انفصاليو كاتالونيا ينظّمون مسيرة لدعم مطلبهم بالاستقلال

استعدّ انفصاليو كاتالونيا أمس، لمسيرة حاشدة في مدينة برشلونة في مناسبة «يومهم الوطني»، قبل ثلاثة أسابيع من استفتاء حول «الاستقلال» والذي حظرته المؤسسات الإسبانية ما أدخل البلاد في أزمة سياسية خطيرة. وشعار التظاهرة هو «ديادا من أجل التصويت بنعم».

ويعتبر الانفصاليون أنّ عيد كاتالونيا «ديادا» يمكن أن يكون الأخير قبل الاستقلال الذي تريد حكومة كارليس بيغديمونت إعلانه في الساعات الـ48 التي تلي الاستفتاء إذا فازت فيه. ودعت الحكومة إلى هذا الاستفتاء في الأول من تشرين الأول.

وقال بيغديمونت أمام مراسلي الصحافة الأجنبية «لا يزال أمامنا 20 يوماً والتعبئة التي كانت وراء هذه العملية ثابتة».

وأضاف «أنّ عدم إجراء الاستفتاء ليس خياراً بالنسبة إلينا»، رغم المخاطر القضائية.

وقالت زعيمة فرع الحزب الليبرالي المناهض للنزعة الاستقلالية «سيودادانوس» إينيس أريماداس، أكبر قوة معارضة في المنطقة، في كاتالونيا: «اليوم الوطني لم يعُد هو نفسه لكل سكان كاتالونيا منذ سنوات، إنه دليل واضح على السعي إلى استبعاد الأشخاص غير المؤيدين للاستقلال ويعتزمون التصويت بـ لا ».

وقدّم رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي من جهته عبر تويتر تمنياته بعيد «حرية وتعايش واحترام لكل سكان كاتالونيا».

وأعلن أكبر الأطراف المشاركين في تنظيم الحدث، الجمعية الوطنية الكاتالونية أمس، «أنّ أكثر من 450 ألف شخص سجلوا أسماءهم للمشاركة».

وقال الناطق باسم حكومة كاتالونيا جوردي تورول أول أمس، إن «التاريخ اختارنا. إنه شرف كبير لكنه مسؤولية كبيرة أيضاً».

وينوي الاستقلاليون وضع إشارة في خانة الـ «نعم» في استفتاء الأول من تشرين الأول «رمز كل الفرص التي ستتمتع بها الدولة الجديدة الجمهورية التي تنتظرنا»، كما كتبت الجمعية الوطنية على موقعها الألكتروني.

وكرّر رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي القول السبت «لن يحصل استفتاء وسأقوم بكل شيء لازم من أجل ذلك، لأنّ هذا واجبي».

من جهته يشدّد بيغديمونت على أنّ «الاستفتاء سيحصل»، مؤكداً أنّ «الكاتالونيين في الخارج بدأوا بالتصويت».

ويعتزم الانفصاليون أن يجعلوا من هذا النهار، أول عرض قوة في الشارع قبل الاستفتاء الذي تبدأ حملته الرسمية الجمعة 15 أيلول.

وسواء اتخذ شكل سلسلة بشرية من جهة إلى أخرى في الأقليم أو مسيرات متعددة في خمس مدن مختلفة أو مجرد مسيرة ضخمة في شوارع برشلونة، فإنّ هذا التجمع حشد منذ عام 2012 ما بين نصف مليون و1.8 مليون شخص بحسب السنوات والإحصاءات.

من جهته، أكد بيغديمونت أمس «سنتفوق عليهم بطريقة سلمية وديمقراطية، كما يحدث دائماً، وفي الأول ممن تشرين الأول سنتفوق عليهم في صناديق الاقتراع».

وأضاف ردّاً على اتهامات أطلقها معارضوه بتقسيم المجتمع، أنّ «صناديق الاقتراع توحد ولا تقسم»، مؤكداً أنّ «ما يقسم وما يضرّ بالديمقراطية هو عدم السماح بالتصويت للمواطنين».

في ما بدأت السلطات الاسبانية التحرك لمنع هذا الاستفتاء في المنطقة التي تعد 7.5 مليون نسمة التي توازي مساحتها مساحة بلجيكا وتشكل 20 من إجمالي الناتج الداخلي الإسباني.

والأسبوع الماضي فتح القضاء تحقيقاً استهدف رئيس كاتالونيا وأعضاء حكومته لمعرفة ما إذا كانوا ارتكبوا جنح «عصيان واختلاس أموال عامة».

كما داهم الحرس المدني مطبعة ومكاتب مجلة محلية يشتبه في أنها شاركت في طباعة بطاقات الاقتراع.

كما أنّ حوالي 200 حارس مدني منتشرين في كاتالونيا كان يفترض أن ينقلوا قريباً، تلقوا أيضاً أمراً بإرجاء نقلهم مدة شهر.

وقال جوردي تورول المتحدث باسم حكومة كاتالونيا في لييدا المدينة التي لا يريد رئيس بلديتها تسهيل تنظيم الاستفتاء، أول أمس «على الجميع أن يسأل نفسه ماذا سأفعل في الأول من تشرين الأول؟ المساعدة على التصويت أم المساعدة على منعه؟».

من جهتها هدّدت نائبة رئيس الجمعية الوطنية الكاتالونية ناتاليا إيستيف بالدعوة إلى مسيرات جديدة. وقالت «إذا تمّ منع التصويت مادياً، فسننزل إلى الشارع وسندعو جميع مواطني كاتالونيا إلى الخروج طالما استلزم الأمر ذلك».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى