الجيش وحلفاؤه يُحبطون هجوماً لـ«النصرة» في ريف حماة.. ويحرّرون 60 كلم على ضفة نهر الفرات اليسرى
أكّدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، أنّ صنع السلام وتأسيس مستقبل زاهر لسورية قد يكون أصعب من ربح الحرب، مشيرةً إلى أنّ ما تعرّضت له سورية خلال السنوات الماضية كان نتيجة مخطّط صهيوني استعماري حاول استهداف قرارها المستقلّ.
وخلال مشاركتها في حوار سياسي مع القيادات الحزبيّة في فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي، أوضحت الدكتورة شعبان أنّ وسائل الإعلام المغرضة لعبت دوراً أساسيّاً في الحرب على سورية، من خلال التضليل الذي مارسته لبثّ الفتنة والفرقة بين أبناء المجتمع، ما يتطلّب الوعي والتجذّر في آرائنا وانتمائنا وثوابتنا وأفكارنا.
ولفتت الدكتورة شعبان إلى ضرورة التعرّف على ما يخطّطه لنا عدوّنا، والتنبّه للرسائل الإعلامية التي حيكت بغرض التقليل من الإنجازات التي تحقّقها الدولة السورية من خلال تعاونها مع حلفائها وأصدقائها في جميع الميادين والمجالات، وقالت: «علينا أن نوجّه بوصلتنا بناءً على معرفة عميقة لأعدائنا وماذا يريدون منّا، وبثقة مطلقة بشعبنا وجيشنا وحلفائنا وأصدقائنا وأشقّائنا».
وأشارت الدكتورة شعبان، إلى أنّ سورية تتحالف مع دول صديقة التقت مصالحهم جميعاً في دحر الإرهاب الذي يشكّل خطراً على العالم كلّه، مبيّنةً أنّ هذا التحالف مع صديق يؤمن بسيادة سورية وقرارها الوطني.
من جهته، أكّد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، على ضرورة تكثيف جهود جميع الأطراف للتقدّم في حلّ سياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254 ويقبل به الشعب السوريّ، حسبما أفادت «بترا».
وشدّد وزير الخارجية الأردني خلال اجتماع وزاري حول سورية، دعا إليه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، على أهمية تحقيق وقف شامل لإطلاق النار، مشيراً إلى أنّ استمرار القتال فعل عبثيّ يدفع ثمنه الشعب السوري.
كما أشار الصفدي إلى أهميّة اتفاق دعم وقف إطلاق النار في جنوب غربي سورية، وأنّها خطوة نحو تحقيق وقف للقتال بين جميع الأطراف السوريّة والتقدّم في الحلّ السياسي المطلوب.
على صعيدٍ آخر، دعت وزارة الدفاع الروسيّة الولايات المتحدة وحلفاءها من المعارضة السورية إلى عدم «عرقلة» عمليات القوّات السورية الحكومية في حربها ضدّ الإرهاب.
وجاء في بيان على لسان المتحدّث بِاسم الوزارة، إيغور كوناشينكوف، قال فيه: «كلّما اقتربت نهاية «داعش» في سورية، كلّما بانت حقيقة من يقاتلهم على الأرض، وكذلك حقيقة من يلعب دوراً تمثيلياً فقط، ولذلك إذا كان التحالف الدولي وبقيادة واشنطن لا يرغب في قتال الإرهابيّين في سورية، فعلى الأقلّ عليهم أن لا يعرقلوا عمل من يحارب الإرهاب بشكلٍ متواصل وفعّال».
وفي سياقٍ متصل، أكّد كوناشينكوف أنّ قيام قوات المعارضة السوريّة المدعومة من قِبل الولايات المتحدة بفتح المياه من السدود على نهر الفرات، سيؤدّي إلى إعاقة تقدّم القوّات الحكوميّة السوريّة في عملياتها ضدّ الإرهاب في محيط محافظة دير الزور.
ميدانيّاً، تمكّن الجيش السوري من إحراز تقدّم جديد ضمن عمليّاته المتواصلة ضدّ تنظيم «داعش» في محافظة دير الزور، حيث سيطر على نقاط جديدة على الضفّة الشرقيّة لنهر الفرات.
في الأثناء، حرّر الجيش وحلفاؤه قريةَ مرّاط وأجزاء من بلدة خشام في ريف دير الزور الشرقيّ، وذلك بعدما تمكّنوا من العبور إلى الضفّة الشرقية لنهر الفرات من جهة المريعيّة، وفق ما أعلن الإعلام الحربيّ.
يأتي ذلك في وقت ذكرت فيه وزارة الدفاع الروسيّة، أنّ الجيش السوري تمكّن من «تحرير أكثر من 60 كلم مربع على ضفة نهر الفرات اليسرى من الإرهابيّين».
وكانت مصادر أفادت بأنّ الجيش السوري وحلفاؤه حرّروا حويجة صكر، أكبر معاقل «داعش» في دير الزور، بعد عبورهم الفرع الأول لنهر الفرات.
المصادر أشارت إلى أنّ الجيش حرّر حوايج أبو مصعة وحوايج أبو عرب، والخريطة وعين أبو جمعة غرب دير الزور، كما حرّر سلسلةَ تلال ضهرة الموحسن في ريف دير الزور الشرقي.
وكان الجيش قد أعاد فتح مطار دير الزور العسكريّ، وبدأت الطائرات الحربية باستخدامه.
وكانت وكالة «سانا» أفادت «بأنّ الجيش تابع تقدّمه في عملياته اتجاه قرية «الصبحة» على الضفة الشرقيّة لنهر الفرات باتجاه حقل كونيكو للغاز، حيث فرض سيطرته على نقاط في قريتَيْ مظلوم ومراط.
ونفّذ الجيش على المحور الغربي للمدينة عمليّات عسكرية مدعومة بقصف مدفعيّ على محاور تحرّك ونقاط تحصين التنظيم، وانتهت بالسيطرة على مناطق في بلدة الشميطية، حيث أكّدت الوكالة مقتل عدد من المسلّحين.
وتمكّن الجيش أول أمس من عبور نهر الفرات من الجفرة، التي سيطر عليها قبل يومَين باتجاه حويجة صكر، كما سيطر على عدد من النقاط على أطراف المدينة الجنوبيّة الشرقيّة، وفي الريف الجنوبي الشرقي على طريق دير الزور الميادين، وعلى اتجاه قريتَي عين البوجمعة والخريطة في الريف الغربي للمدينة.
وفي السّياق، أفاد مصدر عسكري بأنّ الجيش السوري بالتعاون مع القوّات المتحالفة معه تصدّى لمحاولات تسلّل مجموعات مسلّحة من «جبهة النصرة» على عدّة محاور في ريف حماة الشمالي.
وقال المصدر لوكالة «سانا»، إنّ وحدات من الجيش خاضت اشتباكات عنيفة مع مجموعات «النصرة» وتنظيمات منضوية تحت زعامتها، خلال محاولة تسلّلها على عدّة محاور في ريف حماة الشمالي، مشيراً إلى استمرار الاشتباكات بالتوازي مع غارات وضربات لسلاحَيْ الجوّ والمدفعية ضدّ مقارّ وتحرّكات أرتال المسلّحين في المنطقة.