رئيس الجمهورية: نأمل من الذين هجروا بلادهم وخصوصاً المسيحيين منهم العودة إليها
شهد قصر بعبدا سلسلة لقاءات سياسية وثقافية وتربوية، وفي هذا الإطار استقبل عون رئيس مجمّع التربية في الفاتيكان الكاردينال جوزف فيرسالدي يرافقه رئيس اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية المطران حنا رحمة والأمين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار واعضاء الوفد.
في مستهلّ اللقاء عبّر الكاردينال فيرسالدي عن سعادته بزيارة لبنان وفخره بلقائه رئيس الجمهورية. وأشار الى أن الكرسي الرسولي يريد للبنان النموذج أن يكون مثالاً يُحتذى به من قبل العديد من الدول في هذا الظرف الصعب من العلاقات الثقافية المتبادلة. ورأى أن لبنان يتكون من شعب مضياف، وهو غني بالأماكن المقدّسة والتاريخية، متوقفاً عند عملية إعادة الإعمار التي يشهدها وتشكل أملاً له ولنموه.
ونوّه الكاردينال بكفاءة المدارس الكاثوليكية في لبنان لاسيما لناحية نوعية التعليم الذي تقدّمه وخبرة الجسم التعليمي فيها، مشدداً على أهمية الحوار المطروح حالياً بين هذه المدارس والحكومة، داعياً الى تعزيز التعاون بين الطرفين من أجل تحقيق الهدف الواحد في سبيل مصلحة الجيل الشاب كي يتمكن من الانخراط في المجتمع. وأكد من جهة ثانية، أهمية دور هذه المدارس في دعم الحوار بين الإيمان والعقل، ليس فقط من أجل تأسيس جيل مثقف ومتعلم، بل أيضاً من أجل أن يصبح الطلاب مواطنين صالحين. وأكد في ختام اللقاء أن لبنان يبقى نموذجاً للحوار والتسامح والتعليم.
وردّ عون مرحّبًا بالوفد، وحمّل الكاردينال فيرسالدي تحياته إلى البابا فرنسيس وشكره للاهتمام الذي يُوليه دائماً بلبنان وبشعبه. وأشار إلى أن لبنان مرّ في المرحلة الماضية في صعوبات كثيرة، ولكن بعد الإنجاز الذي حققه جيشه أخيراً عبر تنظيف جروده من الخلايا الإرهابية، تعزّز فيه الأمن والاستقرار.
وشدد عون على أهمية الدور الذي تقوم به المدارس الكاثوليكية، لاسيما لناحية نشر قيم المحبة والتسامح. وتوقف عند التنوّع والتعدّد اللذين يميّزان لبنان ويجعلان منه بلداً فريداً ونموذجاً للتعايش، وهو لذلك البلد الاكثر تأهلاً ليكون مركزاً للحوار بين مختلف الحضارات في العالم، في ظل اتجاه هذا العالم نحو الخراب مع انتشار الحقد والكراهية. وقال: «إن ما حصل في منطقة الشرق الاوسط كان بمثابة عودة الى الهمجية المطلقة وتهديم لكل الشرائع الإنسانية التي وضعت للمحافظة على الانسان والثقافات. وقد شهدت هذه المرحلة تدميراً للكنائس والمساجد والمتاحف من قبل إرهابيين من ذوي الفكر الأحادي، وهم ضد كافة الحضارات والثقافات».
وأشار الرئيس عون الى أن مسيحيي الشرق تعرّضوا للكثير من العذاب في المرحلة الماضية وهجروا المنطقة التي بدأت تشهد اليوم تغيّراً نحو الاستقرار، لاسيما أن الحرب في سورية بدأت في الانحسار، ولذلك نأمل من الذين هجروا بلادهم وخصوصاً المسيحيين منهم العودة إليها، بعدما أدرك الجميع أهمية الحضور المسيحي في المنطقة.
وتسلّم رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، رسالة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، نقلها اليه سفير قطر علي بن حمد المري.
وأوضح السفير المري بعد اللقاء، ان «الرسالة تناولت العلاقات اللبنانية القطرية وسبل تعزيزها في المجالات كافة، وكذلك الأوضاع العامة في المنطقة». ولفت الى انه «نقل الى الرئيس عون تحيات امير قطر والشعب القطري»، وأن رئيس الجمهورية حمّله تحياته ايضاً الى الشيخ تميم، مؤكداً «عمق العلاقات بين لبنان وقطر».
وتضمّنت الرسالة «دعوة من أمير قطر للرئيس عون لحضور حفل افتتاح منتدى أميركا والعالم الإسلامي الذي سيعقد في نيويورك بتاريخ 17 أيلول الحالي، والذي تنظمه وزارة الخارجية القطرية بهدف تقريب وجهات النظر بين أميركا والعالم الإسلامي في مسائل عدة من خلال الحوار الإيجابي».
ويشارك في المنتدى عدد من قادة الدول وصناع القرار والخبراء والمتخصصين وشخصيات سياسية من مختلف دول العالم.
وفي قصر بعبدا، الوزير السابق كريم بقرادوني الذي أوضح أن البحث مع الرئيس عون تناول مواضيع سياسية عامة في ضوء التطورات الأخيرة، ومواقف بعض الأطراف منها.
واستقبل عون الرئيسة الدولية للمجمع الملكي للمحكمين المعتمدين الدكتورة نايلة قمير عبيد التي أطلعته على عمل المجمع والدراسات التي أعدّها في مواضيع عدة.
وفي قصر بعبدا عائلة الفنان الراحل سمير يزبك التي شكرت رئيس الجمهورية على منحه فقيدها وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط تكريماً لعطاءاته الفنية والوطنية.