مؤسّسات التبغ الوطنية اللبنانية والعربية: لتحصين القطاع من التحديات التي تعترضه

اعتبرت مؤسّسات التبغ الوطنية في كلّ من لبنان وسورية ومصر وتونس، في بيان إثر اجتماع مديريها ومسؤوليها في لبنان أمس، بدعوة من إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية الريجي ، أنّ «بعض القرارات الصادرة عن الجهات الدولية المعنية قد تؤثر سلباً على قطاع التبغ»، مشيرة إلى أنّ «الأثر السلبي يطال بالتحديد عائدات الضرائب».

وأكدت هذه المؤسّسات في «إعلان بيروت 2 الذي صدر عن اجتماعها، عزمها على تعزيز التعاون بهدف الحفاظ على هذا القطاع وتحصينه من مختلف التحديات التي قد تعترضه، نظراً إلى دوره المهم في رفد الاقتصاد الوطني لهذه الدول بإيرادات ضخمة وتثبيت الناس في أراضيهم».

وأكد المجتمعون «أهمية هذا القطاع وآثاره على مختلف القطاعات لا سيما المالية منها والاقتصادية والتنموية والاجتماعية والتجارية»، وأبدوا «الرغبة المشتركة للبلدان الحاضرة والمحيطة بتعزيز سياسة تعاون مجد بين المؤسسات التبغية التابعة لها بهدف الحفاظ على هذا القطاع وتحصينه من مختلف التحديات التي قد تعترضه، وخصوصاً أنّ قطاع التبغ يلعب دوراً مهماً في رفد الاقتصاد الوطني لهذه الدول بإيرادات ضخمة وتثبيت الناس في أراضيهم».

ولاحظوا أنّ «بعض القرارات الصادرة عن الجهات الدولية المعنية قد تؤثر سلباً على قطاع التبغ»، مشيرين إلى أنّ «الأثر السلبي يطال بالتحديد عائدات الضرائب التي تشكل عنصراً أساسياً لاستدامة الخزينة الوطنية، والدورة الاقتصادية التي تشتمل على تطوير وضع كل من القطاع الصناعي والزراعي والتجاري على السواء».

وإذ أعرب المجتمعون عن إيمانهم بـ»توحيد كلّ الجهود في سبيل تذليل كلّ الصعوبات التي تواجه قطاع التبغ في بلدانهم»، أكدوا «تبني كلّ مخرجات إعلان بيروت الأول الذي يبين بوضوح أهمية ودور قطاع التبغ ليس فقط على الصعيد المالي والاقتصادي فحسب، إنما أيضاً أهمية الدور الذي يلعبه في سبيل ضمان استدامة اقتصادات هذه الدول، ومواجهة التحديات الاجتماعية مثل عمالة الأطفال، والمساهمة في التخفيف من وطأة الفقر نظراً لمشروعيته».

وكان رئيس إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية الريجي مديرها العام المهندس ناصيف سقلاوي افتتح اللقاء بكلمة أكد فيها «أنّ الريجي سعت دائما إلى أن نكون مرفقاً عاماً نموذجياً في لبنان».

ولفت إلى «أنّ المؤتمر ينعقد في ظلّ خطر يهدد وجود قطاع التبغ، وذلك بفعل ولادة قوانين وقرارات دولية تسعى إلى استبعاد قطاع التبغ من اتفاقيات التجارة والاستثمارات الدولية، وبالتالي محاصرة إنتاجنا، فتحد من زراعة التبغ، وصناعتها، والتجارة بها في كل العالم، ما يعني تقليص إيراداتنا، وتهميش دور مؤسساتنا الكبير الذي تلعبه في دعم الاقتصادات الوطنية، وإنهاء قطاع مرتبط بشريحة اجتماعية واسعة».

ولاحظ أنّ «آثار هذه القرارات لا تقتصر على تقليص الإيرادات، بل تسهم في تشجيع سوق الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ، ما يتسبب أيضاً بهدر مالي كبير، ويحرم الدولة عائدات ضريبية تقدر بملايين الدولارات سنوياً، وللأسف بلغت نسبة التهريب في لبنان 25 في المئة، ما يحرم الخزينة إيرادات بقيمة 250 مليون دولار».

وأشار إلى أنّ «هذه التطورات فرضت على مؤسسات التبغ الوطنية مراجعة أولوياتها، واعتماد الإجراءات المناسبة من أجل التخفيف من الأضرار المترتبة عن هذه الأزمة».

وشدّد على أنّ «تعاون مؤسسات التبغ الوطنية مع الجهات الحكومية أمر في غاية الضرورة، وأنّ الحرص على تحقيق العدالة في وجه التجارة غير الشرعية أمر يحتاج إلى متابعة ملحة»، مؤكداً «أهمية توحيد الجهود في مواجهة التحديات التي تواجه هذا القطاع المشروع وتقف بصلابة في وجه قطاع التبغ، والأدوار التي يلعبها هذا القطاع»، موضحاً أنّ «لهذا القطاع، بالإضافة إلى تأمينه العائدات المالية، دوره في تأمين فرص العمل للمزارعين والصناعيين ولاختصاصات تقنية وحرفية أخرى أيضاً، فضلاً عن عائدات الاستيراد والتصدير».

وقال: «إننا هنا من أجل الموقف، ومن أجل امتلاك الرؤية الواضحة التي سنقدمها لحكوماتنا، لإنقاذ هذا القطاع، والحفاظ عليه، مع الحفاظ على خصوصية كلّ مؤسسة وكلّ حكومة في كيفية الوصول إلى هذه الغاية».

وتحدث رئيس مجلس إدارة الشركة الشرقية للدخان في مصر محمد عثمان هارون فأشار إلى أنّ «هذه المنظومة تعبر عن مكانة الشعوب العربية وأهمية التعاون المثمر بينها»، مشدّداً على ضرورة «مراعاة كون تجارة التبغ توفر فرص العمل للكثير من الشباب والناس مما يساهم في حل مشكلة البطالة التي تعانيها الدول العربية». وأكد ضرورة «توافر بعد نظر وإحساس بالمسؤولية لمواجهة أية تهديدات لمستقبل هذا القطاع في العالم العربي».

وشدّد المدير العام للوكالة الوطنية للتبغ والوقيد في تونس سامي بن جنات على «أهمية هذا الملتقى أمام التحديات المرتبطة بقطاع التبغ والتهديدات التي تواجهه». وقال: «لا خيار أمامنا اليوم لتبديد هذه التهديدات إلا الرؤية الموحدة وسياسة ممنهجة متضامنة تبنى على مؤسّساتنا الوطنية وروح الانتماء بما فيه خير بلداننا وازدهارها الاقتصادي والاجتماعي». وتمنى التوصُّل إلى «توصيات بناءة» في هذا الإطار.

أما معاون المدير العام للمؤسسة العامة للتبغ في سورية قتيبة ثابت خضور فوصف انعقاد الاجتماع سنويا لمواجهة التحديات بأنه «خطوة رائعة وجبارة»، ولاحظ «تشابه ظروف قطاع التبغ في مختلف الدول»، معتبراً أنّ «المعاناة واحدة». وقال: «إنّ مناهضة المنظمات الدولية لزراعة التبغ ستترك أثراً سلبياً جداً عندنا وسيتجه المزارعون إلى إجراء غير مشروع أو إلى زراعة غير مشروعة حتى وبوسائل مهربة وغير صحية تماماً».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى