الحريري يتوّج زيارته الروسية بلقاء بوتين: لبنان محطّة لإعادة إعمار سورية

توّج رئيس الحكومة سعد الحريري زيارته الرسمية إلى روسيا بلقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقر إقامته في سوتشي على البحر الأسود، وأجرى معه محادثات تناولت آخر المستجدات في لبنان والمنطقة وسبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وتسليح الجيش.

وحضر جلسة المحادثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الاقتصاد مكسيم اوريشكين ومساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية يوري اوشاكوف ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري ومستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان.

بعد الاجتماع الذي استمرّ ساعة وربع الساعة، تحدّث الرئيس الحريري إلى الصحافيين، فقال: ناقشنا أموراً كثيرة تهم البلدين وخاصة الاقتصادية منها، وكان النقاش قد تركز مع رئيس الحكومة الروسية ديميتري ميدفيديف أول أمس على التعاون الاقتصادي. كما تطرقنا إلى مساعدة لبنان عسكرياً وسبل تطوير هذه العلاقة لتسهيل شراء بعض المعدات الروسية بشكل يكون فيه للبنان خط اعتماد في ما يتعلّق بهذا الموضوع. وعرضنا الأوضاع في المنطقة وتوافقنا على أمور كثيرة ونحن في صدد تطوير العلاقة السياسية والاقتصادية لمصلحة البلدين».

ولفت رداً على سؤال إلى أننا «ناقشنا أموراً عدة وتطرقنا إلى موضوع ترسيم الحدود بين لبنان وسورية بشكل غير مطوّل، فالتركيز بالنسبة لي كان على سبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين».

ولفت إلى أن «الرئيس بوتين يدعم تحييد لبنان بشكل كبير، خاصة أن لبنان تمكّن من أن يحمي نفسه من التداعيات كلها التي حصلت من حوله، وقد أظهر أن السبيل إلى الاستقرار هو التفاهم السياسي الموجود فيه».

وأشار إلى أن الرئيس الروسي يعتبر أن الاستقرار في سورية يمر الآن بمراحل عدة. وهذا بداية مرحلة ومن المهم جداً أن كل الدول التي تشرف مع روسيا على هذا الأمر تكون صادقة في ما يخصّ العمل في هذا الشأن».

وأضاف: «كما تعلمون هناك مناطق تشهد خفضاً للتوتر. وهذا أمر من المهم أن يستمر بالنسبة للرئيس بوتين، وهو أيضاً من مسؤولية الدول التي تشارك في هذا الموضوع ومن بعدها يبدأ الحل السياسي».

وقال «إننا نتطلّع إلى الشركات الروسية لتستثمر في مشاريع عدة في لبنان وهناك شركات عدة لديها مشاريع بالنسبة للتنقيب عن الغاز ولديها فرص حقيقية للنجاح، ونحن نشجّع الشركات الروسية كلها على المجيء إلى لبنان. وقد وضعنا أيضاً خطة للاستثمار في البنى التحتية ونشجّع كذلك الشركات الروسية للاستثمار فيها. أما في ما يتعلق بإعادة إعمار سورية فلبنان يمكن أن يشكّل محطة لهذا الموضوع، فهناك مرفأ طرابلس وخطة للسكك الحديد ومطارات يمكن إنشاؤها، والى أن ينتهي الحل السياسي في سورية عندها قد يكون لبنان محطة لإعادة إعمار سورية».

وأكد أن التعاون العسكري بين روسيا ولبنان مهم، وهناك تعاون كبير في ما يتعلق بتبادل المعلومات الاستخبارية بيننا وبين الاستخبارات الروسية، كما أننا نواجه الحرب ذاتها ضد الإرهاب. وفي الوقت نفسه، فإننا نحاول أن نبني القوى المسلحة والقوى الأمنية اللبنانية، وقد تحدثنا عن ذلك بشكل مطوّل مع الرئيس بوتين وأعتقد أنه ستكون هناك علاقات حيوية وجيدة جداً بين البلدين».

وكان بوتين شدّد في مستهل الاجتماع مع الحريري على أن «ميزان التبادل التجاري بين البلدين لا يزال متواضعاً، لكنْ هناك توجه ايجابي لزيادة هذا الرقم إلى النصف، وهذه هي النظرة الإيجابية التي يجب ان نعمل عليها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى