اتفاق سوري ـ لبناني على توسيع التبادل التجاري للمنتجات الزراعية وتسهيل حركة الترانزيت وبحث آليات التسويق الخارجي
بحث وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك السوري الدكتور عبد الله الغربي ووزير الزراعة اللبناني غازي زعيتر سبل تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين سورية ولبنان.
وتمّ خلال الاجتماع، الذي حضره الأمين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني نصري خوري، التوقيع على محضر المباحثات الذي تضمن أن يعمل الطرفان على تسهيل انسياب المنتجات الزراعية ومستلزمات الإنتاج الزراعي وإزالة جميع العوائق التي تعترض انسياب هذه السلع بما لا يتعارض والتشريعات والقوانين والأنظمة النافذة في سورية ولبنان وتزويد الأسواق السورية بالموز والبطاطا وحصر استيرادهما بالمؤسسة السورية للتجارة من الجانب السوري وحصر التصدير بجهة واحدة من الجانب اللبناني بناء على طلب الجانب السوري وأن توضع روزنامة للبطاطا الصناعية من قبل لجنة مشتركة لتسويق المنتجات الزراعية في سورية ولبنان.
كما اتفق المجتمعون على أن يتم تسهيل انسياب الحيوانات الحية والمنتجات من لحوم حمراء ودواجن ومستلزماتها من أعلاف ولقاحات وأدوية بيطرية بما يتوافق مع الأنظمة والقوانين والتشريعات المتعلقة بالحجر البيطري في سورية ولبنان.
واتفق الجانبان على العمل على تسهيل حركة مرور الترانزيت في سورية ولبنان وإلغاء جميع العوائق التي تعترضه وتسهيل إجازات الاستيراد للسلع النباتية والحيوانية أمام التبادل التجاري مع الأخذ بعين الاعتبار حماية المزارع.
وناقش الجانبان سبل تنفيذ الاتفاقيات الموقعة على قاعدة معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق لعام 1991 والبدء بالبحث عن آليات ووسائل من شأنها تحقيق التكامل الاقتصادي والزراعي والتجاري وتسويق المنتجات الزراعية إلى الأسواق العربية والأجنبية وإيجاد مشاريع صناعية غذائية وشركات مشتركة تضمن توفير احتياجات مواطني البلدين من مختلف السلع والمواد الغذائية وتصدير الفائض منها.
وتركزت المناقشات على ضرورة البدء باتخاذ السبل الكفيلة لتوسيع التبادل التجاري للمنتجات الزراعية، لا سيما الخضار والفواكه حسب الاحتياجات ووفق الطرق والقوانين الناظمة حيث أبدى الجانب اللبناني رغبته بتصدير الموز والبطاطا إلى سورية.
وأكد الجانبان ضرورة التفكير بوضع الخطط اللازمة لتطوير الواقع الاقتصادي والتجاري والتوسع في الإنتاج الزراعي لسورية ولبنان عبر البحث عن آليات تضمن للمنتجات والصناعات الزراعية والغذائية المنافسة والوصول إلى الأسواق الخارجية.
وأعرب الجانب اللبناني عن الشكر لسورية لمساعدتها الدائمة للبنان ولأصحاب الفعاليات الاقتصادية اللبنانية وتقديمها كلّ التسهيلات اللازمة لتنشيط عملية تصدير واستيراد منتجاتهم وتصريفها عبر سورية.
وأكد الوزير الغربي أنّ سورية كما تنتصر عسكرياً وميدانياً وسياسياً ستنتصر اقتصادياً حيث يجري العمل حالياً على تسخير جميع الطاقات والإمكانيات لإعادة إعمار سورية والنهوض بواقعها الاقتصادي والتجاري والصناعي بخطوات متطورة متقدمة، مشيراً إلى أنّ الوضع الاقتصادي يزداد قوة وصلابة بفضل انتصارات الجيش السوري.
وشدّد الوزير الغربي على ضرورة التواصل بين أصحاب الفعاليات الاقتصادية والوزارات المعنية وتطوير العلاقات بينهم خدمة للسوريين واللبنانيين، معرباً عن أمله بأن يتم فتح جميع المعابر الحدودية ما يسهم في تعزيز وتوسيع التبادل التجاري وتنشيط حركة انسياب البضائع والمواد بين الدول.
وأكد الوزير الغربي حرص الحكومة على تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري مع الأشقاء والأصدقاء واحتضان أي عمل أو مشروع اقتصادي أو تنموي يضمن الخير والمنفعة المشتركة، لافتاً إلى أنّ هذا الاجتماع «يشكل انطلاقة جديدة لتطوير التعاون الزراعي بين البلدين وإيجاد الحلول للمشاكل التي تعترض هذه العلاقات».
من جانبه، شدّد وزير الزراعة اللبناني على أهمية استمرار التعاون مع سورية وتطويره لمصلحة شعبنا في البلدين وشعوب المنطقة. وقال: «مخطئ كل من يقف في طريق تطوير هذه العلاقات ويحاول تشويهها».
ونوّه زعيتر بالانتصارات التي تحققها سورية على الصعد العسكرية والسياسية والبطولات التي يسطرها الجيش السوري في دحر الإرهاب. وقال: «نحن في لبنان نعلم أنّ سورية رغم الظروف الصعبة التي تمر بها والحرب الظالمة عليها كانت السباقة في الوقوف إلى جانب لبنان وشعبه وفي الوقوف إلى جانب كلّ القضايا العربية غير آبهة بحجم المؤامرات والتحديات التي تتعرض لها تقدم التضحيات من أجل أشقائها العرب وفي مقدمتها من أجل قضية فلسطين».
بدوره، أشاد خوري بصمود سورية وبالبطولات والتضحيات التي يقدمها الجيش السوري دفاعاً عن عزة سورية وكرامتها وقال إنّ «هذه البطولات والتضحيات ليست جديدة على جيش سورية وبفضل تضحياته عادت الحياة إلى لبنان ومؤسساته واستعاد عافيته».
وأشار خوري إلى ضرورة تفعيل الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين سورية ولبنان لمصلحة السوريين واللبنانيين وأمنهما واستقرارهما.
حضر المباحثات وتوقيع المحضر معاونو وزراء التجارة الداخلية وحماية المستهلك والاقتصاد والتجارة الخارجية والزراعة وهيئة تخطيط الدولة ومديرو المؤسسات والشركات والإدارات التابعة للوزارة وأعضاء الوفد اللبناني المرافق للوزير زعيتر.
وفي تصريحات للصحافيين، عقب الاجتماعات، ثمن الوزير زعيتر مواقف سورية الداعمة للقضايا اللبنانية وتقديم كلّ التسهيلات اللازمة لتفعيل الاتفاقيات الموقعة، لا سيما في المجال الزراعي وحلّ المشاكل والصعوبات التي تعترض تنفيذها.
بدوره، أكد الوزير الغربي أنه تمّ بحث القضايا المتعلقة بتسويق وتصريف جميع المنتجات الزراعية أمام المزارعين والفلاحين اللبنانيين. وقال: «أبواب سورية دائماً مفتوحة للجميع ولن نبخل في تقديم أي عون أو مساعدة»، مشيراً إلى أنّ «ما تشهده سورية من حركة ونشاط اقتصادي وتجاري إنما هو بفضل تلاحم الجيش والشعب والقيادة».
من جهته، أكد خوري أنّ ما تمّ التوصل إليه يجسد رغبة الجانبين في تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والزراعي والتجاري ويدلّ على مصداقية التوجه لدى سورية وحرصها المستمر على تقديم مختلف أشكال الدعم للشعب اللبناني.