سورية تنتصر في الميدان و»إسرائيل» تتوهّم الردع بالمناورات
معن حمية
الجيش السوري وحلفاؤه ينفذون أضخم حملة عسكرية ضدّ الإرهاب، وفي غضون الأيام الثلاثة الفائتة تمّ فك الحصار عن دير الزور والمطار واللواء 137، وتحرير سلسلة جبال الثردة 1 و2 و3، والعديد من المواقع والبلدات الأساسية في تلك المنطقة. ويُجمع المراقبون والمتابعون على أنّ الانتصارات الأخيرة التي سجلها الجيش السوري والقوى الرديفة والحليفة في دير الزور، أحدثت تحوّلاً استراتيجياً في مسار الحرب ضدّ الإرهاب، وأسقطت مشاريع التفتيت والتقسيم، كما أنها أمّنت التواصل بين دول حلف المقاومة.
في المقلب الآخر، يُجري العدو اليهودي مناورات عسكرية ضخمة شمال فلسطين المحتلة بعشرات آلاف الجنود الصهاينة وأحدث الأسلحة، يحاكي فيها عمليات شنّ عدوان على لبنان، وصدّ عمليات هجوم تستهدفه. وقد أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني أفيخاي أدرعي أنّ المناورات تستهدف القول بأنّ «وهج الردّ» لديهم «أقوى» مما يتوقع حلف المقاومة.
وحيث إنّ المقارنة لا تجوز بين حملة عسكرية سورية تجتثّ الإرهاب المدعوم من نحو ثمانين دولة، وبين مناورات عسكرية «إسرائيلية» أهدافها افتراضية، إلا أنّ تزامن المشهدين، ونتائجهما، يقدّمان صورة واضحة عن موازين القوى الجديدة.
ما بعد تحرير دير الزور، هزيمة كاملة لتنظيم «داعش» الإرهابي. وهذا ما أشار إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أيام، وبالانتصار الكبير في دير الزور، تنتصر سورية، ويحقق جيشها رصيداً كبيراً من الإنجازات العسكرية، ما يجعله مصنّفاً من أقوى الجيوش، لأنه على مدى ست سنوات واجه حرباً كونية وإرهاباً عالمياً، ورغم كلّ ذلك صمد وانتصر.
كما أنّ قوى المقاومة لها نصيب وافر من التصنيف، بوصفها شريكة في الصمود وفي تحقيق الإنجازات والانتصارات إلى جانب الجيش السوري، وبالتالي ستتعزّز معادلة الردع التي كرّستها في حرب تموز 2006 ضدّ العدو اليهودي.
وكذلك، فإنّ روسيا وإيران بما قدّمتاه من دعم ومؤازرة لسورية، تصنّفان دولتين منتصرتين. هما جزء أساسي من معادلة حلف المقاومة إلى جانب سورية والعراق بامتدادات دولية.
أما ما بعد المناورات العسكرية «الإسرائيلية»، فلن يستطيع العدو اليهودي تصريف نتائج مناوراته على أرض الواقع، فالمناورات التي أجراها، هي مجرد رسائل «ردعية»، بعدما أدرك بأنّ خط الدفاع الأخير عن كيانه المصطنع قد سقط كلياً، بسقوط المجموعات الإرهابية وانهيارها. وقد حاول العدو أن يعطي رسائله مضموناً «ردعياً» من خلال تنفيذ غارة جوية على موقع سوري في مصياف، إلا أنّ مفاعيل هذه الغارة كانت أشبه بفقاعة الصابون في ظلّ ما يحقق الجيش السوري من انتصارات.
وبخصوص حلفاء «إسرائيل» وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية، فلا بدّ أنها مضطرة للتعامل ولو بالحدّ الأدنى مع الوقائع الجديدة الناشئة، فهي لم تستطع تحقيق أهدافها في سورية، وفشلت في ليّ الذراع الكورية الشمالية، ولم تنجح في استمالة روسيا باتجاه موقع النأي عما يجري في المنطقة، وارتكبت خطأ في التعاطي مع الصين بعدما هدّدت في وقت سابق بالتخلي عن سياسة صين واحدة. لكن كلّ هذه الإخفاقات، لن تدفع أميركا إلى تغيير استراتيجياتها وسياساتها وبنك أهدافها وأولوياتها، لكنها ستكون مضطرة مرحلياً لوضعها على الرفّ في مرحلة تشهد رسم معادلات دولية جديدة.
ما هو مؤكد أنّ الانتصارات السورية تؤسّس لمعادلات كبيرة في المنطقة والعالم، في حين أنّ المناورات «الإسرائيلية» تساوي صفراً ولن تمكّن «إسرائيل» من النوم آمنة على أرض أصحابها مقاومون.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي