيه. وشدّد على ضرورة إطلاق العملية السياسية فور استكمال تحرير دير الزور.
وأوضح قائلاً: «فعلاً، الوضع يتغيّر لصالح القوّات الحكومية. أنتم تعرفون أنّ الأراضي الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية اتسعت بأضعاف في غضون سنة أو سنتين، وتتطوّر هذه العملية بوتائر متسارعة».
وعبّر بوتين عن أمله في أن يستكمل شركاء روسيا عمليّتهم العسكريّة ضدّ «داعش» في الرقة، وشدّد على أهمية تحرير دير الزور من أيدي التنظيم. وأوضح أنّ المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش» في دير الزور، ليست ورقة للمعارضة السياسية ضدّ دمشق، بل تمثّل نقطة إسناد عسكريّة لأسوأ أطياف المعارضة المتشدّدة المنضوية تحت لواء التنظيم الإرهابي.
وفي السّياق، أعلن علي شمخاني أمين مجلس الأمن القومي الإيراني في رسالة وجّهها إلى نظيره السوري علي مملوك عن مباركته تحرير مدينة دير الزور السوريّة.
وجاء في رسالة شمخاني، أنّ «التعاون الفعّال الحقيقي والقريب بين إيران وسورية والعراق وروسيا إلى جانب حزب الله، حقّق نتائج كبيرة في محاربة «داعش» والإرهاب، وأفشل المؤامرات الخارجيّة ضدّ دول المنطقة الهادفة إلى زعزعة أمنها واستقرارها»، بحسب ما نقل مراسلنا في إيران.
وأعلن الجيش السوري أمس عن فكّ الحصار عن مدينة دير الزور التي حاصرها تنظيم «داعش» الإرهابي، بالتقاء قوّات الجيش المتقدّمة من ريف دير الزور الجنوبي الغربي مع القوّات المتواجدة بالفوج 137 غرب المدينة.
ميدانياً، كسر الجيش السوريّ وحلفاؤه الحصار الذي فرضه «داعش» على مدينة دير الزور، حيث التقت القوّات المهاجمة بالقوّات المرابطة في المدينة.
وأوضح الإعلام الحربي، أنّ التقاء قوّات الجيش السوري وحلفائه المتقدّمة بالقوات الموجودة في الفوج 137 غرب مدينة دير الزور تمّ بدخول عدد من العربات العسكريّة إلى الفوج 137 عبر ثغرة أحدثها الجيش السوري وحلفاؤه.
وأصدرت رئاسة الجمهوريّة العربية السورية بياناً، أكّدت فيه أنّ قوّات الجيش السوري والقوّات الرديفة والحلفاء كسرت الطوق المفروض على دير الزور، وأنّ «قوات الجيش والحلفاء تلتقي أبطال الحرس الجمهوري والفرقة 17 في المدينة».
إلى ذلك، أعلنت القيادة العامّة للجيش والقوّات المسلحة السورية في بيان لها أنّها أنجزت المرحلة الثانية من عملياتها في عمق البادية السورية، وتمكّنت من فكّ الحصار عن مدينة دير الزور.
بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أكّد أنّ أهمية هذا الإنجاز أنّه يشكّل تحوّلاً استراتيجياً في الحرب على الإرهاب.
وقد كثّف الجيش السوري وحلفاؤه من قصفه الصاروخي على مواقع «داعش» في دير الزور، عقب كسر الحصار المفروض عليها.
من جهته، قال القيادي في قوّات العشائر السورية أحمد البوحمد، إنّ هروب المسلّحين الأجانب كان سبباً في هزيمة «داعش» في المدينة.
بدورها، أعلنت القيادة العامّة للجيش السوريّ والقوات المسلّحة إنجاز المرحلة الثانية من العمليات في عمق البادية السوريّة.
وأكّد الجيش السوري تمكّنه عبر عمليات نوعيّة من فكّ الطوق عن المحاصرين منذ أكثر من ثلاثة أعوام في دير الزور.
ورأى الجيش السوري، أنّ هذا الإنجاز الكبير يشكّل تحوّلاً استراتيجيّاً في الحرب على الإرهاب، مضيفاً أنّ هذا الأمر يؤكّد قدرة الجيش وحلفائه وإصرارهم على إلحاق الهزيمة الكاملة بالمشروع الإرهابي في سورية.
وتابع الجيش السوري قائلاً: «الإنجاز في دير الزور يؤكّد إسقاط المخطّطات التقسيميّة لرعاة المشروع الإرهابيّ وداعميه».
وحاولت القوّات الأميركية عرقلة تقدّم الجيش السوري وحلفائه باتجاه دير الزور، وأنّ بيان قائد غرفة عمليات حلفاء الجيش السوريّ صدر بعد القصف الأميركي خلال تقدّم الجيش.
مصادر أفادت، أنّ القوّات السورية عملت صباح أمس من المحور الجنوبي الغربي لفكّ الحصار عن مدينة دير الزور من تنظيم «داعش» التي حاصرها 3 سنوات، لافتة إلى أنّها تقدّمت باتجاه المدينة قبل فكّ الحصار عنها عبر قوس ناريّ يمتدّ من تلّة الصنوف حتى معمل الغاز.
وكانت القوّات السوريّة المرابطة داخل المدينة فتحت ثغرة بطول كيلومتر واحد، وقامت بإزالة الألغام التي زُرعت لأغراض دفاعيّة بمحيط الفوج 137 ولفتح الطريق لآليّات قوّاتها المتقدّمة باتجاه المدينة.
وقد حاول مسلّحو «داعش» خلال الساعات الماضية استهداف القوّات السورية المتقدّمة في مجبل الإسفلت، كذلك قوّات الجيش المرابطة في اللواء 137.
وسبق فكّ الحصار تحقيق وحدات من الجيش السوري تقدّماً جديداً باتجاه محيط الفوج 137، بعد أن قضت على العديد من مسلّحي «داعش»، وسط انهيار كبير في صفوفه وفرار العديد من عناصره تاركين أسلحتهم وذخيرتهم، في حين عملت عناصر الهندسة على تفكيك العبوات الناسفة لفتح الطريق والالتقاء بحامية الفوج.
ولفتت «سانا» إلى أنّ وحدات الجيش دمّرت 12 عربة مفخّخة لـ«داعش» في مختلف محاور الاشتباك في محيط الفوج 137، وأوقعت جميع من كان فيها قتلى.
كما أشارت الوكالة إلى أنّ الطيران الحربيّ والمروحيّ وجّه ضربات مكثّفة إلى أوكار «داعش» وخطوط إمداده في الريف الجنوبيّ والغربيّ لدير الزور، أسفرت عن تدمير العديد من الآليّات وإيقاع قتلى ومصابين بين صفوف التنظيم
وكان قائد غرفة عمليّات قوّات حلفاء الجيش السوري قال في وقت سابق أمس، إنّ تحرير دير الزور لم يكن ليتأخّر لولا «تآمر ما يسمّى بقوّات التحالف وعلى رأسها أميركا ضدّ قوات الجيش السوري»، وأكّد أنّ تورّط التحالف وعلى رأسهم أميركا مع تنظيم «داعش» «مثبت بالوثائق الدامغة».
وفي السياق الميدانيّ، أطلقت الفرقاطة «الأميرال إيسن»، التابعة للأسطول الحربي الروسي، صباح أمس، صواريخ مجنّحة من طراز «كاليبر» على مواقع تابعة لتنظيم «داعش» في دير الزور.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسيّة، أنّ الضربة استهدفت مواقع محصّنة في محيط بلدة الشولا. وذكرت الوزارة، أنّ هذه المواقع كانت تحت سيطرة عصابة من عصابات «داعش» تضمّ مسلّحين منحدرين من روسيا، وبعض بلدان رابطة الدول المستقلّة.
إلى ذلك، تمكّن الجيش السوري من السيطرة على نقطتَيْ المخفر الحدوديّتين مع الأردن «171 « و« 172 «، في ريف دمشق الجنوبي الشرقي، وأوقع قتلى وجرحى في صفوف المسلّحين.
يأتي ذلك بعد أيام على سيطرة الجيش السوري على نقطتَيْ مخفر رقم 169، و170 على الحدود السوريّة الأردنيّة في جنوب البلاد.