القوّات العراقيّة المشتركة تصل محيط الحويجة
أعلن الجيش العراقي أنّ العشرات من مسلّحي تنظيم «داعش» قُتلوا في قصف جوّي نفّذه الطيران العراقي وطيران التحالف الدولي ضدّ مواقع التنظيم في مدينة الحويجة جنوب غربي مدينة كركوك.
وكان قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت، أعلن أنّ قوّات الشرطة الاتحادية تدفع بقوّات من وحدات المغاوير الخاصة والآليّات المدرّعة وكتائب المدفعيّة والصواريخ الموجّهة والطائرات المسيّرة للمشاركة في عمليات استعادة ما تبقّى من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي في الحويجة وغرب الأنبار والشرقاط.
وفي السياق، قال العميد يحي رسول المتحدّث بِاسم القيادة العامّة لقوّات العمليات المشتركة، في وقت سابق، «إنّ التحضيرات العسكريّة لمعركة قضاء الحويجة لا تزال مستمرّة، بالتنسيق بين القوّات الجوّية العراقيّة وطيران التحالف الدولي، وبدأت بالفعل القطعات العسكريّة العراقيّة في الوصول إلى مناطق التحشّد بعد رمي المنشورات إلى المواطنين للمطالبة بالابتعاد عن مراكز أعضاء التنظيم».
من جهةٍ أخرى، ألغى «داعش» صلاة الجمعة في أغلب مساجد الحويجة بشكل مفاجئ، وسط استنفار واسع لخلاياه المسلّحة.
وقال مصدر، إنّ «أغلب القيادات المعروفة في «داعش» داخل الحويجة متوارية عن الأنظار منذ أيام، وسط معلومات تتحدّث عن هروب بعضهم إلى خارج الحويجة مع عوائلهم».
ويخضع قضاء الحويجة لسيطرة «داعش» منذ حزيران 2014، وهو من أهمّ معاقل التنظيم في كركوك، وتجري التحضيرات اللازمة لإعادة تحريره.
إلى ذلك، تمكّن اللواء الثالث عشر في الحشد الشعبي، من تطهير قريتَيْ حجيرة الشماليّة والجنوبيّة قرب المحلبية غرب مدينة الموصل من عناصر جماعة «داعش» الإرهابيّة.
وقال آمر اللواء قاسم مصلح في تصريح لموقع الحشد الشعبي، إنّ «قوّات اللواء الثالث عشر انطلقت وفق الأهداف المرسومة لتطهير قريتَيْ حجيرة الشماليّة والجنوبيّة غرب مدينة الموصل، وذلك بعد ورود معلومات استخباريّة بتواجد عدد من الإرهابيّين في تلك القرى، وبوقت قياسيّ أعلن اللواء تطهير تلك القرى».
يُذكر أنّ اللواء 13 تمكّن الخميس من صدّ هجوم لعصابات «داعش» الإرهابيّة بأربع عجلات، حيث دمّر ثلاث منها فيما فرّت الرابعة في الموصل.
وبينما شنّت القوّات الأمنيّة حملة لملاحقة الـ»دواعش» المتخفّين في عموم نينوى، محذّرة الأهالي من إيواء أيّ أحد منهم، أطلقت القطعات المشتركة عمليّة استباقيّة واسعة في صحراء أقصى غرب الأنبار بهدف قطع خطوط إمداداتهم.
وفي خضمّ هذه الأحداث، نفّذت قوة من الحشد الشعبيّ عمليّة تسلّل ناجحة في عمق قضاء الحويجة، وتمكّنت من قتل قياديّ بارز في عصابات «داعش» هو الإرهابي إبراهيم جاسم مرعي حسن ، الذي يشغل ما يسمّى مسؤول شؤون الجند في الحويجة .
كما أفاد شهود عيان بنشوب خلافات ونزاعات عارمة بين الإرهابيّين الغرباء من جهة، وأقرانهم من «دواعش» الحويجة وسليمان بيك، موضحين أنّ الـ»دواعش» الغرباء طالبوا بالبقاء والتفخيخ التام لكلّ شيء، فيما أصرّ «دواعش» الحويجة وسليمان بيك على الاكتفاء بتفخيخ الطرق والممرّات وإعداد منافذ للهروب فور اقتحام الحويجة من قِبل القوّات الأمنيّة والحشد الشعبي.
بدورها، أعلنت خلية الإعلام الحربي قتل 55 «داعشيّاً، بينهم 26 انتحاريّاً من الهاربين من قضاء تلّعفر الذي تمّ تحريره قبل أيام، خلال العمليّات المتواصلة للتفتيش ومطاردة الإرهابيّين الذين هربوا من تلّعفر من قِبل فرقة المشاة 15، مبيّنةً أنّ الانتحاريّين كانوا يرتدون أحزمة ناسفة ومختبئين في مناطق العياضيّة وما حولها.
فيما أبلغ النقيب في شرطة نينوى، محمد جاسم، بأنّ ما يسمّى والي تلّعفر سلّم نفسه إلى قوّات البيشمركة المتواجدة في قرية حردان، التابعة لقضاء سنجار شمال غربي الموصل. وأضاف أنّ هذه القوّات اعتقلت خمسة «دواعش» كانوا في طريقهم باتّجاه القرية نفسها بعد تدقيق مستمسكاتهم الشخصيّة.
وبشأن الإجراءات الأمنيّة الهادفة إلى تثبيت الأمن والاستقرار في محافظة نينوى والموصل خصوصاً، قال قائد عمليات نينوى اللواء نجم الجبوري، «إنّ قيادة العمليات اتّخذت إجراءات عقابيّة جديدة بحقّ الذين يأوون عناصر من «داعش» بمنازلهم في عموم المحافظة ومركزها الموصل، تتضمّن القبض على صاحب المنزل فوراً، وسيُعاقب بتهمة أنّه «داعشيّ» كونه تستّر على عنصر من تلك العصابات الإرهابيّة، وسيتمّ ترحيل عائلته بالكامل ومصادرة منزله وممتلكاته في أقلّ من 24 ساعة.
وشدّد الجبوري، على أنّه بعد تحرير المحافظة بالكامل والشهداء الذين قدّموا أرواحهم فداءً من أجل إعادة أمّ الربيعين ومركزها الموصل لحضن الوطن، لا نسمح بالتستّر على أيّ من مجرمي «داعش» الذين دمّروا المدينة وتركوا الآلاف من الشهداء الأبرياء الذين كانوا ضحايا إرهابهم وجرائمهم البشعة.