حكمة الفداء
تحيّة إلى شهدائنا طلائع انتصاراتنا
قد بارك النصرَ ربُّ الخلق فابتهجوا
يا أشرف الناس يا من للسما عرجوا
رسّختم النصر باستشهادكم فَسَمَتْ
بالعزّ تختال فوق الأنجم المُهَجُ
عبّدتم الدرب نحو المجد وُجْهَتُها
فكان للعزّ لِلّامنتهى الدرج
عمّرتم الأرض فاعتزّت بهِمّتكم
فهيمن العدل بين الناس والفرج
أصبحتم النورَ في أحداق أعيننا
ونغمةُ الحقّ في الأسماع تختلج
وصرتم العطر يُحْيينا وينعشنا
من بعد أن ساد واستشرى بنا الحرج
فككتم الأسر من سجنٍ يعذّبنا
أسياده الجبن والطاغوت والهَمَجُ
دماكم العطر فوّاحٌ بنكهته
قد عمّ في الكون من أنسامه الأرج
لولاكم الويل ما ولّت فظائعه
وأنجم السعد والخيرات ما انبلجوا
فأنتم الحسن في الدنيا وبهجتها
تهدون للحقّ من ضلّت به اللجج
وأنتم الضوء ممتدٌ بلا زمنٍ
في حالك العتم بالإشراق مندمج
زوابع الحقّ أنتم يا الألى ارتفعوا
وراية النصر من أرواحهم نسجوا
وأنتم الله حيّاكم وخلّدكم
أطهار أحياء من أجداثهم خرجوا
فأعلن الحقّ للأجيال حكمته:
من مات بالعزّ نحو العزّة العرج
لا يصنع النصر إلّا فتيةٌ نهضوا
ووقفة العزّ مهما كابدوا انتهجوا!
يوسف المسمار
البرازيل ـ كوريتيبا