صحافة لبنان الورقية… لتبقى وتستمرّ
جوزف م. القصيفي
إنّ صحافة لبنان الورقية كانت منبراً لأحرار العرب، ومساحة حرة للأقلام الثائرة على الظلم والاستعباد، وقدّمت الشهداء دونما انقطاع منذ العام 1916 حتى اليوم، منهم من قضى متأرجحاً على أعواد المشانق، ومنهم من أخرسته رصاصة غادرة، أو تفجير آثم، ومنهم من لا يزال يحمل إعاقة أو أثراً كشهادة حية على ما تعرّض له.
هذه الصحافة التي كانت مدرسة اللبنانيين والعرب وجامعتهم، ومسرحاً لإبداعات كتابهم وشعرائهم وفلاسفتهم وفنانيهم، وشكلت ذاكرتهم ونمّت ذائقتهم، وأرّخت الأحداث، والعين الراصدة للوقوعات، والشاهدة على اللحظة، من الجريمة أن ندعها تذوي وتندثر، ولا بدّ من خطة وطنية رسمية وأهلية لدعمها ومنع انهيارها الكبير. إنها أمانة في عهدة المسؤولين والمتنوّرين وكلّ مؤمن برسالة لبنان ودوره.
فحذار التفريط بهذا الإرث الوطني والقومي الذي يختصر في صفحات ما أشرق وما كلح من تاريخنا.
إنّ كلفة دعم الصحافة لتبقى وتستمرّ، هي أقلّ بكثير من كلفة الهدر.
لنرفع الصوت معاً ونوحّد الجهود انتصاراً لصحافة لبنان من خلال خريطة طريق توفر لها أسباب الحياة…
أمين سرّ نقابة المحررين