الدول المقاطعة للدوحة تنفي تحقيق تقدّم في الأزمة وأمير قطر في برلين منتصف أيلول

نفت الدول العربية الأربع المقاطعة لقطر أمس «تحقيق تقدّم في الأزمة»، خلافاً لما صرّح به أمير الكويت الذي يقوم بدور وسيط بينها، واتهمت الدوحة بأنها «لا ترغب في الحوار».

تولّت الكويت دور الوساطة في الأزمة نظراً للعلاقات الجيدة التي تربط أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح بمختلف دول المنطقة بعد أن تولّى طيلة أربعة عقود منصب وزير خارجية بلاده.

واندلعت الأزمة في الخامس من حزيران عندما أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة واتهمتها بدعم جماعات متطرفة وبالتقارب مع إيران.

وفرضت هذه الدول عقوبات غير مسبوقة على الإمارة الغنية بالغاز وأغلقت أمامها الطرق البرية والبحرية والجوية التي تمرّ عبرها.

وفي حين تنفي قطر دعم جماعات إرهابية، فإنها تتّهم الدول المقاطعة لها بالتعدّي على سيادتها.

عندما استقبله الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض أول أمس، ألمح أمير الكويت إلى أن قطر «مستعدة لتلبية المطالب الثلاثة عشرة» التي وضعتها الدول الأربع مقابل عودة العلاقات معها، متحدثاً عن فرصة لإحراز تقدّم.

ولكن سرعان ما ردت هذه الدول بالنفي عبر بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية في وقت مبكر أمس، وشككت في ما أكده أمير الكويت، مكررة القول بأن «الحوار حول تنفيذ المطالب يجب ألا تسبقه أي شروط».

ومن هذه المطالب إغلاق قناة الجزيرة المتهمة بالتحريض ضد الدول الأربع وإغلاق قاعدة تركية في قطر وخفض العلاقات مع إيران.

وقالت الدول الأربع في بيانها «إن تصريحات وزير الخارجية القطري بعد تصريح سمو أمير الكويت تؤكد رفض قطر للحوار، إلا برفع إجراءات المقاطعة التي اتخذتها الدول الأربع لحماية مصالحها بشكل قانوني وسيادي، ووضعه لشروط مسبقة للحوار يؤكد عدم جدية قطر في الحوار ومكافحة وتمويل الإرهاب والتدخل في الشأن الداخلي للدول».

وكانت تشير إلى تصريحات أدلى بها وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بعد المؤتمر الأميركي الكويتي وكرر فيها رفض المطالب الثلاثة عشر مؤكداً أنها «تمس بسيادة» بلاده.

وردت الكويت على بيان الدول الأربع متفادية التطرق إلى تصريحات أمير الكويت في البيت الأبيض وإنما لتذكّر بأنها سعت منذ بداية الأزمة إلى تشجيع الحوار.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية إن «الكويت تؤكد موقفها المبدئي حيال الخلاف والذي سبق وعبرت عنه منذ البداية والهادف إلى التهدئة بدلاً من التصعيد وإلى الحوار البناء بدلاً من القطيعة»، وفق ما نشرته وكالة الأنباء الكويتية.

وعلى العكس من أمير الكويت، لمح الرئيس الأميركي إلى أن الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة وصلت إلى طريق مسدود وعرض خلال المؤتمر الصحافي المشترك استعداده للقيام بدور «الوسيط».

وقال ترامب «نثمن حقاً جهود الكويت وأعتقد أننا سنتوصل إلى حلّ وإذا لم نتمكن من حل الأزمة فسأكون وسيطاً هنا في البيت الأبيض».

وشدّد ترامب أول أمس خلال مشاورات هاتفية مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على ضرورة الوحدة في مواجهة «الإرهاب» بين دول الخليج التي تشهد أزمة.

وقال البيت الأبيض في بيان مقتضب أمس، إن ترامب أكد «أهمية أن تفي كل الدول بالتزاماتها في قمة الرياض للحفاظ على الوحدة بهدف التغلب على الإرهاب ووقف تمويل المجموعات الإرهابية والتصدي للإيديولوجيات المتطرفة».

في بداية الأزمة، بدا وكأن ترامب منحاز إلى السعودية التي اختارها لتكون أول بلد يزوره في أيار قبل أسبوعين من نشوب أزمة الخليج. حينها دعا ترامب قطر إلى الكفّ «فوراً» عن «تمويل الإرهاب».

لم تعلق الدول الأربع على عرض الوساطة الأميركي فهي كانت على الدوام تسعى إلى حل داخل مجلس التعاون الخليجي.

يذكر أنّ قطر تستضيف قاعدة جوية أميركية كبيرة فيها مركز قيادة يدير العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

كما أنّ الرياض والدوحة من الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في المنطقة.

في سياق متصل، تستقبل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في 15 أيلول أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في أول زيارة رسمية له إلى الخارج منذ اندلاع الأزمة مع الدول الأربع المقاطعة لبلاده في 5 حزيران.

وأعلن المتحدث باسم ميركل عن الزيارة خلال مؤتمره الصحافي الاعتيادي من دون أن يُعطي تفاصيل حول جدول أعمال اللقاء، لكن يتوقع أن يجري خلاله بحث الأزمة بين الدوحة من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة ثانية.

يذكر بأنّ وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال سعى خلال زيارته إلى الخليج هذا الصيف إلى تقريب المواقف مثلما فعل مسؤولون غربيون آخرون.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى